داء كرون والتهاب البنكرياس سببان بارزان لعسر الهضم الدهني

يُصعّب عدم قدرة الجسم على تفكيك الدهون وامتصاصها عملية الهضم ويُسبب عسر الهضم الدهني. ويشمل مصطلح عسر الهضم أعراضًا معينة، مثل الشعور بألم في البطن والإحساس بالامتلاء بمجرد بدء تناول الطعام، وقد تختلف أعراضه من شخص إلى آخر. ويرجع خبراء الصحة الألمان سبب الإصابة بعسر الهضم الدهني إلى داء كرون والتهاب البنكرياس بصفة خاصة.
برلين - أكدت الجمعية الألمانية لأمراض الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي أن الأسباب الأكثر شيوعا لعسر الهضم الدهني تكمن في التهاب البنكرياس المزمن وعدم تحمل الجلوتين وأمراض الأمعاء الالتهابية مثل داء كرون، مشيرة إلى أن داء كرون هو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية. ويسبب تورّم (التهاب) الأنسجة في السبيل الهضمي، وهو ما قد يؤدي إلى المغص والإسهال الشديد والإرهاق ونقص الوزن وسوء التغذية.
وقد يختلف موضع الالتهاب الناتج عن داء كرون في السبيل الهضمي من شخص إلى آخر، وأكثر منطقة يصيبها هي الأمعاء الدقيقة. وينتشر هذا الالتهاب غالبًا في الطبقات العميقة من الأمعاء.
ونصحت الجمعية بضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة الأعراض لتحديد السبب الكامن وراء عسر الهضم الدهني والخضوع للعلاج في الوقت المناسب، خصوصا وأن داء كرون قد يكون مؤلمًا ومرهقًا، ويمكن أن يؤدي أحيانًا إلى مضاعفات تهدِّد الحياة.
وقالت الجمعية إن عسر الهضم الدهني هو اضطراب في التمثيل الغذائي للدهون، أي خلل في قدرة الجسم على تفكيك وامتصاص الدهون.
وأوضحت الجمعية أن الأعراض الدالة على عسر الهضم الدهني تتمثل في البراز الدهني، أي ارتفاع نسبة الدهون في البراز، وهو ما يمكن الاستدلال عليه من خلال اللون البني الفاتح للبراز والرائحة النفاذة مع وجود رغوة في ماء المرحاض.
عسر الهضم الدهني هو اضطراب في التمثيل الغذائي للدهون، أي خلل في قدرة الجسم على تفكيك وامتصاص الدهون
وتشمل الأعراض الأخرى أيضا وجود بقايا طعام في البراز والغثيان والتجشؤ المفرط والقيء والإسهال المتكررين والانتفاخ وآلام البطن، لاسيما في الجزء العلوي من البطن، بالإضافة إلى فقدان الوزن.
ويشمل مصطلح عسر الهضم أعراضًا معينة، مثل الشعور بألم في البطن والإحساس بالامتلاء بمجرد بدء تناول الطعام، وهو ليس مرضًا محددًا. وقد يكون عسر الهضم عرضًا لاضطرابات هضمية أخرى كذلك.
كما أن أحد الأسباب الشائعة لعسر الهضم هو عدم إنتاج البنكرياس الإنزيمات الهاضمة، وتحدث هذه المشكلة في بعض أمراض البنكرياس أو من خلال الأمعاء الدَّقيقة، ويحدث هذا في عوز اللاكتاز.
والعرض الأكثر شيوعا لسوء الامتصاص هُو الإسهال المزمن. وعند وجود امتصاص غير كافٍ للدُّهون في السبيل الهضمي، يحتوي البراز على دهن زائد ويكون بلون فاتحٍ وبقوام رخو وكبير الحجم ودهنيًّا وبرائحة كريهة غير مألوفة (يُسمى مثل هذا البراز إسهالا دهنيا).
ويمكن أن تطفو كتل البراز أو تلتصق على جوانب حوض المرحاض وقد تَصعُبُ إزالتها. ويمكن أن يؤدي الامتصاص غير الكافي لبعض السُّكريَّات إلى حدوث إسهالٍ انفجاري وتطبُّل البطن وخروج الغازات.
وقد يُسبب سوء الامتصاص حالات عوز لجميع المواد المُغذِّية أو حالات عوز انتقائيَّة للبروتينات أو الدُّهون أو السُّكريَّات أو الفيتامينات أو المعادن. ويحدث نقص في الوزن عند مرضى سوء الامتصاص عادةً أو يواجهون صعوبة في الحفاظ على أوزانهم رغم الاستهلاك الكافي للطعام، وقد يتوقَّف الطَّمث عند النِّساء.
رغم أن عسر الهضم شائع الحدوث فإن أعراضه قد تتفاوت من شخص إلى آخر ويمكن الشعور به في فترات متباعدة
وعلى الرغم من أن عسر الهضم شائع الحدوث، فإن أعراضه قد تتفاوت من شخص إلى آخر. ويمكن الشعور بأعراض عسر الهضم في فترات متباعدة أو بشكل يومي.
ويمكن التخفيف من عسر الهضم عن طريق إحداث تغييرات في نمط الحياة وتناول الأدوية.
وهناك اعتقاد شائع يفيد بأن تناول الدهون يسبب السمنة ويعرض الشخص للإصابة بأمراض القلب، ولكن الواقع مختلف تمامًا، حيث تعد الدهون واحدة من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم للقيام بأنشطته اليومية مثل البروتينات والكربوهيدرات، وتحتوي جميع الأطعمة التي نتناولها يوميًا على كمية من الدهون، والفرق هو أن بعضها صحي وبعضها الآخر غير صحي وقد يسبب العديد من المشاكل الصحية.
ولكي تعمل الأعضاء الداخلية بكفاءة لا يحتاج الأشخاص إلى تناول الدهون الصحية فقط، وإنما يجب أيضا أن يكون الجسم قادرًا على هضمها.
وتبدأ عملية الهضم بمجرد أن يبدأ الأفراد بتناول الطعام، حيث يبدأ اللعاب والإنزيمات الموجودة داخل أفواههم في تكسير الأطعمة كي يمكن امتصاصها بسهولة عندما تصل إلى القولون.
والدهون ليست قابلة للذوبان في الماء، وهذا يعني أن الماء لا يستطيع امتصاصها أو تكسيرها، لذلك ينتج الجسم بعض الإنزيمات الخاصة لتفكيك الدهون، وفى المعدة تتكثف عملية الهضم ويتم تحويل 30 في المئة من الدهون إلى دهون ثنائية وأحماض دهنية في غضون ساعتين أو أربع ساعات بعد تناول الوجبة، ومن هناك يتم تكسيرها، وتمتصها الخلايا وتطلقها في مجرى الدم.
الدهون تعد واحدة من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم للقيام بأنشطته اليومية مثل البروتينات والكربوهيدرات
وتُمْكن إعاقة هضم الدهون بسبب العديد من الحالات، مثل اضطرابات الكبد ومتلازمة الأمعاء الدقيقة.
ويميل الأشخاص إلى الشعور بالحموضة المعوية بعد تناول الأطعمة الغنية بالتوابل أو الزيتية، ولكن إذا كانوا يعانون من حرقة المعدة حتى بعد تناول طعام صحي فقد يكون ذلك علامة على عسر هضم الدهون.
كما أن الجلد الباهت والجاف الذي يستغرق وقتًا للشفاء هو علامة واضحة على عسر الهضم بسبب الدهون، حيث أن البشرة عبارة عن حاجز دهني غير قابل للذوبان في الماء يحمي أعضاءنا الداخلية من العالم الخارجي، وحتى تقوم بعملها بشكل صحيح تحتاج البشرة إلى تلك الدهون، لذلك فإن نقصها يجعل البشرة تبدو جافة ومتقشرة ومثيرة للحكة مما يؤدي إلى ظهور ندبات بسهولة.
وتتطلب الأجسام أيضًا الدهون لإنتاج الطاقة تمامًا مثل الكربوهيدرات، لذلك فإن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يجعل الجسم يحرق الدهون، وآنذاك يكون الشخص بحاجة إلى إضافة ما يكفي من الدهون الصحية إلى نظامه الغذائي للحفاظ على مستوى نشاطه ومدّ جسمه بالطاقة اللازمة طوال اليوم.
ويمكن أن تؤثر فاعلية الجسم في هضم الدهون على صحتك العامة، وللتأكد من أن جسمك يؤدي هذه المهمة بكفاءة إليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها:
ـ تناول الطعام باعتدال: حاول أن تتناول الدهون باعتدال، لذلك فإن اتباع نظام غذائي غني بالدهون يعزز نمو البكتيريا في الأمعاء ويؤدي إلى زيادة الوزن.
ـ تناول الدهون الصحية: حاول تضمين المزيد من الأطعمة الصحية في نظامك الغذائي مثل المكسرات والفول والسمن والبيض والأسماك الغنية بالدهون الصحية، في نفس الوقت قلل من تناول الدهون المصنعة واللحوم الحمراء والأطعمة المقلية.
ـ عالج المشكلات الصحية الأساسية: إذا كنت تعاني من أي مشكلة صحية فمن المهم معالجتها، خاصة ما تعلق منها بالأمراض التي تؤثر على عمل الكبد والجهاز الهضمي.