خطوط الضوء وألوانه تتلألأ في معالم الشارقة

تحتفل إمارة الشارقة في هذا الشهر من كل عام بمهرجان الأضواء لتبهر سكانها والزوار بلوحات ضوئية يبدعها فنانون من العالم على واجهات المعالم المعمارية للمدينة التي تتلألأ فيها الألوان والخطوط الضوئية طيلة ثلاثين ليلة.
الشارقة - في الشهر الثاني من كل عام تطفئ إمارة الشارقة أضواء ميادينها وشوارعها، وتوجه ألوانا من الأضواء على واجهات المباني والمعالم التراثية وحتى الجبال وتحولها إلى لوحات فنية تمتع الأنظار.
والشارقة هي الوحيدة بالشرق الأوسط التي تنظم مهرجانا سنويا للأضواء، لتحول من خلاله خطوط الإنارة إلى أعمال فنية في الطرق، وتتحول إلى متحف مفتوح لفنون الضوء.
وعلى مدار أيام شهر فبراير يستقطب “مهرجان الشارقة للأضواء” الزائرين الذين يرفعون عدسات كاميراتهم وهواتفهم ليلتقطوا صورا لمشاهد غير تقليدية من معالم المدينة التي تحولت إلى لوحات فنية.
ويقام مهرجان الشارقة للأضواء هذا الشهر للعام الحادي عشر حيث تتنافس نخبة من الفنانين العالميين على تقديم لوحات مبهرة من خلال مزج مكونات الجمال والفن والثقافة على واجهات الصروح المعمارية.
ويستلهم الفنانون أفكار الأضواء التي يعرضونها من اتجاهات مختلفة من التراث الشعبي والفن التشكيلي وفنون الخطوط.
وتتنوع المواقع التي يتم اختيارها بدقة لاستضافة العروض، ويتم اختيار المباني وفق شروط محددة، أبرزها أن تمتاز بجمال تفاصيلها المعمارية، والتي ستستفيد منها الأضواء والموسيقى في تحويل المشهد الاعتيادي إلى آخر خيالي، وتلعب تقنيات الإضاءة الحديثة والموفرة للطاقة دورا حيويا في تقديم هذه العروض، فتحول الواجهات بتفاصيلها الدقيقة إلى فسيفساء من الألوان تحتفي بتاريخ وتراث الإمارة.
ويتم استخدام تقنيات الضوء بطرق مبتكرة تضفي على المكان جمالا، وتأخذ الجمهور في رحلة إلى عالم آخر بعيدا عن الواقع، فتارة تأخذه في رحلة إلى الماضي البعيد وتارة أخرى تصحبه إلى الفضاء الشاسع في رحلة إلى عالم المستقبل.
ويطوع الفنانون المشاركون في المهرجان خطوط الضوء والموسيقى لتقديم أجمل العروض وأكثرها جاذبية، وتتنوع عروض الأضواء بتباين المعالم وكأنها تدعو الجمهور لإعادة اكتشاف هذه المعالم والأماكن من جديد، وتغمر إمارة الشارقة بفيض من الألوان.
وفي كل عام يقدم المهرجان عروضا حية وكرنفالات متجددة تجوب شوارع المدينة وتستحوذ على إعجاب الجماهير.
وما يميز المهرجان هذا العام أن جميع التصميمات مستوحاة من الثقافة المحلية والقصص والتقاليد، وبعضها يعتمد على الفن والتصاميم الأكثر حداثة.
وتمتد الفعاليات إلى مدن دبا الحصن وخورفكان وكلباء على بعد أكثر من 100 كيلومتر ليضيء خيال الجمهور بفعالياته وعروضه المتميزة في هذه المدن.
وتتزين “واجهة المجاز المائية” بعرض مبتكر يحمل اسم “رواق المهرجان”، الذي يتوسط الواجهة، ويقام بأحدث التقنيات المتطورة في العروض الضوئية التي تجذب الجمهور، وتتيح له رؤية انعكاسات الأشكال الهندسية والأضواء المتلألئة على بحيرة خالد.
ويحمل العرض المخصص لموقع “مجمع القرآن الكريم” عنوان “لغة الخلود”، ويعتمد هذا العرض على أسلوب سردي يعود بالزمن إلى الوراء، ويدمج بين مختلف العلوم كالهندسة والخط العربي وأنماط الأرابيسك في لوحات تبرز مكانة الحضارة الإسلامية، ومن ثم ينتقل العرض ليطرح تساؤلا حول مستقبل هذه الأشكال والزخارف، لتظهر بعد ذلك الزخارف التقليدية وكأنها تنتفض من وسط الرمال المتحركة، ما يدفع المشاهدين إلى محاولة تفسير التشكيلات الرقمية التي تعكس الجمال المعماري لمجمع القرآن الكريم.
وفي “قاعة المدينة الجامعية” يصور عرض “دوامة الضوء” المراحل المتتالية للحياة في ماضي الشارقة، حيث تعد القاعة المكان المناسب لهذه القصة التي تجسد الاهتمام الكبير بالتعليم ويقول خالد المدفع رئيس هيئة الإنماء السياحي في الشارقة “نهدف من خلال المهرجان إلى إبراز مباني الشارقة المشيدة على طراز العمارة الإسلامية”.
وأضاف “يستقطب المهرجان الإماراتيين والأجانب لمشاهد تشكيلات مبهرة من الضوء والموسيقى”، مشيرا إلى أن الحدث يجذب أكثر من مليون زائر.
وتابع “يعتمد المهرجان نظام الاستدامة ليكون مطبقا على جميع الأضواء والمعدات بحيث تحمل شهادة مطابقة للمواصفات البيئية”.