خداع الخلايا الفايروسية للكشف عن نفسها نهج واعد للقضاء على الإيدز

مهاجمة الخلايا القاتلة للخلايا الفايروسية المصابة يتم باستهداف جزيئات الفايروس الخامدة.
الخميس 2022/01/20
النهج الجديد يوفر الأمل في علاج محتمل

توصل العلماء إلى اكتشاف نهج جديد يمكّن من القضاء على فايروس نقص المناعة المكتسب وذلك من خلال مهاجمة الخلايا القاتلة في الجسم للخلايا الفايروسية المصابة ويتم ذلك باستهداف جزيئات الفايروس الخامدة. وأكد العلماء نجاح النهج المركب بشكل أفضل من استخدام العامل أو الخلايا القاتلة بمفردها.

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة عن نجاح الباحثين في القضاء على الفايروس المسبب لمرض الإيدز تماما في أربعة من كل 10 فئران معملية باستخدام نهج واعد.

وصقل الباحثون أسلوب الركل والقتل الذي يستهدف جزيئات فايروس نقص المناعة البشرية الخامدة عن طريق خداعها من الخلايا المصابة إلى العراء لتهاجمها الخلايا القاتلة الطبيعية في الجسم، ما يوفر الأمل في علاج محتمل.

وتضمنت الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة “ناتشير كومينيكايشن” اختبارات معملية على 10 فئران مصابة بفايروس نقص المناعة البشرية. وأفاد فريق من العلماء من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس أنه قضي تماما على الفايروس المسبب للإيدز في حوالي 40 في المئة من الحالات.

وكان البحث الجديد استمرارا لنهج ابتُكر في عام 2017 شهد إدارة عامل اصطناعي يسمى SUW133 لتنشيط فايروس نقص المناعة البشرية الخامل في الفئران المصابة. والمركب الكيميائي الذي طُوّر في جامعة ستانفورد يخدع الخلايا الفايروسية للكشف عن نفسها.

وبعد تلك الدراسة شهدت حوالي 25 في المئة من الخلايا المصابة بفايروس نقص المناعة البشرية الموت في غضون 24 ساعة، وسعى العلماء لتحسين الكفاءة هذه المرة عن طريق حقن الخلايا القاتلة الطبيعية في الفئران. ونجح النهج المركب بشكل أفضل من استخدام العامل أو الخلايا القاتلة بمفردها.

البحث سينتقل نحو الدراسات قبل السريرية في الرئيسيات غير البشرية مع الهدف النهائي وهو الاختبار البشري

وقالت جوسلين كيم المعدة الرئيسية للدراسة إن هذه النتائج تُظهر إثباتا لمفهوم استراتيجية علاجية للقضاء على فايروس نقص المناعة البشرية المحتمل من الجسم، وهي مهمة كان من المستحيل تقريبا التغلب عليها لسنوات عديدة، مضيفة أنها تفتح نموذجا لعلاج محتمل لفايروس نقص المناعة البشرية في المستقبل.

ويكمن هدف الفريق الآن في القضاء على 100 في المئة من فايروس نقص المناعة البشرية من الفئران المصابة.

وقالت كيم إن البحث سينتقل بعد ذلك نحو الدراسات قبل السريرية في الرئيسيات غير البشرية مع الهدف النهائي المتمثل في الاختبار البشري.

وإذا ثبت أنها آمنة وفعالة في التجارب البشرية، يمكن أن تلغي هذه الطريقة حاجة الأشخاص المصابين بفايروس نقص المناعة البشرية إلى الاعتماد على دورات مدى الحياة من الأدوية المضادة للفايروسات القهقرية. ولا تقتل هذه الأدوية الفايروس ولكنها تعمل على تثبيطه على مراحل من “دورة حياته” على سبيل المثال بعد أن يتسلل إلى خلية مضيفة أو عندما يبدأ في تكرار نفسه.

وعلى الرغم من أن الأدوية المضادة للفايروسات القهقرية تثبط الفايروس إلى مستويات غير قابلة للاكتشاف تقريبا، إلا أنه يظل كامنا في خلايا “سي.دي 4 + تي” في الجسم، والتي عادة ما تكون جزءا من استجابة الجهاز المناعي الصحي. وبعد ذلك عندما يتوقف العلاج بمضادات الفايروسات القهقرية يهرب فايروس نقص المناعة البشرية ويستمر في الانتشار.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة هناك حوالي 38 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون حاليا مع فايروس نقص المناعة البشرية.

ولا يزال فايروس نقص المناعة البشرية ومتلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) يشكلان مشكلتين عالميتين، حيث تظل أفريقيا أكثر القارات تضررًا.

وفي هذه المنطقة من العالم، وفقا لبيانات برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفايروس الإيدز، تم تسجيل حوالي 500 ألف حالة وفاة في عام 2018 على الرغم من الاستثمار في العلاج بالعقاقير القوية جداً المضادة للفايروسات الرجعية والجهود الجماعية التي يبذلها العاملون في مجال الرعاية الصحية.

ودون إدراج أنظمة غذائية جيدة، قد لا يساعد العلاج بالفعل في خفض معدلات الوفيات والأمراض المرتبطة بفايروس نقص المناعة البشرية.

Thumbnail

وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بفايروس نقص المناعة البشرية من فقدان وزن تدريجي، حيث أن احتياجات الأفراد المصابين بفايروس نقص المناعة البشرية من الطاقة أعلى من احتياجات الأفراد غير المصابين به، ولذلك فمن المرجح أن تزداد احتياجاتهم الغذائية بسبب العلاقة المعقدة بين فايروس نقص المناعة البشرية والتغذية. وتحتاج خلايا الجسم إلى الطاقة والعناصر الغذائية الأخرى من أجل عملها، وعندما تحدث عدوى يزداد هذا الطلب لأن العناصر الغذائية ضرورية للحفاظ على المناعة، وعندما لا يتمكن جسم الفرد من تلبية هذا الطلب فإنه يسبب في سوء التغذية.

ومُتلازِمة النَّقص المناعي المُكتَسب مرض مزمن، وهي حالة يُحتمل أن تشكل خطرًا على الحياة، ويسببها فايروس نقص المناعة البشرية. ويتداخل فايروس نقص المناعة البشرية مع قدرة الجسم على محاربة العدوى والمرض من خلال تدمير الجهاز المناعي.

وفايروس نقص المناعة البشرية هو من أنواع العدوى المنقولة جنسيًّا. وقد ينتشر أيضًا من الاتصال بالدم الموبوء، أو من الأم للطفل خلال الحمل، أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية. وقد يستغرق فايروس نقص المناعة البشرية أعوامًا إذا لم يُعالج قبل أن يُضعف الجهاز المناعي إلى حد إصابته بمُتلازمة النّقص المناعي المُكتسب.

ولا يوجد علاج لفايروس نقص المناعة البشرية ومُتلازِمة النقص المناعي المُكتسب، ولكن تستطيع الأدوية إبطاء تقدُّم المرض بصورة كبيرة. وقد قللت الأدوية من نسب الوفاة بسبب متلازِمة النّقص المناعي المُكتسب في العديد من الدول المتقدمة.

ويظهر على معظم الأشخاص المصابين بالإيدز مرض شبيه بالإنفلونزا في فترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع من دخول الفايروس إلى الجسم. وقد يستمر هذا المرض المعروف باسم العدوى الأولية (الحادة) لفايروس نقص المناعة البشرية لبضعة أسابيع.

وتتضمن العلامات والأعراض المحتملة الحمى والصداع وآلام العضلات والمفاصل والطفح الجلدي والتهاب الحلق وتقرحات فموية مؤلمة وتورم العقد اللمفية، وخصوصًا في الرقبة والإسهال وفقدان الوزن والسعال والتعرُّق الليلي.

وقد تكون هذه الأعراض بسيطة جدا لدرجة أن المريض قد لا يلاحظها. ومع ذلك فإن كمية الفايروس في مجرى الدم (الحمل الفايروسي) تكون مرتفعة جدا في ذات التوقيت. ونتيجة لذلك تنتشر العدوى في المرحلة الأولية بسهولة أكثر من انتشارها في المرحلة التالية.

17