داء اليرسينيا.. الأعراض والعلاج

أعراض الإصابة تتمثل في الإسهال الشديد والغثيان والقيء وآلام البطن وآلام المفاصل والحمى.
السبت 2022/10/01
بكتيريا يرسينيا يمكن أن تكون قاتلة

برلين - قالت الجمعية الألمانية لأمراض الجهاز الهضمي إن داء اليرسينيات هو مرض يصيب الجهاز الهضمي بسبب البكتيريا المعروفة باسم بكتيريا “يرسينيا”، التي تعد واحدة من أخطر أنواع البكتيريا المعوية، حيث أنها قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب السحايا والتهاب عضلة القلب وتسمم الدم، مما قد يؤدي إلى الوفاة.

وأوضحت الجمعية أن بكتيريا “يرسينيا” تنتقل عبر الأغذية والمشروبات الملوثة واللحوم النيئة، مشيرة إلى أن أعراض الإصابة بداء اليرسينيات تتمثل في الإسهال الشديد والغثيان والقيء وآلام البطن وآلام المفاصل والحمى.

وينبغي استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض للخضوع للعلاج في الوقت المناسب، والذي يتم بواسطة المضادات الحيوية، مع إمكانية اللجوء إلى المحاليل الإلكتروليتية لتعويض الجسم عما فقده بسبب الإسهال، ومضادات الالتهابات لتخفيف آلام المفاصل.

وتعد بكتيريا “يرسينيا” من أخطر أنواع البكتيريا المعوية، وقال الطبيب الألماني كارستن نوكلر إن هذه البكتيريا تتسبب في الإصابة بأنواع خطيرة من عدوى الجهاز الهضمي التي يُمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاجها.

بكتيريا يرسينيا تعد واحدة من أخطر أنواع البكتيريا المعوية حيث أنها قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب السحايا وتسمم الدم

وأضاف نوكلر من المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر بالعاصمة الألمانية برلين أن العدوى ببكتيريا يرسينيا تنتقل لدى أغلب الأشخاص عن طريق الأطعمة الملوّثة، لاسيما اللحوم النيئة، أو التي لم تنضج بشكل كاف. كما يُمكن أن تنتقل الإصابة بها عن طريق المياه الملوّثة أو منتجات الألبان أو الخضروات أو السلطات الملوّثة.

وأوضح البروفيسور يورغن هيسيمان من قسم علم الجراثيم بمعهد ماس فون بيتينكوفر التابع لجامعة ميونخ الألمانية أنه عادةً ما يُصاب الإنسان بالمرض المعروف باسم داء اليرسينيات بعد ثلاثة إلى سبعة أيام من انتقال البكتيريا إليه. وأكد أن الإصابة بداء اليرسينيات عادةً ما تتسبب في التهاب الجدار المعوي والغشاء المخاطي المبطن للأمعاء الدقيقة والغليظة، كما يُمكن أن تؤدي إلى تورم العقد الليمفاوية الموجودة في الأمعاء الدقيقة والتهابها.

وقال “تظهر أعراض الإصابة في صورة نوبات شديدة من الإسهال والقيء والغثيان، وكذلك تقلصات في البطن وارتفاع درجة حرارة الجسم”.

وأوضح الطبيب الألماني أنه يُمكن التحقق من الإصابة بداء اليرسينيات خلال المرحلة الأولى من المرض عن طريق تحليل عيّنة براز، أو عن طريق التحقق من وجود أجسام مضادة في عينة الدم في مرحلة لاحقة من المرض.

وأضاف نوكلر أن أعراض الإصابة بهذا المرض تقتصر عادةً على متاعب المعدة والأمعاء، علماً بأن هذه المتاعب تختفي بعد بضعة أيام. ولكن في حالات نادرة للغاية يتسبب هذا المرض في حدوث آلام مزمنة أو يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض في أعضاء أخرى من الجسم.

بكتيريا يرسينيا يُمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاجها

و يُمكن أن تؤدي الإصابة بهذا المرض إلى حدوث مضاعفات خطيرة كالإصابة بالتهاب السحايا والتهاب عضلة القلب وتسمم الدم، التي قد تنتهي بالوفاة.

كما يُمكن أن تؤدي هذه البكتيريا أيضاً إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب الخلايا الدهنية تحت الجلد، والذي تظهر أعراضه في صورة عقد حمراء اللون مصحوبة بآلام مبرحة.

وأشار البروفيسور هيسمان إلى أن داء اليرسينيات يُمكن أن يتسبب أيضاً في الإصابة بالتهاب المفاصل الارتكاسي، موضحاً أن هذا الالتهاب يُصيب مفاصل الركبتين وكاحل القدم بشكل خاص، وتظهر الإصابة به في صورة احمرار وسخونة وتورم في موضع الإصابة، مع الشعور بآلام وتراجع القدرة على الحركة. ولكن غالباً ما تتلاشى هذه الأعراض في غضون مدة تتراوح بين شهر وأربعة أشهر على أقصى تقدير.

وشدد مارتن آبفيلباخر على ضرورة تلقي العلاج بمجرد أن تصبح أعراض داء اليرسينيات مزمنة أو يترتب عليها مشكلات صحية جسيمة، مشيرا إلى أن التهابات الجهاز الهضمي الناتجة عن بكتيريا اليرسينيا التي لا تشفى من تلقاء نفسها، يتم علاجها بالمضادات الحيوية. كما تستخدم المضادات الحيوية في بعض الحالات لعلاج الأمراض المترتبة على داء اليرسينيات، مثل التهاب المفاصل الارتكاسي، وإن كانت فعاليتها في هذه الحالات محل جدل بين الأطباء.

وأكد آبفيلباخر أن هناك طرق علاج أخرى ترتبط بطبيعة الأعراض، ففي حالة الإسهال المستمر يصف الطبيب للمريض الإكثار من السوائل والمحاليل الإلكتروليتية لتعويض الجسم عما فقده بسبب الإسهال. وبالنسبة إلى آلام المفاصل، فيتم علاجها بواسطة مضادات الالتهابات.

17