خروقات الحوثيين تكشف هشاشة الهدنة في الحديدة

الحديدة (اليمن) - يختزل استهداف الميليشيات الحوثية لنقاط المراقبة المشتركة في مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن مدى تمسك الجماعة المدعومة من إيران بإحلال الفوضى في البلاد، التي تعاني من ويلات الحرب على كافة الجبهات منذ أكثر من خمس سنوات.
وفي خطوة أخرى تعكس نكث الحوثيين لاتفاقاتهم، انسحب ضباط يتبعون للحكومة اليمنية، المعترف بها دوليا، من نقطتين للرقابة المشتركة لوقف إطلاق النار في الحديدة الأربعاء بعد أن قنص مسلحو الجماعة ضابطا “تعرض لإصابة خطيرة”.
وقالت ألوية العمالقة التابعة للقوات الحكومية اليمنية في بيان “انسحب ضباط الارتباط من نقاط المراقبة المشتركة الأولى والخامسة في الحديدة بعد قيام الميليشيات الحوثية بقنص أحد ضباط الارتباط الممثل للقوات المشتركة في نقطة الارتباط الخامسة”.
وأضافت أن “الضابط الذي قامت الميليشيات الحوثية بقنصه هو محمد عبدالدرب شرف، وهو ممثل للواء الثالث مقاومة وطنية في لجنة ضباط الارتباط في النقطة الخامسة، الذي تعرض لإصابة خطيرة بطلقة قناص في الرأس”.
وبهذا التحرك تكون الحكومة قد انسحبت من نقطتين من أصل 5 نقاط خاصة بمراقبة وقف إطلاق النار بالمدينة، وهو تطور يعكس حالة الاحتقان بين طرفي النزاع بخصوص الوضع في هذه المحافظة الاستراتيجية.
وكانت الأمم المتحدة قد رعت في أكتوبر الماضي إنشاء تلك النقاط التي تشمل طرفي النزاع، بهدف العمل على ترسيخ الهدنة في المحافظة الموقعة بينهما ضمن بنود اتفاق ستوكهولم نهاية العام 2018.
وتتبادل الحكومة الشرعية والحوثيون بشكل متكرر الاتهامات حول خروقات لاتفاق الهدنة بالحديدة، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين منذ اتفاق ستوكهولم.
وتعليقا على ذلك، قالت الحكومة الشرعية إن التصعيد العسكري لجماعة الحوثي يهدد بنسف عملية السلام في البلاد.
وبحث وزير الخارجية محمد الحضرمي مع سفيرة مملكة هولندا لدى اليمن ماري فان ديورون، التطورات في اليمن بما فيها “استمرار انتهاكات الحوثي ضد المدنيين، وعملية السلام وجهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث”.
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، شدد الحضرمي على دعم الحكومة لجهود المبعوث الأممي من أجل تحقيق السلام في اليمن، استنادا على المرجعيات المتفق عليها. وقال إن “استمرار انتهاكات الحوثيين وتصعيدهم يهددان بنسف جهود السلام الأممية”.
ويأتي حديث الوزير بعد أن أعادت جماعة الحوثي السيطرة على مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف وغالبية مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، بعد معارك مع الجيش الوطني.