دراسة تكشف ارتباط مرض الزهايمر عند النساء بالكروموسوم "إكس"

معدل إصابة النساء بمرض الزهايمر ضعف معدل إصابة الرجال به وهذه الفجوة بين الجنسين لم تكن واضحة للعلماء.
السبت 2022/10/08
الزهايمر من أكثر أمراض الخرف شيوعا

واشنطن - تكشف الأدلة الموجودة في أنسجة مخ البشر والفئران آلية قد تفسر الاختلافات القائمة على الجنس في مرض الزهايمر، بما في ذلك سبب كون الإناث أكثر عرضة للإصابة.

وأفاد الباحثون في مجلة “سال” بأن أدمغة الإناث تظهر تعبيرا أعلى عن إنزيم مرتبط بالكروموسوم “إكس”، يسمى "ببتيداز 11" الخاص بـاليوبيكويتين مقارنة بالذكور، ما أدى إلى تراكم أكبر لبروتين يسمى "تاو". واليوبيكويتين عبارة عن مركب تحليلي يتواجد في الخلايا الحية ويلعب دورا مهما في تحليل البروتينات المعيبة (الفاسدة) وغير الضرورية.

ويقول مؤلف الدراسة الرئيسي ديفيد كانغ من جامعة كيس وسترن ريزرف “تضع هذه الدراسة إطارا لتحديد العوامل الأخرى المرتبطة بالكروموسوم ‘إكس’، والتي يمكن أن تزيد قابليةٍ الإصابة باعتلال الطوباوية (اعتلال تاو) لدى النساء”.

ويعرّف اعتلال الطوباوية بأنه أحد الأمراض التنكسية العصبية التي تتميز بتراكم بروتين تاو في التشابك العصبي ضمن الدماغ البشري. وتعد تكتلات بروتين تاو سمة بيولوجية أساسية لأدمغة المصابين بداء الزهايمر.

ومعدل إصابة النساء بمرض الزهايمر ضعف معدل إصابة الرجال به. والآلية الأساسية لهذه الفجوة بين الجنسين لم تكن واضحة بشكل جيد لدى العلماء. وأحد التفسيرات المحتملة هو أن النساء يُظهرن ترسبا أعلى بكثير من تاو في الدماغ.

يعيش في الولايات المتحدة نحو 5.8 مليون شخص مصاب بداء الزهايمر في سن 65 فما فوق

وتبدأ عملية التخلص من فائض تاو بإضافة علامة كيميائية تسمى يوبيكويتين إلى بروتين تاو. ولأن الخلل الوظيفي في هذه العملية يمكن أن يؤدي إلى تراكم غير طبيعي لبروتين تاو، بحث كانغ ومؤلف الدراسة المشارك جونغ إيه وو من جامعة كيس وسترن ريزرف عن زيادة نشاط الأنظمة الإنزيمية التي إما تضيف علامة اليوبيكويتين أو تزيلها.

ووجدا أن إناث الفئران والبشر يعبّرن بشكل طبيعي عن مستويات أعلى من "ببتيداز 11" في الدماغ مقارنة بالذكور، وتبيّن لهم أيضا أن مستويات "ببتيداز 11" ترتبط ارتباطا وثيقا باعتلال تاو في الدماغ لدى الإناث وليس لدى الذكور.

وعلاوة على ذلك، عندما استبعدوا وراثيا  "ببتيداز 11" في نموذج فأر مصاب باعتلال تاو في الدماغ، كانت الإناث محمية بشكل تفضيلي من اعتلال تاو والضعف الإدراكي. وتمت حماية الذكور أيضا من اعتلال تاو في الدماغ، ولكن ليس بالقدر الذي يحدث عند الإناث.

وتشير النتائج إلى أن النشاط المفرط لإنزيم  "ببتيداز 11" في الإناث يؤدي إلى زيادة قابليتهن للإصابة باعتلال تاو في مرض الزهايمر. لكن المؤلفين يحذرون من أن نماذج الفئران الخاصة باعتلال تاو قد لا تلتقط بشكل كامل ازدواج الشكل الجنسي في اعتلال تاو الذي يظهر في البشر.

ويقول كانغ "في ما يتعلق بالآثار المترتبة، فإن الخبر السار هو أن 'ببتيداز 11' هو إنزيم، ويمكن تقليديا تثبيط الإنزيمات دوائيا. وأملنا هو تطوير دواء يعمل بهذه الطريقة، من أجل حماية النساء من خطر الإصابة بمرض الزهايمر".

ويشير خبراء "مايو كلينيك" إلى أن داء الزهايمر هو اضطراب عصبي متفاقم يؤدي إلى تقلص الدماغ (ضموره) وموت خلاياه. وداء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخَرَف؛ فهو حالة تتضمن انخفاضًا مستمرًّا في القدرة على التفكير وفي المهارات السلوكية والاجتماعية؛ ما يؤثر سلبًا في قدرة الشخص على العمل بشكل مستقل.

ويعيش في الولايات المتحدة نحو 5.8 مليون شخص مصاب بداء الزهايمر في سن 65 فما فوق. ومنهم 80 في المئة بعمر 75 فما فوق. ومن بين نحو 50 مليون شخص مصاب بالخَرَف على مستوى العالم، يُقدر أن نسبة المصابين بداء الزهايمر منهم تتراوح بين 60 و70 في المئة.

وتشمل المؤشرات المبكرة للمرض نسيان الأحداث الأخيرة أو المحادثات. ومع تفاقم المرض، سيشعر المصاب بداء الزهايمر باختلال شديد في الذاكرة ويفقد القدرة على أداء المهام اليومية.

17