خامنئي يشيد بقوات الباسيج لمواجهتها المحتجين بالرصاص الحي

المرشد الإيراني يعتبر أن المعركة ليست مع من وصفهم بحفنة مشاغبين في الداخل، لكنها عالمية، في إشارة إلى اتهام المتظاهرين بالتبعية للخارج.
السبت 2022/11/26
خامنئي يتوعد بالتصدي لمن وصفهم بـ "مثيري الشغب"

طهران – أشاد المرشد الإيراني علي خامنئي بأفراد قوات الباسيج الذراع التعبوية للحرس الثوري، معتبراً أنهم "ضحوا بأنفسهم لإنقاذ الشعب من مثيري الشغب" على الرغم من اشتباكهم مع المتظاهرين في العديد من المناطق، وإطلاقهم الرصاص الحي على المحتجين.

 وتوعد خامنئي بالتصدي لمن وصفهم بـ "مثيري الشغب" في البلاد، في إشارة إلى المشاركين في الاحتجاجات الأخيرة التي فجرتها وفاة الشابة مهسا (22 عاما)أميني أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في 16 سبتمبر.

وتحولت الاحتجاجات على وفاة الشابة الكردية إلى واحدة من أكبر التحديات التي تواجهها القيادة الدينية للبلاد منذ الثورة الإسلامية في 1979.

وفي تحد لشرعية الجمهورية الإسلامية حرق محتجون من جميع أطياف المجتمع صورا لخامنئي ونادوا بسقوط الجمهورية الإسلامية.

وكانت قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني في طليعة حملة نفذتها الدولة لقمع الاحتجاجات على مدار الأسابيع الماضية.

وقال خامنئي في كلمة بثها التلفزيون "ضحوا بأرواحهم لحماية الشعب من مثيري الشغب... وجود الباسيج يظهر أن الثوة الإسلامية بخير".

كما رأى أن "الباسيج تدخل في الآونة الأخيرة حتى لا يسمح للأمة بأن تصبح مجموعة من مثيري الشغب أو المرتزقة أو المرتهنين".

إلى ذلك، دافع خامني عن استراتيجية الأمن الإيراني، قائلا التعبئة "تعتبر ثقافة وخطابًا وفكرًا"، وأكد أنها ليست مجرد مؤسسة عسكرية بل مكانتها أعلى منها ولا تقتصر نشاطاتها على المجال العسكري فقط، بل يجب أن يكون حاضرًا في جميع المجالات، بما في ذلك العلوم الدينية والعلوم المادية"، وفق وكالة "إرنا".

وشدد على أن "المعركة ليست مع حفنة مشاغبين في الداخل، لكنها عالمية"، في إشارة إلى اتهام المتظاهرين بالتبعية للخارج.

وتتهم المؤسسة الدينية الإيرانية أعداءها في الخارج، خصوصا الولايات المتحدة، وعملاءهم بالوقوف وراء الاضطرابات.

وتأتي تصريحات خامنئي بعد اشتباكات متعددة وقعت بين الباسيج والمتظاهرين في عدة بلدات لاسيما في المناطق الكردية المضطربة، كما أعلن الحرس الثوري الجمعة إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى تلك المناطق، لاسيما المتاخمة للحدود العراقية.

وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أنه حتى الجمعة قُتل 448 محتجا منهم 63 طفلا. وأضافت أن 57 من قوات الأمن قتلوا أيضا، فضلا عن اعتقال نحو 18170 شخصا.

ولم تذكر السلطات العدد الرسمي للقتلى من المحتجين لكن مسؤولا كبيرا قال الخميس إن 50 من قوات الشرطة لقوا حتفهم في الاضطرابات.

وأصدر النظام القضائي المتشدد في إيران أحكاما بإعدام ستة محتجين على الأقل كما أدين الآلاف بسبب مشاركتهم في الاضطرابات، وذلك حسبما ذكره مسؤولون.

وبعدما اتهم كثير من المشجعين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي المنتخب الوطني لكرة القدم بالانحياز لحملة القمع العنيفة التي تشنها الدولة على المحتجين، أشاد خامنئي بالفريق لفوزه في مباراته أمام ويلز في كأس العالم لكرة القدم أمس الجمعة.

وقال خامنئي "أبناء منتخبنا الوطني لكرة القدم أناروا عيوننا بانتصارهم".

وردد لاعبو المنتخب الوطني الإيراني النشيد الوطني قبل بدء المباراة الجمعة على خلاف ما فعلوه في مباراتهم الأولى أمام إنجلترا في وقت سابق من الأسبوع عندما اختاروا عدم ترديد النشيد في تأييد واضح للمحتجين.

وفي الأسابيع الأخيرة، فرض الاتحاد الأوروبي وواشنطن عقوبات على كيانات ومسؤولين إيرانيين، على خلفية التعامل الأمني العنيف مع الاحتجاجات.