خروقات الحوثيين تتواصل في الحديدة بعد الهدنة

اندلاع اشتباكات في مدينة الحديدة قبيل انعقاد أول اجتماع للجنة عسكرية مشتركة برئاسة الأمم المتحدة مكلّفة بالإشراف على وقف إطلاق النار.
الأربعاء 2018/12/26
الحوثيون ينقلبون على اتفاق السويد

الحديدة (اليمن) ـ تستعد لجنة عسكرية تضم طرفي النزاع اليمني وترأسها الأمم المتحدة لعقد اجتماعها الأول الاربعاء، وسط تبادل للاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الهش في محافظة الحديدة حيث سمعت في قسمها الشرقي أصوات طلقات مدفعية واشتباكات بالأسلحة الرشاشة.

وقال مصدر في الأمم المتحدة إن اجتماع "لجنة تنسيق إعادة الانتشار" برئاسة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمارت "سيعقد كما هو مقرر بحضور كافة الأطراف"، مفضّلا عدم الكشف عن مكان اللقاء.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق ان اللجنة التي تضم ممثلين عن الحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين ستلتئم للمرة الأولى وجها لوجه الاربعاء، بعد ثلاثة أيام من وصول كمارت إلى مدينة الحديدة، مركز المحافظة.

واللجنة مكلّفة "مراقبة وقف إطلاق النار" في محافظة الحديدة والذي تم التوصل إليه في محادثات سلام في السويد هذا الشهر، وتطبيق بندين آخرين في الاتفاق ينصان على انسحاب المتمردين من موانئ المحافظة، ثم انسحاب الأطراف المتقاتلة من مدينة الحديدة.

وقبيل الاجتماع الأول للجنة، اندلعت اشتباكات جديدة في مدينة الحديدة بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين.

وتردّدت في القسم الشرقي من المدينة المطلة على البحر الأحمر في الساعات الأولى من الصباح أصوات طلقات مدفعية واشتباكات بالأسلحة الرشاشة، وفقا للمراسلة.

ويسري وقف إطلاق النار الهشّ في محافظة الحديدة الذي تم التوصل اليه في محادثات سلام السويد هذا الشهر، وسط تبادل للاتّهامات بخرقه منذ دخوله حيز التنفيذ في 18 ديسمبر.

وقتل عشرة عناصر من القوات الموالية للحكومة اليمنية واصيب 143 بجروح في محافظة الحديدة منذ بدء اتفاق الهدنة قبل أسبوع، حسبما أفاد الثلاثاء مصدر في التحالف العسكري الداعم للحكومة بقيادة السعودية في هذا البلد.

وهذه المرة الأولى التي يُعلن فيها عن مقتل عناصر في القوات الحكومية منذ بدء سريان اتفاق الهدنة في 18 ديسمبر.

مهمة صعبة لباتريك كمارت في اليمن
مهمة صعبة لباتريك كمارت في اليمن

وأوضح المصدر مفضّلا عدم الكشف عن هويته ان المتمردين الحوثيين "خرقوا" اتفاق وقف إطلاق النار "183 مرة في محافظة الحديدة. لقد أدت (الخروقات) إلى مقتل 10 جنود يمنيين وإصابة 143 بجروح".

وتابع "حقيقة الأمر، للأسف، أن الحوثيين يسعون خلف رد فعل من قبل التحالف، ولا أحد يحاسبهم على ذلك"، مشيرا إلى انه "رغم هذه الخروقات، فإن التحالف لم يرد (...) ولم ينفذ أي غارة جوية أو يطلق قذيفة من مدفعية منذ بدء وقف اطلاق النار".

من جهتهم، أفاد المتمردون الحوثيون مساء الثلاثاء عبر قناة "المسيرة" المتحدثة باسمهم أن القوات الحكومية "خرقت الاتفاق 31 مرة" في الساعات الـ24 الأخيرة.

ويسيطر المتمرّدون على الغالبية العظمى من أرجاء المدينة، بينما تتواجد القوات الحكومية عند أطرافها الجنوبية والشرقية.

ويسري وقف إطلاق النار الهشّ الذي تم التوصل اليه في السويد هذا الشهر، وسط تبادل للاتّهامات بخرقه منذ دخوله حيز التنفيذ. ويسيطر المتمرّدون على الغالبية العظمى من أرجاء المدينة، بينما تتواجد القوات الحكومية عند أطرافها الجنوبية والشرقية.

ويقول التحالف إن اتّفاق السويد ينصّ على انسحاب المتمردين من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة والصليف ورأس عيسى) بحلول نهاية يوم 31 ديسمبر.

كما أنّه يتوجّب على المتمرّدين والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من مدينة الحديدة التي يسيطر عليها المتمردين منذ 2014، بحلول نهاية يوم 7 يناير المقبل.

ومن المقرّر أن تنعقد الاربعاء في الحديدة أول جلسة للجنة عسكرية مشتركة تضم الأمم المتحدة وطرفي النزاع برئاسة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمارت الذي وصل إلى الحديدة الاحد.

وقال المصدر في التحالف "نحن سعداء لوصول الجنرال كمارت لبدء الإشراف على تطبيق الاتفاق"، مضيفا "نتطلع لدعم جهوده".

وتابع "نأمل في أن ينجح، لكن إذا لم يحدث ذلك، فإننا نملك الحق لإعادة إطلاق الحملة لتحرير المدينة" التي تحاول القوات الموالية للحكومة استعادتها منذ أشهر بدعم من التحالف.

وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت حدّتها مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري يضم الامارات خصوصا في مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمرّدين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما يواجه نحو 14 مليون من السكان خطر المجاعة.

وتدخل عبر ميناء مدينة الحديدة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان في اليمن.