خطوات نحو السكينة: تنامي التأمل النشط في السعودية

الرياض - تجتاح موجة جديدة من الهدوء المملكة العربية السعودية مع تبني السكان المحليين لتوجه عالمي يُعرف بالتأمل النشط.
وفي حين لا يزال البعض يلجأ إلى ممارسات مثل اليوغا لتحقيق السلام الداخلي، إلا أن هذه اللمسة العصرية – مزج الوعي التام بالحركة – بدأت تترك بصمتها في المملكة.
وصرحت ليلى المرشد، وهي مواطنة سعودية أدرجت التأمل النشط في روتينها اليومي منذ العام الماضي، لصحيفة عرب نيوز “أستمتع بالمشي في الطبيعة أو في الحي لمدة ساعة على الأقل يوميًا. إنه مفيد للغاية للعقل والروح.” وأضافت أن الرقص خيار شائع أيضًا، وأوضحت أن أي هواية يستمتع بها الشخص يمكن أن تكون شكلاً من أشكال التأمل النشط.
وقالت حنان الحربي “أحب رقص اللياقة البدنية لأنه يسمح لي بالتحرر من القيود، والشعور بالإيقاع، والانغماس الكامل في اللحظة. إن الجمع بين الحركة والموسيقى يُحسّن مزاجي ويمنحني شعورًا بالحرية.”
ويعود ازدياد شعبية التأمل النشط إلى دعوة الناس إلى إشراك أجسادهم وعقولهم بطرق ديناميكية. بالنسبة للبعض، يُعدّ هذا النوع من التأمل أسهل وأكثر متعة، إذ يجدون صعوبة في الجلوس بهدوء وسكينة أثناء التأمل التقليدي.
قالت لمياء سعد، وهي سعودية بدأت ممارسة المشي كنوع من التأمل النشط: “كنت أمارس اليوغا في مركز قريب من منزلي، لكن كان من الصعب جدًا عليّ التزام الصمت. كنت أفكر في العمل وابني في كل مرة أحضر فيها الحصة، ولم أستطع التركيز إطلاقًا.”
يُعد المشي من أكثر أنواع التأمل النشط شيوعًا، حيث تؤثر حركاته البطيئة والمدروسة على ممارسيه. عادةً ما يعتبره من يمارسون المشي وسيلةً لتخفيف التوتر واستراحةً من نمط حياتهم المزدحم.
لكن من يمشون ببطء ينتبهون أكثر لخطواتهم وإيقاع تنفسهم، مما قد يوفر لهم فرصةً للتنفس ببطء والتأمل في أفكارهم وطريقة تفكيرهم.
تُعد البستنة أيضًا مثالًا رائعًا على التأمل النشط. ففي مختلف ثقافات شرق آسيا، يفضل كبار السن هذا النوع من التأمل النشط لأنه يتطلب جهدًا بسيطًا، مع الكثير من الصبر وقضاء ساعات طويلة في الحديقة.
يساعد اتجاه التأمل النشط السكان المحليين على التفاعل مع أجسادهم مع تقليل التوتر والقلق. ويُتيح فرصةً لاستكشاف العلاقة بين الجسد والعقل.