خاوة خاوة #لن_أمتثل مغاربة وجزائريون ضد قرار قطع العلاقات

هل يمكن للشبكات الاجتماعية حل المشكلات العالقة؟
الجمعة 2021/08/27
خاوة خاوة

"خاوة خاوة" هو الشّعار الذي دأب المغاربة والجزائريون على رفعه كلما تسنّت الفرصة للقائهما، أو استجدّ طارئ سياسي بين نظاميهما. ويحمل الشعار “إيمانا شعبيا” بأن وحدة الدّم والدّين واللغة والمصير غير قابلة في يوم ما أن تنكسر.

الرباط - رفع المغاربة والجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي شعار #خاوة_خاوة للتأكيد على عدم تأثير قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب على العلاقة بين الشعبين.

وأثار القرار الجزائري، الذي أعلنه وزير الخارجية رمطان لعمامرة الثلاثاء الماضي على خلفية “أعمال عدائية” اتهم بها المغرب، موجة كبيرة من الجدل. وتتواصل المبادرات بين الشعبين المغاربيين لمدّ الجسور رغم استمرار إغلاق الحدود البرية وقطع العلاقات الدبلوماسية، ويؤكد المغردون في البلدين أن “القرارات السياسية لن تؤثر على وحدة الشعبين”.

ووضع القرار الجزائري هذه الوحدة التي يصرّ عليها الشعبان مجددا تحت الاختبار.

ونشر مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي الأناشيد الحماسية التي يتم تداولها في الملاعب الرياضية، لاسيما أنشودة “خاوة خاوة.. ماشي عداوة” (إخوة إخوة ولسنا أعداء) الذائعة الصيت التي أطلقتها جماهير الرجاء البيضاوي المغربي لكرة القدم قبل سنوات. وتهدف الأغنية إلى تأكيد “روح الأخوة والتضامن بين الشعبين الجزائري والمغربي، ومدّ جسور التواصل بين الشعوب مهما بلغت مستويات التوتر السياسي”.

وكان صيت الأغنية ذاع بشكل كبير في بطولة كأس أمم أفريقيا عام 2019، حيث سطرت الجماهير المغربية والجزائرية لوحة جميلة وراقية في الملاعب المصرية، بترديدها الأغنية، بعدما أطلق جمهور البلدين حملة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان “خاوة خاوة”.

وتمثلت فكرة الحملة في مساندة جماهير الجزائر للمنتخب المغربي، ووجودها في الملاعب التي تستضيف مباريات “أسود الأطلس”، والعكس أيضا بالنسبة للجماهير المغربية، التي يتعين عليها التواجد في الملاعب التي ستستضيف مباريات “ثعالب الصحراء”.

ونشر مغرد مقطع الفيديو:

ASSNHAJI@

فيديو الليلة المغربي والجزائري خاوة.. خاوة.. ماشي عداوة… ألتراس الرجاء البيضاوي ولا غالب إلا الله.

ومع إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، نشر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي منشورات غاضبة، رددوا ضمنها، جزائريون كانوا أم مغاربة، شعار “خاوة خاوة”، في دلالة على “ثبات أخوّة الشعبين رغما عن أي توتّر يُصيب العلاقات بين البلدين الجارين”.

وكتب حساب الرادع المغربي على تويتر:

Rd_fas1@

اقطعوا العلاقات الدبلوماسية مع بعضكم للتستّر عن فشلكم، لكن لن تستطيعوا قطع العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين #المغرب #الجزائر.

وقال الفنان المغربي رشيد غلام:

rachidgholam@

نزاعات الشعوب الشقيقة يصنعها الاستبداد بمخدر الوطنية ليهنأ بالحكم المطلق وينعم بمقدرات الوطن ولا يدع للرعية إلا العلم والنشيد الوطني وبطاقة هوية، وبدل أن يقوم الشعب في وجه الاستبداد لطلب العدل والكرامة يطاحن وهْم أعداء الوطن بالسبّ والشعارات #الجزائر_المغرب #مغاربيون_ضد_القطيعة.

وقالت معلقة:

julia100200300@

#مغاربيون_ضد_القطيعة بغض النظر عن معارضتنا للنظام الجزائري في نهب وتجويع شعب الجزائر ومسح كرامته بالأرض.. إلا أننا نحب الشعب الجزائري كثيرا وتربطنا معه علاقات صداقة ونسب وتاريخ وجغرافيا ودين والكثير الكثير..

يذكر أن المغاربة كانوا سباقين إلى إطلاق شعار “خاوة خاوة” منذ سنوات.

واعتبر مغرد:

e7910c986c7c4f1@

الشعب الجزائري والشعب المغربي خاوة خاوة. ما جمعته يد الله لن تفرقه يد السياسة #لن_أمتثل.

وقال الصحافي الجزائري إيدير دحماني على فيسبوك:

Idir Dahmani

“الجزائريون والمغاربة أشقاء وأمّة واحدة منذ 3000 سنة، ليس بمقدور أي قرار أن يفصل بينهما”.

وعلى تويتر غرَّدت الباحثة الجزائرية في العلوم السياسية فاطمة أودينة قائلة:

FatimaOudina@

اقطعوا مصالحكم الشخصية مثل ما شئتم واعبدوا أصنامكم مثل ما شئتم!

نحن الشعوب المغاربية أرحامنا موصولة والحمد لله خاوة خاوة.

وانتقدت البروباغندا الإعلامية في بلادها التي تروج لوجود إجماع شعبي حول استحسان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجارة الشقيقة المغرب! متسائلة “كيف عرفتم ذلك”؟

وسخرت في تغريدة أخرى:

FatimaOudina@

السّلطة في الجزائر تقطع علاقاتها الصّبيانية مع المغرب!

كما نشر مغردون هاشتاغ #لن_أمتثل في إشارة إلى عدم امتثالهم للقرار الجزائري.

وغرَّدت المهندسة المغربية أسماء منتصر، على تويتر قائلة “أنا مغربية ولن أمتثل، أحب الجزائر وشعبها ولدي أصدقاء جزائريون”.

في إطار آخر، استحضر المغردون مأساة العائلات التي قسمتها الحدود المغلقة منذ أكثر من ربع قرن، مثل المقطع الذي تداوله ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي عن إحداها، ويعود إلى تقرير أنجزته شبكة بي.بي.سي البريطانية.

ونشرت صفحة على فيسبوك المقطع وعلقت:

+Nass Jijel

المغرب والجزائر… “خاوة خاوة” رغم قطع العلاقات وإغلاق الحدود.

وشوهد المقطع أكثر من 3 ملايين مرة منذ نشره قبل يومين.

ومع تطمينات وزير الخارجية الجزائري بأنّ أعمال البعثات القنصلية لن تتوقف بفعل قرار قطع العلاقات، إلا أنّ ذكرى تهجير 45 ألف عائلة مغربية مقيمة بالجزائر عقب الأزمة التي حدثت بين البلدين في خريف 1975، ما زالت تُثير المخاوف من تكرار نفس السيناريو في جالية تقدّر بما يقارب 63 ألف مغربي يقطنون في الجزائر ونحو 14 ألف جزائري مقيم بالمغرب. ولا تزال الحدود المغلقة تفرق بين الشعبين وتقسم عائلات كثيرة في البلدين..

وتتوجه عائلات نحو منطقة “بين الأجراف” الحدودية قرب مدينة السعيدية الساحلية شرق المغرب، حيث لا يفصل بين الأحباب سوى أمتار، فتعلو حين التقابل الصيحات محمّلة بالشوق.

ومن أجل كسر عقبة تلك الأمتار، يتحتّم على المواطنين السّفر أزيد من 800 كلم من وجدة إلى الدار البيضاء، ومنها جوا إلى مطار وهران.

وكثيرا ما يردد مستخدمو الشبكات الاجتماعية جملة ساخرة “سقط جدار برلين ولم يسقط جدار بغلين”، في إشارة إلى المعبر الحدودي البري “زوج بغال” من ناحية المغرب أو “العقيد لطفي” من ناحية الجزائر، الذي يربط مدينة وجدة المغربية بمغنية الجزائرية.

وللاسم حكاية قديمة، تقول إن رجلين امتطى كل منهما بغلا، أحدهما قادم من الشرق والآخر آت من الغرب، تعودا على الالتقاء في هذه النقطة ليتبادلا الطرود ورسائل التجار والأهل والعشاق وبرقيات الساسة والسفراء، فكانا ساعييْ بريد. ولم يحفظ التاريخ للساعيين عناءهما وكأنه يلح على الاكتفاء بتذكر البغلين.

19