خان يدشن ولايته كعمدة لندن بنصب تمثال للمرأة

تقدمت مجموعة من الناشطات في مجال حقوق المرأة وبرلمانيات وكذلك جي.كي رولينغ مؤلفة السلسلة الشهيرة "هاري بوتر" في بريطانيا بطلب غير مألوف إلى عمدة لندن الجديد صادق خان لتركيز نصب لامرأة في ساحة البرلمان للاعتراف بحقها الانتخابي. فهل يلبي طلبهن.
الخميس 2016/05/12
نصير المرأة

لندن – وعد صادق خان المنتمي إلى حزب العمال البريطاني بتركيز نصب للمرأة أمام مجلس العموم في ويستمنستر في العاصمة تكريما للنسوة بحقهن في ممارسة الحياة السياسية وذلك بعد أيام من فوزه المثير بعمدة لندن.

وأكد السياسي المسلم ذو الأصول الباكستانية خلال تصريح صحافي، الثلاثاء، أنه سيسعى جاهدا للعثور على موقع بارز لتمثال يحيي الذكرى المئوية لحركة المطالبات بحق المرأة في الاقتراع.

وإعلان خان جاء ردا على عريضة وقعتها شخصيات نسائية بارزة مثل جيه.كيه. رولينغ مؤلفة روايات “هاري بوتر” الشهيرة والممثلة إيما واتسون وتدعو إلى تركيز تمثال لامرأة في الميدان خارج البرلمان، وهي منطقة ينفرد بها الرجال.

ويبدو أن المهمة ستكون الأولى لهذا السياسي الذي حقق فوزا مفاجئا الأسبوع الماضي أمام منافسه المحافظ زاك غولدسميث ليصبح بذلك أول مسلم يتولى هذا المنصب.

وبدأت الناشطة النسوية كارولين كريادو بيريز الحملة على الإنترنت بعد نجاح حملتها لطبع صورة الكاتبة البريطانية جين أوستن على الورقة النقدية من فئة العشرة جنيهات اعتبارا من 2017.

وتقول الناشطة البارزة بيريز في عريضتها التي استأثرت باهتمام واسع بين النسوة في بريطانيا إن هناك 11 تمثالا في ساحة البرلمان ليس من بينها أي تمثال لامرأة.

وأضافت أنه “خلال عامين سيكون قد مضى قرن على فوز هؤلاء النساء في معركتهن وحصول المرأة على حق التصويت للمرة الأولى. إنهن يستحقن أن نتذكرهن. امنحوهن تمثالا في البرلمان”.

ومن الموقعين على العريضة الممثلة ناعومي هاريس التي تمثل في سلسلة أفلام “جيمس بوند”، وآبي مورغان مؤلفة الفيلم البريطاني “سفراجيت” الذي أنتج العام الماضي.

كما أن عددا من أعضاء البرلمان البريطاني من النساء بينهن كارولين لوكاس عضو حزب الخضر وستيلا كريسي عضو حزب العمال من بين الموقعات على العريضة.

وكان خان (45 عاما) قد وصف نفسه بأنه نصير للمرأة خلال حملته لنيل منصب عمدة والتي توجت بفوزه خلفا لبوريس جونسون المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والطامح للوصول إلى رئاسة الحكومة.

كارولين كريادو بيريز: هناك 11 تمثالا في ساحة البرلمان ليس من بينها أي تمثال لامرأة

ويقول المتابعون لمسيرة خان إنه منذ أن نشأ مع أشقائه وشقيقاته الستة في توتينغ الحي الشعبي في جنوب لندن كانت تظهر عليه علامات الإصرار فهو عنيد وباستطاعته القيام بأعمال كثيرة لصالح سكان لندن وإحداث تغيير ملحوظ فترة ولايته.

وربما يكون قد تأثر بمرحلة دراسته الثانوية في مدرسة إيرنست بيفن كوليدج، التي يصفها بأنها كانت مدرسة قاسية، واشتهرت بسوء سلوك طلابها وجميعهم من الذكور.

وقد انجذب خان نحو السياسة خلال تلك المرحلة وانضم إلى حزب العمال حينما كان عمره 15 عاما، واهتم بدراسة الرياضيات والعلوم حتى يصبح طبيبا للأسنان، لكنه انتقل لدراسة القانون بعدما لفت معلمه انتباهه قائلا “أنت دائما تناقش وتحاجج”.

ويعتقد مقربون منه أنه تأثر كثيرا بالمسلسل التلفزيوني الأميركي الدرامي الشهير “لا لوا”، الذي جسد محامين يتبنون قضايا إنسانية ويدافعون عن المظلومين.

وتعهد المحامي والوزير السابق طيلة حملته الانتخابية بمواجهة المشاكل الملحة للعاصمة التي ارتفع عدد سكانها بحوالي 900 ألف نسمة خلال ثمانية أعوام ليصل إلى 8.6 ملايين، وفي مقدمتها مشكلة ارتفاع أسعار المساكن ووسائل النقل المكتظة والتلوث.

ولقي انتخاب ابن سائق حافلة الذي ترشح عن دائرة توتينغ ترحيبا واسعا في الصحافة الباكستانية. وكان خان انتقد الحملة الشرسة الموجهة ضده واضطر مرارا للدفاع عن نفسه أمام الاتهامات بامتناعه عن إدانة المتطرفين.

وأكد قبيل إعلان فوزه أنه يريد “أن يكون رئيس البلدية الذي يوحد المدينة مجددا ويوحد المجموعات المختلفة”. وردا على سؤال حول كونه المسلم الأول الذي سيرأس المدينة وأبرز عاصمة غربية قال “أنا لندني، أنا بريطاني، أنا مسلم الديانة وأنا فخور بإسلامي”.

12