داء السكري يرفع خطر الإصابة بالكسور العظمية

برلين - يرفع داء السكري خطر الإصابة بكسور عظمية بفعل التعرض للسقوط، وفق ما قاله معهد الجودة والكفاءة في القطاع الصحي بألمانيا.
وأوضح المعهد أن داء السكري يرفع خطر الإصابة بهشاشة العظام، حيث إنه يتسبب في تراجع كثافة العظام، كما أنه يؤثر بالسلب على أنسجة العظام وعلى قدرتها على التجدد والإصلاح الذاتي.
كما أن تقلبات مستويات السكر في الدم المميزة لداء السكري والأمراض المترتبة عليه، والتي تؤثر بالسلب على التوازن واستقرار المشية مثل الاعتلال العصبي (تلف الأعصاب) واعتلال الشبكية (تدهور الرؤية)، ترفع خطر التعرض للسقوط، ومن ثم الإصابة بكسور عظمية.
وللحد من خطر الإصابة بكسور عظمية، ينبغي لمرضى السكري اتباع نظام غذائي صحي غني بالأغذية المهمة لصحة العظام مثل الأغذية الغنية بالكالسيوم (منتجات الألبان والخضراوات الخضراء مثل البروكلي والسبانخ) وفيتامين “د” (زيت السمك وصفار البيض والأسماك الدهنية مثل السلمون والرنجة والماكريل)، وكذلك التعرض لأشعة الشمس على نحو كاف لشحن مخزون الجسم من فيتامين “د”.
ومن المهم أيضا المواظبة على ممارسة الرياضة، ومن الأفضل الجمع بين تمارين تقوية العضلات ورياضات قوة التحمل مثل المشي والجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية.
ويُراعى أيضا الإقلاع عن التدخين والخمر، مع العمل على إنقاص الوزن في حال المعاناة من السمنة. وبطبيعة الحال، ينبغي ضبط مستويات السكر بالدم.
السكري يتسبب في تراجع كثافة العظام، كما أنه يؤثر بالسلب على أنسجة العظام وعلى قدرتها على التجدد والإصلاح الذاتي
ويشير خبراء “مايو كلينيك” إلى أن في حال الإصابة بداء السكري، تزيد احتمالية التعرض للإصابة باضطرابات مختلفة في العظام والمفاصل. قد تسبب بعض العوامل، مثل تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي السكري) ومرض الشرايين والسمنة، هذه المشكلات، ولكن غالبا ما يكون السبب غير واضح.
وقد تحدث الإصابة بمفصل شاركو (الذي يطلق عليه أيضا اعتلال المفاصل عصبي المنشأ) عندما تتدهور حالة أحد المفاصل بسبب تلف في الأعصاب، وهو أحد المضاعفات الشائعة لداء السكري. ويؤثر مفصل شاركو تأثيرا دائما على القدمين.
وقد يشعر الشخص بخدر ووخز أو فقدان للشعور في المفاصل المصابة. وقد تصبح هذه المفاصل دافئة وحمراء ومتورمة، وتصبح أيضا غير ثابتة أو مشوهة، وربما لا يكون الشعور بالألم في المفصل المصاب شديدا رغم وجوده.
ويمكن إبطاء تفاقم المرض حال اكتشافه مبكرا. قد يفيد في العلاج أيضا تخفيف الأنشطة التي تنطوي على حمل أوزان، واستخدام دعامات العظام مع المفصل المصاب وهياكل الجسم المحيطة به.
كما يمكن لداء السكري أن يسبب محدودية حركة المفاصل، أو كما يطلق عليها متلازمة اليد السكري أو اعتلال مفاصل اليد السكري، والتي تشير إلى تيبس المفاصل مما يؤثر غالبا على مفاصل اليد الصغيرة. وقد يصبح جلد اليدين سميكا وذا ملمس شمعي. وتصير حركة الأصابع محدودة في نهاية الأمر. وقد تتأثر المفاصل الأخرى، بما فيها مفاصل الكتفين والقدمين والكاحلين. ولا يُعرف السبب وراء محدودية حركة المفاصل حتى الآن. فهذا المرض شائع جدا بين الأشخاص المصابين بالسكري منذ فترة طويلة.
حيث يكون الشخص غير قادر على مد أصابع يديه بالكامل أو الضغط على راحة اليد لتصبح مفرودة.
ويمكن أن يساعد التحكم في مستويات سكر الدم (الجلوكوز) والعلاج الطبيعي في إبطاء تطور هذه الحالة المرضية، ولكن قد لا تكون محدودية الحركة قابلة للعلاج.
ويؤكد خبراء “مايو كلينيك” أن المصابين بداء السكري من النوع الأول أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
ولا تتسبب هشاشة العظام في أعراض في المراحل الأولى إلا نادرا. ولكن عندما يتطور المرض، فقد يقل طول الشخص أو تنحني وضعية جسمه أو تنكسر عظامه.
ومن أفضل طرق علاج هذه الحالة المرضية اتباع نمط حياة صحي، ويشمل ذلك ممارسة تمارين رفع الأثقال، مع المشي واتباع نظام غذائي متوازن غني بالكالسيوم وفيتامين “دي”، وتناول المكملات الغذائية عند الحاجة. وقد يضطر بعض المرضى المصابين بمراحل متقدمة وشديدة من المرض إلى أخذ أدوية لمنع فقدان العظام أو لزيادة كتلة العظام.