دراسة تحذر من انتشار قِصر النظر بين الأطفال

للحد من خطر الإصابة بقِصر النظر يجب على الأطفال قضاء الكثير من الوقت في الهواء الطلق، لاسيما أثناء النهار.
الخميس 2025/04/24
عدد الأطفال المصابين بقصر النظر مرشح للارتفاع

لندن - حذرت دراسة حديثة من انتشار قِصر النظر بين الأطفال والمراهقين على مستوى العالم؛ حيث يعاني حوالي واحد من كل ثلاثة مراهقين في العالم من قصر النظر، كما أنه من المتوقع أن يرتفع عدد الأطفال والمراهقين المصابين بقصر النظر إلى أكثر من 740 مليونا بحلول عام 2050.

ولإعداد إحصائيات هذه الدراسة، التي نشرتها المجلة البريطانية لطب العيون، قام فريق بحثي من جامعة “سون يات سين” الصينية بتقييم الدراسات والتقارير الحكومية من 50 دولة في العالم. وفي المجمل تم تضمين بيانات من أكثر من 5.4 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و19 عاما، ومن بينهم أكثر من 1.9 مليون يعانون من قصر النظر.

ويبدأ قصر النظر عادة في مرحلة الطفولة؛ حيث تبدو الأشياء البعيدة غير واضحة. ويتم قياس درجة قصر النظر بالديوبتر، وتتراوح الحالات الخفيفة والشديدة من ناقص 1 إلى 6 ديوبتر. وعلى الرغم من أن الاستعداد الوراثي قد يكون السبب، إلا أن الباحثين يعزون الزيادة الحادة المسجلة في السنوات الأخيرة في المقام الأول إلى التغيرات في السلوك مثل قضاء الوقت في الأماكن المغلقة وقضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات.

والجدير بالذكر أن قِصر النظر ينشأ عندما لا تتمكن العين من تركيز أشعة الضوء الساقطة على شبكية العين بدقة. وبدلا من ذلك تتجمع الأشعة أمام شبكية العين، ما يؤدي إلى ظهور صورة غير واضحة. ويمكن أن يكون لهذا سببان رئيسيان: إما أن تكون مقلة العين طويلة جدا (قصر النظر المحوري) أو أن القوة الانكسارية للقرنية والعدسة عالية جدا (قصر النظر الانكساري).

وفي كلتا الحالتين يحدث هذا نتيجة الانكسار المفرط لأشعة الضوء بحيث تصبح نقطة التركيز أمام شبكية العين. ونتيجة لذلك يرى الأشخاص، الذين يعانون من قصر النظر، الأشياء البعيدة بشكل ضبابي في حين يمكنهم أن يروا الأشياء القريبة بوضوح.

◙ قِصر النظر ينشأ عندما لا تتمكن العين من تركيز أشعة الضوء الساقطة على شبكية العين بدقة وبدلا من ذلك تتجمع الأشعة أمام شبكية العين

وللحد من خطر الإصابة بقِصر النظر ينبغي للوالدين تشجيع الأطفال على قضاء الكثير من الوقت في الهواء الطلق، لاسيما أثناء النهار، مع تقليل الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات.

وبحسب “كليفلند كلينيك” يولد بعض الأطفال وهم يعانون من حالة قصر النظر المتزايد، وذلك يعني احتمال أن يسوء النظر لديهم بمرور الوقت في حال عدم تصحيحه. وتُفيد النظارات عادة في مساعدة الأطفال على الرؤية بشكل طبيعي، ولكنها لا تقضي على حالة قصر النظر لديهم.

ويشير خبراء “كليفلند كلينيك” إلى أن مقلة العين عند الأشخاص المصابين بقصر النظر تكون أطول بقليل من المستوى الطبيعي من الأمام إلى الخلف، وتتركز أشعة الضوء، التي تساعد في تكوين الصور التي تراها العين، أمام شبكية العين بدلًا من التركيز مباشرة على الشبكية التي تعد الجزء الأكثر حساسية للضوء في العين. وعند حدوث ذلك تبدو الأجسام البعيدة نسبيًا مشوشة وغير واضحة.

وغالبًا ما ينجم قصر النظر المتزايد لدى الأطفال عن عوامل وراثية قد لا تكون بالضرورة موروثة من الوالدين، ولذلك ليس من الضروري أن يعاني الوالدان من حالة قصر النظر التي يعاني منها أطفالهما.

وبحسب الخبراء تتمثل أهم أعراض قصر النظر في عدم القدرة على رؤية الأجسام البعيدة بوضوح، لذلك يميل الطفل المصاب إلى الاقتراب من الأجسام لرؤيتها بشكل أوضح. وفي حالات قليلة يمكن أن يكون قصر النظر مصحوبًا بصداع وإجهاد العين والتعب. وعند ظهور أي من هذه الأعراض لدى الطفل تجب مراجعة طبيب العيون لفحص النظر والتأكد من الحالة.

إضافة إلى ذلك يجب الحرص على فحص نظر الطفل في السنة الأولى من عمره، وفي عمر ثلاث سنوات، وكل بضع سنوات بعد ذلك، وخصوصًا في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة بحالة قصر النظر المتزايد وغيرها من حالات العين الأخرى.

ولا يزال هناك جدل حول إمكانية إبطاء تفاقم حالة قصر النظر عند الأطفال، ولكن أفضل طريقة للعلاج تتمثل في وصف النظارات المناسبة ليتمكن الطفل من الرؤية بوضوح. ومن الممكن أن يبدأ الطفل باستعمال العدسات اللاصقة عندما يكبر وتصبح لديه القدرة على العناية بها، ويعتمد ذلك على مدى تدخل الأبوين في العناية بالعدسات اللاصقة الخاصة بأطفالهم. ولا يوصي طبيب العيون باستعمال الأطفال للعدسات اللاصقة قبل سن المراهقة.

15