حياة إسرائيليين تحولت إلى جحيم عقب الهجمات الفلسطينية

القدس - عاشت أديل رايدر في مستوطنة نيريم الإسرائيلية القريبة من الحدود مع قطاع غزة لسنوات عديدة.
وكحال جميع سكان مستوطنتها، تعرف رايدر جيدا أنه عندما تُطلق صفارة الإنذار فإن أمامها 10 ثوان للوصول إلى أقرب ملجأ لتجنب قصف صاروخي وشيك من غزة.
وقالت في حديثها إلى وكالة أنباء “شينخوا”، “جميعنا نقول إن هذا المكان جنة في 95 في المئة من الوقت، حينها تكون الحياة رائعة. ولكن في 5 في المئة من الوقت يكون جحيما”.
يوم السبت، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما مباغتا على إسرائيل، وهرعت أديل مع سكان مستوطنة نيريم الآخرين إلى ملاجئهم. وكانت تلك هي البداية فقط ليوم مروع. ولم يتم تحديد العدد النهائي لقتلى المستوطنة حتى الآن، وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، الجمعة، ارتفاع عدد الجرحى الإسرائيليين منذ السبت إلى 3436، بينهم 322 مصابا بجروح خطيرة.
وقالت الوزارة في تصريح مكتوب “بلغ عدد المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات حتى الجمعة 3436 بينهم 29 بحالة حرجة، و322 خطيرة، و610 متوسطة والباقون بحالة طفيفة”.
منذ تولي حماس زمام السلطة في قطاع غزة في 2007، أطلقت الحركة صواريخ متفرقة وشنت هجمات أخرى على إسرائيل، وهو ما ردت عليه إسرائيل بغارات جوية متكررة، بل وأرسلت قوات برية إلى غزة خلال حربين.
بلغ عدد المصابين الإسرائيليين 3436 بينهم 29 بحالة حرجة، و322 خطيرة، و610 متوسطة والباقون بحالة طفيفة
وتابعت رايدر قائلة “لن تعتاد على ذلك أبدا، هذا ليس شيئا يمكن لأي شخص الاعتياد عليه، ولكن عليك أن تتعلم كيف تعتمد على نفسك وما تحتاج القيام به”.
وتقيم رايدر الآن في مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، حيث تم إجلاء جميع السكان الأحياء من مستوطنتها خلال تبادل إطلاق النار.
وأضافت “أردت فقط الخروج من هناك فورا”، واصفة الذخيرة الحية ومشاهد الجثث المتفحمة والسيارات والدبابات المحترقة التي شاهدها سكان المستوطنة وهم في طريقهم إلى الخروج من مرمى النيران.
أما تالي ميدينا، وهي أم لأربعة أطفال في مستوطنة أوريم التي تبعد 20 كم عن الحدود مع غزة، فقد اختارت البقاء في مزرعة الألبان الخاصة بها عقب إجلاء عائلتها.
وفقد زوجها إصبعين جراء إطلاق النار عندما حاول الفرار من المسلحين والوصول إلى ملجأ صباح السبت.
ولا ترغب تالي في إغلاق مزرعتها. وعثرت على بعض السترات الواقية من الرصاص والخوذات للمزارعين، وواصلوا عملهم بينما يتواصل إطلاق النار.
ولا تزال تالي وآخرون يتعافون من المشاهد التي رأوا خلالها المئات من مسلحي حماس وهم يقتحمون مستوطنتهم بالبنادق والقذائف والأسلحة النارية الأخرى.
وتابعت “لقد اعتدنا على إطلاق الصواريخ، ونعرف كيف نحتمي منها. ولكن إطلاق نار يمثل خوفا يصيبني بالشلل ولا يمكنني التكيف معه. أنت تسمع إطلاق النار، وتعرف أن هناك من يريدون قتلك، ولكن لا يمكنك رؤيتهم”.
وتدفّق أكثر من 1500 مقاتل فلسطيني بسرعة على متن شاحنات صغيرة ودراجات نارية عبر السياج، وتبعهم آخرون باستخدام طائرات شراعية وزوارق سريعة، ليشنوا هجمات بأسلحة نارية أودت بحياة المئات في تجمعات سكنية قريبة من قطاع غزة.
وقالت جندية كانت متمركزة في مهمة مراقبة في ناحال عوز في الجانب المقابل لمدينة غزة في مقابلة تلفزيونية من سريرها في المستشفى “انطلقت الصواريخ الساعة السادسة والنصف (03.30 ت.غ)”.
وأضافت الجندية، التي فضلت أن تعرف باسم “ي” فقط للقناة 12 الإسرائيلية، أن “نحو 30 مسلحا” احتلوا بسرعة قاعدة الجيش وسيطروا عليها لمدة سبع ساعات.
واستذكرت المشهد قائلة “ركضت حافية القدمين إلى الملجأ، وبعد ساعة، بدأنا نسمع أصواتا بالعربية، وبدأوا بإطلاق النار عند المدخل”.
وقالت الجندية إن قاعدة الجيش “تحوّلت لساعات إلى معسكر لهم”، إلى أن استعادتها وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي.
وفي تعليقات نشرت عبر موقع “هماكوم” الإخباري الإسرائيلي المستقل، قالت جندية لم تذكر اسمها إنه عندما تعرضت قاعدتها العسكرية للهجوم، “قيل لنا إن خيارنا الوحيد هو… الركض إلى غرفة العمليات للنجاة بحياتنا”.
وشارك جنود آخرون روايات مماثلة في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ومقابلات إعلامية، تشير جميعها إلى هجوم أولي واسع لشلّ أنظمة المراقبة والاتصالات في السياج.
وروى جنود إسرائيليون كانوا منتشرين على طول الحدود رعب الساعات الأولى للهجوم الذي قتل خلاله مقاتلو حماس أو أسروا إسرائيليين، ودمّروا أو استولوا على دبابات وغيرها من المعدات العسكرية.
وفي شهادة نشرت على موقع إنستغرام، قالت جندية مراقبة إن الهجوم الذي وقع في ساعات الصباح الباكر “لم يكن من الممكن أن أتخيله في أسوأ كوابيسي”.
وأضافت “لم أعتقد أبدا أنني سأرى شيئا كهذا خلال المراقبة. لقد بذلت قصارى جهدي حتى أصاب قناص” نظام المراقبة.
وعبّرت الجندية عن صدمتها “لقد فاجؤونا ولم نكن مستعدين لذلك… لم تكن هناك أي معلومات استخباراتية على الإطلاق”.
وعبّر ناجون من التجمعات السكانية المجاورة لقطاع غزة عن صدمتهم بعد فشل الأنظمة التي كان من المفترض أنها تضمن أمنهم.
وقالت عنبال رايخ ألون (58 عاما) من كيبوتس بئيري القريب من قطاع غزة والذي عثر فيه على 100 جثة، “عندما أقاموا الجدار، اعتقدنا أننا آمنون”، مضيفة “كان ذلك مجرد وهم”.