خياط سوري يزرع الطحالب بدل الأعلاف لمواشيه

الأزولا تعد نوعا من الطحالب المائية المنتجة، إذ يمكن أن يتضاعف وزنها خلال سبعة أيام فقط.
السبت 2020/12/19
تجربة بدأت تعرف طريقها إلى بقية المزارعين

أطلق خياط سوري مشروعا لزراعة طحالب "الأزولا" في أحواض مائية بناها بنفسه حتى يوفر لمواشيه وطيوره أعلافا في ظل ارتفاع الأسعار، ويعمل على نشر فكرته بين مزارعي منطقته.

إدلب (سوريا) - وجد المزارع السوري، أيمن الإبراهيم، في طحالب “الأزولا” الحل الأنسب لتوفير الأعلاف الرخيصة والصحية لمواشيه وطيوره، حرصا منه على الحفاظ على مهنته في ظل الارتفاع الهائل في الأسعار.

ويزرع الإبراهيم (25 عاما) نبتة الأزولا في أحواض مائية بناها بنفسه في مزرعته الصغيرة في بلدة كفر تخاريم في ريف إدلب شمال البلاد.

وكان الإبراهيم يعمل خياطا في حلب وهي مهنة لم يتمكن من الحفاظ عليها، فقرر أن ينتقل إلى تربية المواشي والدواجن، إلا أن ارتفاع أسعار الأعلاف وقف عائقا أمام إمكانية تطوير عمله.

وقال المزارع العشريني “بدأت بالبحث عن مورد يوفر غذاء للمواشي بتكلفة قليلة، وبعد بحث على الإنترنت توصلت إلى نوع من أنواع النباتات السرخسية.. واستطعنا استيرادها من مصر إلى سوريا”.

وتُعد الأزولا نوعا من الطحالب المائية المنتجة جدا، إذ يمكن أن يتضاعف وزنها خلال سبعة أيام فقط، وفق منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، وهي نباتات غنية بالبروتينات تُستخدم لتغذية الخنازير والبط في جنوب شرق آسيا والدواجن والأسماك في فيتنام.

لكن تجربة استيراد طحالب الأزولا كانت “شاقة” خصوصا أنها لا تعيش طويلا خارج المياه وتحديدا خلال فصل الصيف. وكان يجدر ألا تتخطى عملية نقلها فترة أربعة أيام.

وفشلت أربع محاولات استيراد كميات كبيرة من الأزولا إذ كانت “تجف على الطريق وتموت قبل وصولها”، وفق قول الإبراهيم.

ولم يستسلم الإبراهيم إلى أن نجح أخيرا، في يونيو الماضي، في استيراد عشرة كيلوغرامات فقط من طحالب الأزولا وقام مباشرة بوضعها في الأحواض المائية التي بناها خصيصا لها.

وكرس الخياط العشريني كامل وقته للعناية بنبتته الجديدة إلى أن وفرت له “ما يقارب 70 في المئة من إجمالي كمية الأعلاف” التي يحتاجها، أما الثلاثون في المئة المتبقية فكان يعوض عنها بالشعير والنخالة والذرة الخضراء.

تجربة مفيدة
تجربة مفيدة

وأشار إلى أن “الحيوانات باتت تطلبها، إذ أنك تقدم لها نباتا أخضر طازجا بدلا من الأعلاف الجافة”. وانخفضت بالنتيجة تكاليف تغذية المواشي والطيور وفق قوله من حوالي 300 دولار شهريا إلى مئة دولار كحد أقصى.

وتراجع قطاع تربية المواشي في المنطقة ما أدى إلى “ارتفاع أسعار اللحوم والألبان والأجبان في مقابل انخفاض القدرة الشرائية للمواطن، ما ينعكس سلبا على الأمن الغذائي”، بحسب أحمد الكوان المسؤول المحلي في إدلب.

وقرر الإبراهيم بعد نجاح التجربة، توسيع عمله وبدأ ببيع تلك الأعلاف الجديدة لمربي المواشي والدواجن من حوله.

وأوضح “نريد نشرها هنا حتى أننا فتحنا باب البيع منذ شهر ونصف الشهر وفوجئنا بالإقبال الكبير عليها”، متابعا “وصلت إلى إدلب في وقت كان مربّو المواشي بحاجة إليها بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف التي تخطت تكاليفها مؤخرا مردود الحليب الذي تنتجه الأبقار”.

كما قرر عمر عشا (48 عاما)، والذي يمتلك 17 رأسا من الغنم، خوض التجربة أيضا، قائلا “اشتريت كمية صغيرة.. وقد وفرت علي 60 في المئة من ثمن الأعلاف”.

وأضاف “أفضل ما في الأمر هو أنني دفعت ثمنها مرة واحدة فقط عند شرائها، ثم قمت بزراعتها في أحواض فتحولت إلى علف مجاني متجدد”.

--------

 

24