خامنئي يدفع بإبراهيم رئيسي إلى رئاسة إيران

مرشد إيران يؤكد دعمه لقرارات مجلس صيانة الدستور بشأن مرشحي الانتخابات الرئاسية، ويدعو مواطنيه إلى التصويت بكثافة.
الخميس 2021/05/27
خامنئي يتجاهل الانتقادات

طهران - قال التلفزيون الرسمي الإيراني الخميس إن الزعيم الأعلى آية الله خامنئي أيد قرار هيئة رقابية باستبعاد مرشحين معتدلين ومحافظين بارزين كانوا يسعون لخوض الانتخابات الرئاسية في يونيو.

ويأتي دعم المرشد "الحاسم" لمجلس صيانة الدستور في الوقت الذي يقول فيه الرئيس حسن روحاني إنه "أُجبر" على إرسال رسالة إلى خامنئي، حول رفض أهلية المرشحين، فيما ينتظر البعض قرارا من المرشد يؤكد أهلية بعض الشخصيات مثل علي لاريجاني الرئيس السابق لمجلس الشورى ومستشار خامنئي، وإسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني.

وأعلن روحاني الأربعاء أنه طلب من خامنئي المساعدة في توفير "منافسة" أكبر في الانتخابات الرئاسية. وقال في كلمة متلفزة إن "جوهر الانتخابات هو المنافسة، إذا حذفتم ذلك، تصبح جثة هامدة".

وتخول القوانين للمرشد الأعلى، صاحب الكلمة الفصل في القضايا الكبرى، إجازة تقدم مرشحين استبعدهم مجلس صيانة الدستور، وهو ما لم يحدث بشأن الاقتراع القادم. وسجّل ذلك في حالتي اثنين من الإصلاحيين في 2005.

وكان مجلس صيانة الدستور، الذي يفحص أوراق المرشحين، قد وافق على سبعة مرشحين من بينهم رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي من أصل 592 مرشحا، واستبعد منافسيه البارزين.

واستبعد مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة غير منتخبة من 12 عضوا غالبيتهم من المحافظين، مرشحين بارزين مثل لاريجاني وجهانغيري والمحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد الذي تولى الرئاسة بين 2005 و2013.

ولئن كان استبعاد أحمدي نجاد تكرارا لما واجهه في انتخابات 2017، فقد شكل إقصاء لاريجاني الذي سبق له خوض الانتخابات الرئاسية عام 2005، إضافة إلى جهانغيري، خطوة مفاجئة.

ودعا نشطاء إلى مقاطعة التصويت وحقق وسم "#لا للجمهورية الإسلامية"، الذي تناقله إيرانيون في الداخل والخارج، انتشارا واسعا على موقع تويتر في الأسابيع الماضية.

ويعتقد العديد من النشطاء السياسيين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أن إبراهيم رئيسي، الذي لم يستقل بعد من منصبه الحالي، هو المرشح الرئيسي للمرشد الإيراني في هذه الانتخابات، وأن المؤسسات التي يشرف عليها خامنئي، بما في ذلك مجلس صيانة الدستور، قد هيأت كل الظروف لنجاحه في الانتخابات الرئاسية.

وبالإضافة إلى تنديد صادق لاريجاني، الرئيس السابق للقضاء الإيراني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، بتورط الأجهزة الأمنية في استبعاد مجلس صيانة الدستور للكثير من المرشحين، متهما إياها بـ"زيادة التدخل في قرارات المجلس من خلال التقارير الكاذبة"، فإن حسن الخميني حفيد روح الله الخميني والرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي أيضا احتجا على ذلك صراحة.

وقال حسن الخميني إن "الحكومة التي تنبثق عن هذه الانتخابات لن تكون قادرة على حل أي مشكلة، وستجد نفسها مسؤولة أمام الناس وأمام الله"، مضيفا "لو كنت مكان المرشحين المؤهلين لسحبت ترشيحي".

ورغم هذا النقد الواسع لطريقة إدارة الانتخابات، إلا أن إبراهيم رئيسي يبدو أنه يسير نحو سدة الحكم، وأن "الحرس الثوري" غير عابئ بالانتقادات المتتالية، حتى لو جاءت من "رفاق الدرب والسلاح".

وتشير استطلاعات الرأي الرسمية، بما فيها استطلاع أجراه التلفزيون الحكومي في مايو، إلى أن نسبة المشاركة في التصويت قد تتدنى حتى 30 في المئة، وهي نسبة تقل كثيرا عن نظيرتها في الانتخابات السابقة.

وتجاهل المرشد الإيراني الانتقادات الواسعة قائلا "لا تستمعوا إلى كلام أولئك الذين يروجون إلى أنه لا فائدة من الانتخابات، ويدعونكم إلى عدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع، هؤلاء ليسوا عطوفين على الشعب، الشخص الذي يتعاطف مع الشعب لا يمنع الناس من الذهاب إلى صناديق الاقتراع".

ودعا خامنئي الإيرانيين إلى التصويت في الانتخابات التي يُنظر إليها على أنها اختبار لشرعية المؤسسة الدينية الحاكمة، وسط غضب شعبي عارم بسبب الضغوط الاقتصادية والقيود على الحريات السياسية.