للخروج من هذه الفتنة لا بد من مشاركة الجميع ليس فقط في مواجهة الإرهاب، وإنما وبشكل مباشر في صناعة القرارات والسياسات وكل الاستراتيجيات الخاصة بتلك المواجهة.

التجارب العربية في التفاوض تكشف أن وقف الحروب الداخلية لم يعد أولوية، وأن هناك رفاهية في التفاوض، وأن حسابات السياسيين متناقضة مع مصالح الأوطان.

وجود داعش في ليبيا يشكل قلقا للجزائر لأنها ترى فيه مشروعا تدميريا له بعد دولي، يقوم على نهب الثروات وتقسيم الدول وإشعال الفتن.

الحالة العربية الراهنة، خاصة بعد عاصفة الحزم، تشي بتغير واسع النطاق في تقييم المخاطر، وقراءة الواقع، والدفاع عن الشرعية من أجل إعادة الرشد.

الحكومة الجزائرية تدفعنا نحو هزات كبرى باتخاذها موقفا عدائيا من التعريب، في تناقض بين النصوص المكتوبة ووثائق الدولة الجزائرية، وبين الفعل السياسي للحكومة الحالية.

المطالبة باعتذار فرنسي تنقص من قيمة الثورة وتجعل الجزائر رهينة الإرادة السياسية الفرنسية، والأرجح أن الهدف تمكين المجموعات الجزائرية الموالية لفرنسا التي تقود الجزائر.

الحرب على الحوثيين محاولة لتغيير الوضع داخل اليمن، بما يمنع استقواء أقلية على أطراف أخرى أكثرية وبما يحقق استقرار دول الجوار، ويحول دون تصدير المشكلات اليمنية إلى الخارج.

هكذا إذن نسير نحن العرب اليوم، بمشاركة منا واعية أو غير واعية، إلى حيث تبدو النهايات جلية قبل الوصول إليها.

الحلول الجزئية للأزمات في منطقتنا، تكشف عن تراجع لدور الجامعة العربية، ناهيك عن أنها تكرس الإقليمي على حساب القومي، وهذا ينتهي بنا إلى تدخل خارجي من دول غير عربية.

ضعف اللغة المستعملة وعدم الالتزام بالقواعد النحوية والإملائية، هما نتيجة حتمية لانخفاض المستوى التعليمي والثقافي، وضعف سياسي للدولة القطرية وتراجع للهوية القومية.

الاستثمار في التعليم وفي الطاقة المتجددة وفي مجالات الحياة الأخرى، هو من الصيغ المستقبلية لحماية الأجيال القادمة، وهو الذي يحول دون الخوف من نضوب البترول.

ثمة إجماع على ضرورة التغيير عربيا من خلال مواجهة الإرهاب عبر الثقافة، كون المعركة فكرية بالأساس.

ألم يلجأ أبو قتادة إلى بريطانيا، وفيها بث فتاوى قتل الأطفال والنساء والعزل بشكل عام، محتميا بالحرية وحقوق الإنسان واللجوء السياسي، وفيها أيضا سمح لقيادة الإخوان بالاستثمار.

الحاجة إلى الأمان الداخلي من خلال إبعاد الإسلاميين ومن يواليهم، وإلى العلاقة السوية مع الجيران، وإلى الدعم الدولي، اقتضت اختيار السبسي رئيسا دون النظر إلى مسألة العمر.