"حي الشارقة للإبداع" جسر الإمارة للفكر والثقافة

الحي سيوفر بيئة غنية بالأفكار تشجع المبدعين على الابتكار من خلال تصميمه المتكامل الذي يجمع بين المساحات الخضراء والمباني المتصلة والمنشآت الحيوية.
الخميس 2025/01/30
تأصيل لهوية

يحمل "حي الشارقة للإبداع" دليلا قويا على الدور المهم الذي يلعبه المشروع في ربط إمارة الشارقة بالعالم الثقافي والفكري، وخلق بيئة حيوية تشجع على تبادل المعرفة والأفكار بين المبدعين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم.

الشارقة (الإمارات) - أكدت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون ورئيس “حي الشارقة للإبداع”، أن إطلاق مشروع “حي الشارقة للإبداع” في إمارة الفكر والثقافة والمبادرات الجادة والنوعية سيمثل واحدًا من أحيائها العامرة بأروقة الفن والإبداع.

وانطلاقًا من دور إمارة الشارقة الراسخ في تمكين قطاع الثقافة والإبداع وفتح الآفاق للمبتكرين من الشباب وأصحاب الأفكار المستنيرة، يعد المشروع النوعي “حي الشارقة للإبداع” وجهة مختارة للمثقفين والمبدعين من داخل الدولة وخارجها للتعبير عن مواهبهم وتبادل الخبرات والمعارف.

ويقع “حي الشارقة للإبداع” في قلب منطقة إمارة الشارقة حيث المؤسسات التعليمية والبحثية الرائدة، وبالقرب من بيت الحكمة والجامعة الأميركية في الشارقة ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار. وقد حرصت حكومة الشارقة على أن يكون الحي واحة للمبدعين ومساحة لتبادل الأفكار وتطوير مشاريع مبتكرة تخدم الإنسان والبيئة والمجتمع على الصعيدين المحلي والعالمي.

ويضم مشروع “حي الشارقة للإبداع” مباني متنوعة ومتكاملة تخدم جميعها أصحاب المواهب وتوفر لهم مساحة حرة لترجمة أفكارهم إلى واقع ملموس. كما سيضم الحي “متحف مقتنيات الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي”، وهو متحف يضم المقتنيات الخاصة للشيخة جواهر، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، ويشتمل على زخارف إسلامية وأعمالا فنية متنوعة.

حح

كما يضم الحي “أرشيف قاسمي” الذي يحيي إرث الشيخ خالد القاسمي، المؤسس والمصمم لعلامة “قاسمي” للأزياء التي تتخذ من لندن مقرًا لها. وستعمل العلامة على تشجيع الجيل الجديد من المصممين على استخدام الأزياء وسيلة للحوار والتبادل الثقافي، وكذلك “مختبر الشارقة لتطوير الأزياء”، الذي يقدم خبرات عالمية المستوى في تطوير نماذج الأزياء وإعداد الأنماط الرقمية وعمل النماذج الأولية، وتمكين المصممين المحليين من تلبية المعايير التصنيعية العالمية من خلال الوصول إلى الخدمات المتخصصة والآلات المتقدمة والابتكار التكنولوجي.

ومن ضمن عناصر المشروع أيضًا “متحف إرثي”، وهو إحدى مبادرات مجلس إرثي للحرف المعاصرة، الذي يهدف إلى تعزيز الحرف الإماراتية والإقليمية وتمكين السيدات الحرفيات من خلال الحفاظ على التقنيات الحرفية وتقديمها في إطار التصميم المعاصر، بالإضافة إلى “مركز الشارقة للتصميم”، الذي يعمل على تصنيع النماذج الأولية بما فيها المنتجات والمشاريع البحثية والمواد الأرشيفية، ودمج الابتكار والتميز في مجال التصميم والتصنيع مثل الأعمال الخشبية والسيراميك والأعمال المعدنية والنسيج وصناعة المجوهرات وغيرها من العناصر الفنية.

ويتضمن الحي كذلك مقرًا لـ”ليكول”، مدرسة فنون صياغة المجوهرات، بدعم من دار فان كليف أند آربلز، ليكون المقر الأول في الشارقة والثاني في الشرق الأوسط. وتهدف “ليكول” من خلال برنامجها الزاخر بالدورات والمحاضرات والندوات إلى تعريف الجمهور بجميع جوانب ثقافة المجوهرات المتمحورة حول ركائزها الثلاث؛ تاريخ الفن والدراية الفنية وعالم الأحجار الكريمة. كما سيتم فتح مكتبة للزوار والباحثين للمساهمة في نقل المعرفة بفنون المجوهرات على نطاق دولي.

وسيوفر الحي بيئة غنية بالأفكار تشجع المبدعين على الابتكار من خلال تصميمه المتكامل الذي يجمع بين المساحات الخضراء والمباني المتصلة والمنشآت الحيوية بما فيها المقاهي والمطاعم والمتاجر ومساحات العمل المشتركة، وهو ما يخلق حيّزًا خصبًا للإلهام والإنتاجية.

حح

وتتمتع شركة “تالير دي أركويتيكتورا” المصممة للمشروع، بقيادة المعماري المبدع ماوريسيو روتشا، بسجل حافل في تصميم وتنفيذ مشاريع ثقافية ضخمة مثل متحف “أناهوكالي” وكلية الفنون البصرية في المكسيك، وهو ما عزز مكانتها كخبيرة في مجال المتاحف والبنى التحتية الثقافية.

وفي سياق تصميم المشروع أعربت الشيخة حور عن ثقتها باختيار الشركة التي أوكلت إليها مهمة التصميم قائلة إن اختيار شركة “تالير دي أركويتيكتورا – ماوريسيو روتشا” بالتعاون مع دانييل روسو لتتولى تصميم المشروع جاء انطلاقًا من انسجام فلسفتهم في التصميم وخبرتهم الواسعة في مجال تخطيط المتاحف والبنى التحتية العامة مع الرؤية الطموحة لحي الشارقة للإبداع في أن يكون مركزًا حيويًا للإبداع والتواصل والتعاون.

ويعكس تصميم الشركة مشروع الحي رؤية مستقبلية تقوم على الاستدامة والابتكار، حيث تم اختيار مواد بناء صديقة للبيئة مثل التربة المدكوكة، وتطبيق تقنيات تصميم متكاملة تسعى إلى تحقيق التناغم بين العناصر الطبيعية والمبنية. ويهدف هذا التصميم إلى توفير تجربة غنية ومستدامة للمبدعين والزوار تعكس التزام المشروع بمبادئ الاستدامة البيئية.

وأشار المهندس المعماري ماوريسيو روتشا، رئيس المهندسين المعماريين ومؤسس شركة “تالير دي أركويتيكتورا”، إلى أن تصميم الحي يعتمد على رؤية مبتكرة، حيث تصور حي الشارقة للإبداع كقلعة وسط منظر طبيعي يتميز بتضاريسه المتشابكة والإطلالات الخلابة. وتتقاطع المباني مع بعضها البعض لتقدم تجربة مكانية فريدة تشكل عنصرًا أساسيًا من المشروع، مضيفا “حرصنا على أن يكون التصميم متميزًا حيث تربط الأفنية والساحات بين الديكورات الداخلية والخارجية، ما يعزز الدمج بين التصميم والفن والحرفية العالية، والحرية التي تحفز الإبداع.”

عهخ

وقال خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة “بيئة”: “إن مجموعة بيئة تعتز بشراكتها الإستراتيجية لتطوير مشروع ‘حي الشارقة للإبداع’، وتسعى إلى توسيع نطاق أعمالها لتشمل مشاريع البنية التحتية الذكية والمستدامة. نؤكد التزامنا بتسخير خبراتنا وقدراتنا لتنفيذ رؤية الشيخة جواهر القاسمي، وترسيخ مكانة إمارة الشارقة كمركز إقليمي للثقافة والإبداع.”

وأضاف “تلتزم المجموعة بتطوير حي مبتكر بيئيا وثقافيا باعتبارها المسؤول الأول عن إستراتيجية المشروع، من خلال بناء شراكات إستراتيجية وتطبيق أحدث الممارسات المستدامة والتقنيات المتطورة. وستتولى المجموعة أيضًا الإشراف الكامل على المشروع بدءًا من وضع الرؤية الأولية حتى تسليم المشروع ليكون هذا الحي معلمًا بارزًا في مجال العمارة المستدامة.”

18