خلاف داخل جبهة الخلاص حول المرشح للانتخابات الرئاسية بتونس

أصوات داخل الجبهة تطالب بترشيح شخصية أخرى بدلا من الشابي لتقدمه في العمر وعدم امتلاكه شعبية.
الأحد 2024/03/17
شخصية لا تمتلك شعبية

تونس- قالت مصادر تونس مقرّبة من جبهة الخلاص الوطني، التي يرأسها أحمد نجيب الشابي وتضم بداخلها حركة النهضة ومجموعات حزبية صغيرة، إن خلافات تدب بين صفوفها بسبب اسم المرشح للانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر القادم.
ورغم أن الجبهة لم تعلن موقفها بعد من المشاركة في الانتخابات، إلا أن المصادر تؤكد أن الغالب على النقاشات داخلها يميل إلى المشاركة وعدم فسح المجال للرئيس الحالي قيس سعيد ليحصل على نتيجة مريحة تؤهله لولاية جديدة.

وفيما كان الاتجاه السائد أن الجبهة ستقدم الشابي كمرشح لها لكونه رئيس الجبهة، وخاصة أن التقاءه مع النهضة داخل الجبهة كان ضمن تفاهمات من بينها أنه سيكون المرشح الوحيد للجبهة إذا قررت أن تشارك في الانتخابات، ويكون ذلك كمكافأة من النهضة له على تحالفه معها بعد 25 يوليو 2021 في وقت كانت فيه الحركة معزولة كليا.

◙ الرئيس سعيد لم يعلن عن رغبته في الترشح لولاية ثانية، على الرغم من تصاعد أصوات تطالبه بالترشح
الرئيس سعيد لم يعلن عن رغبته في الترشح لولاية ثانية، على الرغم من تصاعد أصوات تطالبه بالترشح

لكن الأمر الذي خرق هذا الاتفاق أن أصواتا داخل الجبهة بدأت تطالب بترشيح شخصية أخرى لأن الشابي كبير في العمر (حوالي 80 سنة)، وهو شخصية لا تمتلك شعبية حتى أن اسمه لا يأتي ضمن استطلاعات الرأي، ما يجعل الاعتماد عليه لمنافسة قيس سعيد محسوما سلفا لفائدة الرئيس الحالي.

وإذا قادت الخلافات إلى استبعاد الشابي من الترشح، فإن الاسم الأبرز الذي يمكن التفكير فيه هو أمين عام حزب العمل والإنجاز عبداللطيف المكي الذي لم يخف رغبته بالترشح في تصريحات سابقة وقال إن حزبه معني بالانتخابات الرئاسية وإنه انطلق في التشاور مع شركائه على غرار جبهة الخلاص.

وقال المكي “ولكن يجب التفكير في هل أن الظرف مناسب أم لا وهل هي فرصة حقيقة للخروج من الأزمة أم لا وبأي فريق وبرنامج سندخل غمار الانتخابات وبأي مرشح؟”.

وسيكون موقف النهضة هو الحاسم في تحديد اسم المرشح، ولا يعرف إن كانت ستبقى وفية لتعهدها بدعم الشابي وكسبه إلى صفها أم أنها ستفكر في بديل آخر مع معرفتها المسبقة بأن الشابي لن يترك فرصة الترشح تمر بدعم منها أم بتحرك خاص تحت غطاء جديد.

وقبل أيام، قال الأمين العام لحركة النهضة العجمي الوريمي إن الحركة لن تقدم مرشحا حزبيا للانتخابات الرئاسية لسنة 2024، وهو ما يفتح الباب لدعم الشابي. لكن تجربة الشابي مع النهضة على هذا المستوى غير مطمئنة، فكثيرا ما راهن على دعمها، لكنها كانت تختار غيره مثل دعم المنصف المرزوقي في 2011.

◙ عبداللطيف المكي لم يخف رغبته بالترشح
عبداللطيف المكي لم يخف رغبته بالترشح

ويرى مراقبون أن فرصة دعم النهضة للمكي مستبعدة لكونه قد انشق عنها وكوّن حزبا قسّم أنصارها وأضعف صفوفها.

كما أن الحركة قد لا تمانع في دعم منذر الزنايدي، الذي أعلن نيته في الترشح ضمنيا، حتى ولو بشكل غير معلن لقناعتها بأنه مرشح لا يتبنى خطابا استئصاليا ضدها، وأنها قد تجد أرضية للتفاهم معه، خاصة بعد أن فقدت فرصة التقارب مع قيس سعيد بالرغم من إشارات التهدئة التي جاءت على لسان الأمين العام الجديد.

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستجرى في خريف هذا العام.

وقال الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري، في مؤتمر صحفي مؤخرا، إن إجراء الانتخابات الرئاسية سيكون إما في شهر سبتمبر أو أكتوبر المقبل، وإن الهيئة ستصادق على روزنامة الانتخابات وستبدأ الاستعداد لهذا الحدث الانتخابي بعد إرساء المجلس الوطني للجهات والأقاليم.

وفي العام الجاري، تنتهي ولاية الرئيس التونسي قيس سعيّد، إذ فاز بفترة رئاسية مدتها 5 سنوات عبر دور ثانٍ من الانتخابات في 13 أكتوبر 2019، أمام مرشح حزب “قلب تونس” نبيل القروي.

ولم يعلن الرئيس سعيد عن رغبته في الترشح لولاية ثانية، على الرغم من تصاعد أصوات تطالبه بالترشح لعهدة رئاسية ثانية في مسعى لاستكمال مشروعه السياسي المدعّم بإجراءات 25 يوليو 2021.

1