خبراء أميركيون يبحثون إمكانية التئام كسور العظام ذاتيا

التقنية الجديدة تعتمد على استخدام جهاز يشبه الأسلاك الطبية التي تستخدم في تقويم الأسنان من أجل شد عظام الجمجمة.
الأربعاء 2023/04/19
كسر العظام يعني فقدان القدرة على الحركة

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – من المعروف أن كسور الجمجمة تلتئم ذاتيا لدى المواليد وصغار الفئران، غير أن هذه الخاصية لا تستمر مع تقدم الإنسان في العمر.

ولكن بحسب دراسة أوردتها الدورية العلمية “بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينسز”، يعكف فريق من الباحثين بجامعة بيتسبرج الأميركية على تطوير تقنية جديدة لتنشيط خاصية التئام العظام مجددا لدى الكبار، بدون الحاجة إلى جراحات زرع العظام أو استخدام مواد حيوية.

وتعتمد هذه التقنية على استخدام جهاز يشبه الأسلاك الطبية التي تستخدم في تقويم الأسنان من أجل شد عظام الجمجمة على امتداد منطقة الكسر، بهدف تنشيط الخلايا الجذعية العظمية التي تقع على جوانب الكسر.

كسر العظام غالبا ما يعني فقدان القدرة على الحركة والقدرة على أداء المهام الأساسية

ويؤكد الباحثون أن هذه التجربة نجحت في علاج كسور في جماجم فئران بالغة، لم يكن من الممكن أن تلتئم باستخدام الوسائل الأخرى التقليدية.

ويقول الباحث جوسيبي إنتيني، أستاذ طب الأسنان الوقائي في كلية الطب بجامعة بيتسبرج، “لقد استوحينا فكرة هذا النهج العلمي الجديد نظرا لأن كسور أعلى الجمجمة لدى المواليد تلتئم ذاتيا على نحو طبيعي بشكل فائق”، مضيفا أن “عن طريق تنشيط خواص العلاج الذاتي للجسم، يمكننا تنشيط العظام للالتئام ذاتيا، ونأمل في تطوير هذه التقنية من أجل ابتكار علاجات جديدة لكسور العظام”.

وذكر الفريق البحثي في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني ميديكال إكسبريس المتخصص في الأبحاث الطبية أن هذه التقنية الجديدة نجحت في علاج كسور لفئران تبلغ أعمارها شهرين، وهو ما يوازي عمر شخص في بداية سن البلوغ، غير أنها لم تجد نفعا مع الفئران التي تبلغ أعمارها عشرة أشهر أو القوارض متوسطة العمر.

وغالبا ما يعني كسر العظام فقدان القدرة على الحركة والقدرة على أداء المهام الأساسية.

ويرى الخبراء أن أسرع طريقة لشفاء كسر في العظام هي اتباع التعليمات التي يقدمها الطبيب عن كثب، كما يقول د. أشفين ديوان، جراح العظام في هيوستن ميثوديست، والذي يضيف “بدلا من البحث عن طرق للشفاء بشكل أسرع، أوصي بفهم كيفية شفاء العظام ومعرفة السلوكيات التي تساعد في تسريع عملية الشفاء، بحيث لا تبطئها عن غير قصد بدلا من ذلك”.

التجربة الجديدة نجحت في علاج كسور في جماجم فئران بالغة، لم يكن من الممكن أن تلتئم باستخدام الوسائل الأخرى التقليدية

ويقول الدكتور ديوان “بعد كسر العظم، يقوم الجسم بعزل موقع الكسر بحيث يكون محميا، ويغمر المنطقة بالمغذيات التي تعزز الشفاء. ومع تقدم الشفاء، يبدأ الجسم في وضع عظام جديدة في موقع الكسر. وتتصلب هذه العظام الجديدة خلال الأسابيع العديدة القادمة. وبمجرد أن تتصلب العظام وتلتئم، تتم إعادة تشكيلها وقولبتها وتنظيفها على مدار العام التالي”.

وفي المتوسط، يمكن أن يستغرق العظم المكسور من ستة إلى ثمانية أسابيع للشفاء قبل استخدامه مرة أخرى. وبالنسبة للأطفال الصغار، قد تحدث عملية الشفاء بسرعة أكبر. بالنسبة لكبار السن أو أولئك الذين يعانون من حالة صحية أساسية، مثل مرض السكري، فقد يستغرق التعافي وقتا أطول.

ويوضح الدكتور ديوان أن “شفاء العظام المكسورة يستغرق وقتا، ولكن في ما يتعلق بكيفية التئام العظام بشكل أسرع، تنطبق ثلاثة مواضيع رئيسية لشفاء العظام”.

وهي محاذاة شظايا العظام المكسورة، والاستقرار والدعم في موقع الكسر من خلال التثبيت، وخيارات نمط الحياة الصحية التي تعزز الشفاء، ومن الأسهل كثيرا أن تلتئم العظام إذا تحاذى الجزءان مع بعضهما البعض. وفي بعض الحالات، ينكسر العظم وتبقى الشظايا في المكان. وفي حالات أخرى، تتم إزاحة شظايا العظام أثناء الكسر، وتصبح غير محاذية، ويجب على الطبيب إعادة ضبطها يدويا.

16