خطورة الإصابة بالزهايمر تزداد بنسبة عالية لدى كبار السن المصابين بكورونا

الخطر يتفاقم في الاثني عشر شهراً التالية للمرض.
السبت 2022/09/17
للزهايمر صلة بفايروس كورونا

يربط الباحثون بين الإصابة بالزهايمر وعدوى فايروس كورونا، ذلك أن خطورة الإصابة بالزهايمر تزداد بنسبة عالية لدى كبار السن الذين أصيبوا بكورونا وتتفاقم الخطورة بصفة خاصة في الاثني عشر شهراً التالية للمرض. وإن اختلف الباحثون حول ما إذا كانت الإصابة بالفايروس تؤدى إلى تطور جديد لمرض الزهايمر أو تعجل من الإصابة به، فإنهم اتفقوا حول أن كورونا مرتبطة باضطراب النظام العصبي المركزي.

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - خلصت دراسة شملت أكثر من 6 ملايين مريض، يبلغون من العمر 65 عاما فأكثر، إلى أن كبار السن الذين أصيبوا بفايروس كورونا تزداد لديهم خطورة الإصابة بالزهايمر خلال عام بنسبة تتراوح ما بين 50 في المئة و80 في المئة.

وذكرت مجلة ” نيور ساينس نيوز” أن الدراسة التي نُشرت في دورية مرض الزهايمر، أظهرت أن المصابين بفايروس كورونا من عمر 65 عاما فأكثر معرضون بصورة أكبر للإصابة بالزهايمر بعد عام من إصابتهم بكورونا، كما أن الخطورة ارتفعت لدى النساء اللاتي يبلغن من العمر 85 عاما على الأقل.

ويقول الباحثون إنه لم يتضح ما إذا كان فايروس كورونا يؤدى إلى تطور جديد لمرض الزهايمر أو يعجل من الإصابة به.

كبار السن الذين أصيبوا بفايروس كورونا تزداد لديهم خطورة الإصابة بالزهايمر خلال عام بنسبة تصل إلى 80 في المئة

وقالت باميلا دافيس، الأستاذة في كلية الطب بجامعة كيس وسترن ريزيرف والتي شاركت في إجراء الدراسة، “لم يتم إدراك العوامل المسببة للإصابة بمرض الزهايمر بصورة جيدة، ولكنْ هناك عاملان مهمان هما العدوى السابقة، خاصة العدوى الفايروسية والالتهاب”.

وأضافت “نظرا إلى أن الإصابة بفايروس كورونا مرتبطة باضطراب النظام العصبي المركزي، ويشمل ذلك الالتهاب، أردنا اختبار ما إذا كان من الممكن أن يؤدي مرض كوفيد إلى زيادة التشخيص بالزهايمر، حتى على المدى القصير”.

وقد قام فريق البحث بتحليل السجلات الصحية الإلكترونية لـ6.2 مليون ممن يبلغون من العمر 65 عاما فأكثر في الولايات المتحدة الأميركية، كانوا قد حصلوا على علاج طبي في الفترة ما بين فبراير 2020 ومايو 2021، ولم يتم تشخيصهم من قبل بمرض الزهايمر.

بعد ذلك، قاموا بتقسيم هذه الفئة إلى مجموعتين: واحدة تتألف من الأشخاص الذين أصيبوا بفايروس كورونا خلال هذه الفترة، والأخرى من أشخاص لم يصابوا بفايروس كورونا. وقد تم إدراج أكثر من 400 ألف مريض في مجموعة الدراسة للأشخاص المصابين بكورونا، في حين كانت مجموعة غير المصابين بالفايروس تضم 5.8 مليون شخص.

كورونا

وقالت دافيس “في حال استمرت هذه الزيادة في الإصابة بالزهايمر، فإن موجة المصابين بالمرض، الذي ليس له علاج حاليا سوف تكون حقيقية، ويمكن أن ترهق موارد الرعاية طويلة المدى بصورة أكبر”.

وأضافت “مرض الزهايمر خطير ويمثل تحديا، لقد اعتقدنا أننا قمنا بخفض حالات الإصابة من خلال الحد من عوامل الخطورة العامة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والبدانة”.

وأوضحت “والآن، بما أن الكثيرين في أميركا أصيبوا بكورونا، كما أن تداعيات الإصابة بالفايروس طويلة المدى مازالت تظهر، من المهم أن نراقب تأثير هذا الفايروس على الإعاقة في المستقبل”.

ووجدت دراسة دنماركية حديثة أن خطر الإصابة بمرض الزهايمر يزيد في السنة التي تلي الإصابة بفايروس كورونا. بيد أن خبراء ألمان يرون أن دور كوفيد – 19 هنا هو إظهار أعراض مرض موجود قبل الإصابة بالفايروس.

ووفقاً للدراسة الدنماركية، تزيد الإصابة بفايروس كورونا بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الزهايمر في الاثني عشر شهراً التالية للمرض، حسب ما نقلت عدة وسائل إعلام ألمانية ومنها الموقع الإلكتروني لصحيفة “دي فيلت”.

وبالمقارنة مع الأشخاص غير المصابين بكورونا، وجد الباحثون أن احتمال الإصابة بمرض الزهايمر أكثر 3.5 مرة في الأشخاص المصابين بالفايروس، كما كتبت بارديس زريفكار وفريقها في مجلة  “فرنتيارز إن نيرولوجي”. ومع ذلك، أكد خبيران من ألمانيا أنهما يعتقدان أن عدوى كورونا لم تسبب مرض الزهايمر، ولكنها كشفت فقط عن أعراض مرض موجود.

وقام فريق بارديس زريفكار من مستشفى جامعة كوبنهاغن بتقييم بيانات صحية دنماركية ومقارنة عدد المرات التي حدثت فيها أمراض تنكسية عصبية معينة لدى الأشخاص المصابين وغير المصابين بعدوى كورونا على مدار عام واحد. ووجدوا علاقة مشابهة لتلك الموجودة بين كورونا ومرض الزهايمر؛ وبين كورونا والإصابة بكل من باركنسون والاحتشاء الدماغي. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أنه بالنسبة إلى معظم الأمراض التي تمت دراستها ، بما في ذلك مرض الزهايمر ، لم يكن التأثير أكبر من تأثير الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي الجرثومي.

ومن المعروف منذ فترة طويلة أن مثل هذه الأمراض التنفسية تؤدي إلى تفاعلات التهابية يمكن أن يكون لها تأثير ضار على الخلايا العصبية في الدماغ، كما أوضحت آنيا شنايدر، قائدة مجموعة بحثية في المركز الألماني للأمراض التنكسية العصبية في بون، لوكالة الأنباء الألمانية. وقد يكون الخطر المتزايد عائدا لكون التفاعل الالتهابي الناتج عن كورونا يسرّع من تلف الخلايا العصبية وتصبح أعراض تلك الأمراض العصبية أكثر قابلية للظهور.

17