خطة وإستراتيجية لاستضافة حدثين كرويين عالميا

تشهد ملاعب كرة القدم في السعودية نهضة حقيقية تتمثل في تطوير البنية المعمارية، والاهتمام بالموارد البشرية، واستقطاب النجوم العالميين، مما يعزز مكانة المملكة كقوة رياضية في المستقبل. وتدعم الحكومة السعودية من خلال رؤية 2030 الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، حيث تهدف البرامج والمبادرات إلى تحسين البنية التحتية الرياضية وتعزيز مكانة المملكة كمركز رياضي عالمي.
الرياض- بدا حراك وتنمية القطاع الرياضي في المملكة ملاحظين وواقعا معيشا، وتحديدا على مستوى لعبة كرة القدم، إقليميا وقاريا وعالميا، نظير الجهود الحثيثة المبذولة من وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، الأمر الذي أسهم في حصول ملف استضافة المملكة لكأس العالم 2034 على تقييم 419.8 من 500 بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الثلاثين من نوفمبر الماضي، ليكون بذلك أعلى تقييم فني يمنحه الاتحاد الدولي عبر التاريخ لملف قدم لاستضافة بطولة العالم، مما يعد إنجازا سعوديا جديدا يجسد الدور الريادي والنقلة النوعية والاستثنائية التي تعيشها المملكة في القطاع الرياضي بصفة خاصة ومختلف المجالات عموما، مستندة على رؤى ومستهدفات واضحة وشاملة حملتها رؤية المملكة 2030.
استعداد السعودية لهذا الحدث جاء نتاجًا للسعي الدؤوب للرقي والنهضة بالقطاع الرياضي، ومن ذلك دعم وتجهيز المنشآت الرياضية لتصل اليوم إلى 20 مدينة رياضية في مختلف المناطق والمحافظات، وهي “مدينة الملك فهد الرياضية بالرياض – درة الملاعب” المعروفة سابقا بـ”إستاد الملك فهد الدولي”، ومدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية المعروفة شعبيا بـ”ملعب الملز”، ومدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة “الجوهرة المشعة”، ومدينة الأمير عبدالله الفيصل بجدة التي عرفت لدى عشاق المستديرة بـ”ملعب رعاية الشباب بجدة”، ومدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع بمكة المكرمة، ومدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية بالمدينة المنورة، ومدينة الملك عبدالله الرياضية بالقصيم، ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الرياضية في حائل، ومدينة المجمعة الرياضية بالمجمعة، ومدينة الأمير سلطان الرياضية في أبها، ومدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالأحساء، ومدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضية بالخبر “ملعب الراكة”، ومدينة الأمير هذلول الرياضية بنجران، ومدينة الملك فيصل الرياضية بجازان، ومدينة الأمير ناصر الرياضية في وادي الدواسر، ومدينة الملك خالد الرياضية بتبوك، ومدينة الأمير نايف الرياضية بالقطيف، ومدينة الملك سعود الرياضية بالباحة، ومدينة الملك فهد الرياضية بالطائف، ومدينة الأمير عبدالله بن مساعد الرياضية بعرعر، وذلك بعد تغيير مسمى 3 ملاعب وتهيئتها لتكون مدنا رياضية متكاملة، إلى جانب رفع الطاقة الاستيعابية لمدرجات عدد من الملاعب الأخرى بما في ذلك تطوير مرافقها الداخلية.
◄ ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034 يحصل على تقييم 419.8 من 500 بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)
وفي تفاصيل أكثر عن أبرز وأهم هذه الملاعب وتاريخها، تجدر الإشارة إلى “ملعب الملز” الذي بات يحمل اسم مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية، المشيد في العاصمة الرياض عام 1969، بطاقة استيعابية تصل إلى أكثر من 20 ألف متفرج، إذ شهد استضافة العديد من النهائيات لبطولات كأس الملك والدوري وبطولات دولية وعربية وخليجية، لعل من أهمها بطولة كأس الخليج العربي 1972.
ويمثل إستاد الملك فهد الدولي المسمى حاليا بمدينة الملك فهد الرياضية، درة ملاعب المملكة، عطفا على جمالية تصميمه وطاقته الاستيعابية المقدرة بـ68 ألف متفرج، بجانب المناسبات الرياضية التي استضافها بعد تشييده مباشرة عام 1987، الخليجية والعربية والقارية والعالمية، التي يبرز منها كأس العالم للشباب في نسخة 1989، وأول ثلاث نسخ من كأس العالم للقارات أعوام 1992 و1995 و1997، التي حملت اسم “كأس الملك فهد للقارات”، بجانب ثلاث نسخ من كأس الخليج العربي أعوام 1988 و2014 و2022.
وفي الدمام يُسجل ملعب الأمير محمد بن فهد ضمن أبرز الملاعب وأشهرها في المملكة، لاسيما وهو باكورة ملاعب المنطقة الشرقية، الذي شيّد في عام 1973 بطاقة استيعابية تقدر بـ36 ألف متفرج حتى الآن، إذ تقرر أن يكون ضمن الملاعب المزمع خضوعها لعملية تطوير بهدف زيادة طاقته الاستيعابية، بهدف وضعه ضمن قائمة الملاعب المزمع استضافتها لعدد من مباريات بطولة كأس أمم آسيا 2027.
وفي جدة يتجلى ملعب الملك عبدالله الدولي “الجوهرة المشعة”، بوصفه أول ملعب يُشيد في المملكة بدون مضمار، الذي افتتح عام 2014، واستضاف العديد من النهائيات في مختلف المسابقات المحلية، وأحداثا رياضية عالمية ضخمة، مثل كأس العالم للأندية 2023 والسوبر الإسباني، وبه مدرجات تتسع لأكثر من 62 ألف متفرج، الذي يقابله في الجنوب من ذات المدينة (جدة) ملعب مدينة الأمير عبدالله الفيصل الرياضية، الذي حظي بأعمال تطوير أسهمت في ترقيته ليكون مدينة رياضية مهيئة بالكامل، وليستمر محتفظا ومتميزا بخصوصيته ومكانته التاريخية لدى عشاق كرة القدم السعودية، نظير استضافته طوال عقود مضت لعدد من أهم المباريات وأكثرها ندية وإثارة بين أندية الوطن في منافسات محلية عديدة، إلى جانب الكثير من مباريات المنتخب السعودي الأول (الودية، والرسمية).
يذكر أن الفترة الحالية تشهد فيها أعداد من مدن ومحافظات المملكة نهضة رياضية كبيرة على صعيد تشييد وتطوير المنشآت الرياضية وملاعب كرة القدم، بعد تبني وزارة الرياضة وإعلانها رسميا توليها تشييد وتطوير العديد من الملاعب في جميع أنحاء المملكة، ضمن خطتها الاستعدادية وإستراتيجيتها لاستضافة حدثين كرويين عالميا، هما “كأس أمم آسيا 2027، وكأس العالم 2034″، اللذان اتفق العالم أجمع على تميز وتفرد ملفي استضافتهما، بشهادة اتحاد الفيفا.

