خطر الإصابة بمتحورة أوميكرون يبلغ ثلاثة أضعاف مثيلاتها من السلالات المتحورة

كشف خبراء من جنوب أفريقيا أن خطر الإصابة بكوفيد - 19 مرة أخرى أعلى بثلاث مرات مع المتحورة أوميكرون مقارنة بالمتحورتين بيتا ودلتا. وأشاروا إلى أن احتمال الإصابة بأوميكرون موجود حتى لدى من أصيبوا بكورونا من قبل. وأكد الخبراء أنّ الأجسام المضادّة من أول عدوى بالفايروس لا تمنع الشخص من الإصابة مرة أخرى بالمرض الناجم عن المتحورة أوميكرون، ما يعكس حدة خطورتها وسهولة انتشارها.
جوهانسبرغ - كشفت دراسة لبيانات وبائية في جنوب أفريقيا أن خطر عودة الإصابة بسلالة فايروس كورونا الجديدة أوميكرون يبلغ ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع مثيلاتها من السلالات الأخرى المتحورة من فايروس كورونا المستجد كوفيد - 19، حسب ما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء، نقلا عن بيان عبر البريد الإلكتروني لمركز جنوب أفريقيا للأمراض الوبائية والتحليل والمركز الوطني للأمراض المعدية.
ونقلت بلومبرغ عن مؤلفي الدراسة جولييت بوليام وهاري مولتري قولهما إن النتائج أثبتت وجود أدلة وبائية على قدرة أوميكرون على التهرب من المناعة المكتسبة من العدوى السابقة.
وقالت بلومبرغ إن الدراسات الحالية ستحدد مدى قدرة أوميكرون على الهروب من المناعة سواء تلك الطبيعية أو المكتسبة من اللقاحات المختلفة، وكذلك قدرتها على التحول مقارنة بالسلالات الأخرى المتحورة من الفايروس الفتاك.
وأوضحت أن الدراسة استندت إلى تحليل بيانات المتابعة الروتينية في جنوب أفريقيا في الفترة ما بين الرابع من مارس 2020 وحتى السابع والعشرين من نوفمبر 2021.
وقالت هيئة صحية في الاتحاد الأوروبي إن سلالة أوميكرون تنتشر بشكل سريع للغاية، بحيث يمكن أن تشكل أكثر من نصف حالات الإصابة بمرض كوفيد - 19 في أوروبا خلال أشهر قليلة.
ووفقا لوكالة بلومبرغ للأنباء، قال المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن تقديراته استندت إلى بيانات أولية صادرة من جنوب أفريقيا، وأنه لا تزال هناك حاجة لدراسة سمات السلالة قبل الخروج بأي نتائج قاطعة.
ووفقا لتقارير عامة جمعها المركز لأحدث تقييم للمخاطر، هناك ما لا يقل عن 352 حالة إصابة مؤكدة بالسلالة الجديدة في 27 دولة على مستوى العالم، من بينها 70 حالة في 13 دولة أوروبية.
وقال المركز إن قيود السفر المفروضة على جنوب أفريقيا يجب أن يعاد تقييمها بشكل منتظم، وقد تصبح غير فعالة خلال الأسابيع القليلة المقبلة حيث تستمر السلالة في الانتشار.
وأضاف المركز أنه "في ضوء ارتفاع أعداد الحالات وسلسلة الإصابات المتزايدة في الاتحاد الأوروبي المنطقة الاقتصادية الأوروبية، دون تاريخ سفر أو اختلاط بإصابات مرتبطة بالسفر، من المحتمل أن تتراجع فعالية الإجراءات المتعلقة بالسفر بشكل كبير في غضون الأسابيع المقبلة، ويجب أن تستعد الدول لخفض محسوب وسريع لمثل هذه الإجراءات".
كما قال المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن السلالات المتحورة قد تقلل من فعالية الأجسام المضادة الحالية الناتجة عن التطعيم أو الإصابة، لكن هناك حاجة للمزيد من البيانات.
الدراسات ستحدد مدى قدرة أوميكرون على الهروب من المناعة سواء تلك الطبيعية أو المكتسبة من اللقاحات
وقالت منظمة الصحة العالمية إن دول آسيا والمحيط الهادئ يجب أن تستعد لزيادة جديدة في عدد الإصابات بمرض كوفيد - 19 بسبب ظهور متحور أوميكرون من فايروس كورونا.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة غرب المحيط الهادئ تاكيشي كاساي إنه يتعين على شعوب تلك الدول توخي الحذر مع توقع المزيد من التجمعات وزيادة تحركات الأشخاص خلال موسم عطلة عيد الميلاد.
وأضاف كاساي خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت من المكتب الإقليمي للمنظمة في مانيلا عاصمة الفلبين، أن البيانات الأولية تظهر أن متحور أوميكرون، الذي تم رصده لأول مرة في جنوب أفريقيا وصُنف مؤخرا بأنه “مثير للقلق”، يمكن أن يكون أكثر قابلية للانتقال عن غيره من متحورات فايروس كورونا الأخرى.
وتابع كاساي أن “مراقبة الحدود يمكن أن تؤخر وصول الفايروس وكسب الوقت، لكن يجب على كل دولة وكل مجتمع الاستعداد للزيادات الجديدة في الحالات”.
وأشار إلى أن الأخبار الإيجابية في كل هذا هي أنه لا توجد أي معلومات لديهم حاليا حول أوميكرون تشير إلى أنهم بحاجة إلى تغيير طريقة استجابتهم.
وحث كاساي دول آسيا والمحيط الهادئ على استخدام خبرتها في التعامل مع متحور دلتا كدليل استرشادي بشأن كيفية التأقلم مع الارتفاعات المستقبلية في أعداد الإصابات بطريقة أكثر استدامة.
كما أكد على حاجة تلك الدول إلى تطعيم المزيد من الأشخاص وتعزيز قدرات الرعاية الصحية لضمان توافر أماكن داخل المستشفيات للحالات الخطرة، بالإضافة إلى تعزيز أنظمة المراقبة والترصد للكشف عن حالات الإصابة استعدادا للارتفاع المرتقب.
وأوضح المدير الإقليمي للمنظمة أنه يتعين على الأشخاص الاستمرار في تنفيذ تدابير الصحة والسلامة العامة، مثل ارتداء الكمامات وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، التي يُعرف عنها بأنها فعالة في وقف انتشار الفايروس.
ورصدت الولايات المتحدة وأستراليا حالات إصابة محلية بأوميكرون، ما يزيد المخاوف حيال هذه المتحورة الجديدة التي باتت تطغى على سواها من المتحورات في أفريقيا الجنوبية وقد تصبح الأكثر انتشارا في أوروبا أيضا.
وسجلت ولاية نيويورك خمس إصابات مؤكدة بأوميكرون، بينما سُجلت إصابة في مينيسوتا وأُخرى في هواي، ما يرفع إجمالي عدد الإصابات بهذه المتحورة في البلاد إلى تسع إصابات.
في مينيسوتا كان الشخص المصاب قد توجه إلى نيويورك لكنه لم يسافر إلى الخارج. وفي هاواي لم يكن المصاب قد تلقى اللقاح المضاد لكوفيد، لكنه لم يسافر إلى الخارج، وهو ما يظهر أن المتحورة أوميكرون بدأت تنتشر بين السكان في الولايات المتحدة.
وأكدت وزارة الصحة في هاواي في بيان أن الأمر يتعلق “بحالة عدوى محلية”.
وأعلنت أستراليا الجمعة أنها رصدت أول إصابة بأوميكرون لدى طالب لم يسافر إلى الخارج ما يشير إلى أن المتحورة بدأت تنتشر في الأراضي الأسترالية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن احتمال انتشار أوميكرون على الصعيد العالمي “مرتفع”، رغم وجود كثير من الغموض بشأن هذه المتحورة، لناحية مدى قوة العدوى وشدة الأعراض التي تسببها وفعالية اللقاحات الموجودة.
وباتت المتحورة الجديدة منتشرة في القارات كافة، من دون أن تُسجَّل حتى الآن أي وفيات مرتبطة بها.
وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، إن المتحورة أوميكرون “يمكن أن تتسبب بأكثر من نصف الإصابات الناجمة عن فايروس سارس - كوف - 2 في الاتحاد الأوروبي في غضون الأشهر القليلة المقبلة”.
وأظهرت الدراسة التي أجراها علماء من جنوب أفريقيا أن خطر الإصابة بكوفيد - 19 مرة أخرى أعلى بثلاث مرات مع المتحورة أوميكرون مقارنة بالمتحورتين بيتا ودلتا.
منظمة الصحة العالمية ترى أن احتمال انتشار أوميكرون على الصعيد العالمي "مرتفع" رغم وجود الكثير من الغموض بشأن هذه المتحورة
وفي جنوب أفريقيا حيث رصدت المتحورة الجديدة أول مرة الأسبوع الماضي، تحدثت السلطات عن انتشار “متسارع” لفايروس كورونا، وباتت أوميكرون هي المتحورة السائدة.
ولم يسبق لأي نسخة متحورة من فايروس كورونا أن أثارت الذعر إلى هذا الحد، منذ ظهور المتحورة دلتا.
وفي ضوء ذلك، يتسارع الإعلان عن تدابير صارمة في كل أنحاء العالم، فضلا عن قيود على السفر.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن احتمال الإصابة بأوميكرون موجود حتى لدى من أصيبوا بكوفيد - 19 من قبل.
وقال باحث خلال مؤتمر صحافي من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا إنّ الأجسام المضادّة من أول عدوى بكوفيد – 19 لا تمنع الشخص من الإصابة مرة أخرى بالمرض الناجم عن المتحورة أوميكرون.
وأعلن باحثون أفريقيون الأسبوع الماضي اكتشاف متحورة جديدة من كوفيد - 19 أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية اسم أوميكرون ويعتقد أنها أكثر عدوى بكثير من سابقاتها، ما أثار هلعا عالميا.