خيارات سياحية متنوعة لزوار رالي حائل في السعودية

حائل (السعودية)- تميزت عروس الشمال السعودي حائل بتنوع الأماكن السياحية التراثية لبيئتها الطبيعية من خلال تاريخها العريق الذي مرت عبره عدة حضارات مختلفة، مما يمنحها طابعاً جمالياً يبرز من خلاله ثقل مكانتها في الخيارات السياحة للباحثين عن الوِجهات المميزة في المملكة.
وتحتوي منطقة حائل على خارطة متنوعة من المواقع التي يحرص القادمون إلى المنطقة، من السياح والمواطنين والمقيمين، على الذهاب إليها والاستمتاع بتأمل جمال وتاريخ تلك المواقع السياحية التي تزخر بإرثها على مر السنين وتقدم نفسها من مكملات التجارب السياحية الطبيعية والتراثية للمنطقة، فضلاً عن تنوع مناخها وتضاريسها مما يجعلها المكان المثالي لمحبّيها.
ولم يعد رالي حائل الدولي مجرد منافسة بين المتسابقين للظفر بلقب البطولة الذي لا تتجاوز مراحله أربعة أيام؛ بل أصبح تظاهرة سياحية لها انعكاسات إيجابية على منطقة حائل منذ انطلاق هذا الرالي عام 2006.
وفي هذه الأيام التي تتزامن مع انطلاق رالي حائل الدولي 2023 في دورته التاسعة عشرة جذب التنوع السياحي في المنطقة القادمين إلى الرالي من داخل المملكة ومن خارجها، وذلك من خلال عدد من الأماكن السياحية التي منها “جبة جبل أم سنمان” الذي يحتوي على أكثر من خمسة آلاف من الرسوم والنقوش الصخرية التي تعود بالإنسان إلى الألف السابع قبل الميلاد، ويقع على بُعد 100 كيلومتر شمال غرب مدينة حائل، وهو وجهة سياحية قادرة على استقطاب شغف محبي التراث والنقوش والآثار؛ لكونه يضم أقدم المواقع الإنسانية التي تعود إلى العصور الحجرية، وأدرج في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو في عام 2015.
وتتيح منطقة حائل للسائح والزائر القيام بعدد متنوع من الأنشطة والتجارب، مثل استكشاف “قصر القشلة” التراثي الذي يُعد أحد أقدم وأكبر المباني الطينية في الجزيرة العربية، ومن أهم الأماكن التي تدل على عراقة التراث العمراني، وقد تم بناؤه قبل نحو ثمانية عقود (1941)، وكذلك “قلعة عيرف” الشهيرة التي تطل على المدينة بطابعها التراثي والتاريخي، لتحاكي في طرازها المعماري مثيلاتها من المباني الدفاعية المعروفة في عمارة المنطقة الوسطى بالمملكة، وتقع في أعلى قمة جبل يشرف على المدينة من الجهة الجنوبية على مساحة تبلغ 440 متراً وتتمركز في أعلى قمة جبل ذي ارتفاع يبلغ 650 متراً ويعرف باسم ”جبل عيرف”.
وهو ما نُسبت إليه تسمية القلعة، وبُنيت من الحجر والطين في عام 1840، حيث تحتوي على متحف أثري يقصده سياح وضيوف المنطقة وظل متماسكاً على مر السنين ليكشف عراقة منطقة حائل التاريخية ويبرهن على قدرة سكانها القدامى على تشييد أنواع من العمارة المتميزة التي ظلت باقية على مر العصور لتشهد على قوة بنيانها ومهارة من أتقنها.
ومن الأماكن السياحية في حائل “قرية عقدة السياحية” التي تقع وسط مرتفعات جبال أجا الشاهقة غرب حائل من القرى الجبلية التاريخية والتي يعود عمرها إلى آلاف السنين، حيث تبعد عن مدينة حائل 15 كيلومترا، ويحيط بها سور حجري كبير بُنِيَ وسط الوادي لمنع السيول من الخروج من القرية والاستفادة منها، ليأتي بعد ذلك هدم السور واستبداله بثلاثة سدود لحفظ مياه الأمطار الموسمية. وتشتهر ببساتين النخيل والعيون والآبار والسدود التي تنتهي إليها مصبات السيول بوادي الأديرع، بصفتها واحة جمالية متكاملة المعالم يطلق عليها اسم “سلة غذاء حائل” لما تتنوع به من منتجات زراعية، كالتمور والنعناع والشمام والقرع والعنب والتفاح والرمان، ومناحل لإنتاج العسل البلدي.
ويُعد موقع النقوش الصخرية في الشويمس جنوب شرق حائل، والمسجل في قائمة التراث العالمي باليونسكو من أهم وأبرز المواقع الأثرية في المملكة وعلى مستوى العالم، كما يعتبر أضخم متحف مفتوح للنقوش الصخرية على مستوى الجزيرة العربية، حيث تتجاوز مساحة المنطقة 50 كيلومتراً مربعاً، ويعود تاريخ النقوش الأثرية في الموقع إلى العصر الحجري الحديث، ويحتوي على فنون صخرية تتميز بالمنحوتات البشرية والحيوانية التي تصور الجمال والخيول والوعول والنخيل، إلى جانب النقوش الثمودية، ومنحوتات الرجال وهم يركبون الجمال، في إشارة إلى نشاط القوافل التجارية، وفنون صخرية رائعة تصور البشر بالحجم الطبيعي، إضافة إلى مجموعة مختلفة من الحيوانات.
وعملت المكونات الجمالية على جذب المتنزهين من خلال الطلعات البرية “القيلة” من المنطقة وخارجها للاستمتاع ومعايشة تلك الأماكن الخلابة على أرض الواقع وفي قلب الجمال الطبيعي للمنطقة، ونصب المخيمات في العديد من المواقع، حيث يحرص المتنزهون على اختيار الأماكن التي يستمتعون بها برفقة الأهل أو الأصدقاء والمبيت فيها لعدة أيام لما تمتاز به أجواء المنطقة وطبيعتها من عوامل جذب تساعد هواة البر على التمتع برحلتهم في جو من السعادة والألفة.