كيف يمكن الحديث عن سعادة في بلد وصلت نسبة البطالة فيه إلى حوالي 30 بالمئة، أما نسبة الطلاق والانتحار فهي في ازدياد مستمر، كما أنّ البيروقراطية تكاد تخنق الناس.

أضمن طريقة لعدم فهم كنه الأصولية هو الاكتفاء بدراسة جانبها المرئي، بمعنى ردها إلى مناضليها المرئيين أو الناشطين في العلن.

مجتمع يتآكل ويفقد كل يوم توازنه وقيمه، أصبح الاحتيال فيه مهنة والرشوة فضيلة. لم يعد متمكنا حتى من تسيير القمامة، تصعلك وتحول تحت سلطة الرداءة إلى مزبلة في الهواء الطلق.

كان متوقعا ألا يذهب المشروع الأصولي الظلامي بعيدا في تونس، في ظل وجود حركة نسوية أصبحت قوة اجتماعية فاعلة تدافع بكل ما أوتيت من ذكاء عن حقوقها وتقف كرمز للحرية والحداثة في البلد.

تراجع النهضة هو زلزال ضرب عالم الأصولية وتنظيماتها الدولية، وهو بداية جدية للخروج نهائيا من فخ الديمقراطوية الإسلاموية.

يفعل المتدينون كلّ ما في وسعهم لإبعاد الإنسان العربي عن أي تفكير نقدي يُحتمل أن يغير نظرته إلى الوضع القائم الموبوء والمفخخ بأطروحاتهم.

لم يجنِ المصريون والعرب من وجود هذا التنظيم الإرهابي، الذي حاول منذ نشأته احتكار دين الأغلبية واستعماله كسجل تجاري حصري، سوى التقهقر والتقوقع والابتعاد المستمر عن قيم العصر.

حتى وإن استطعنا طرد داعش من العراق وسوريا، فمن الصعوبة طردها من "الرؤوس". فهي لم تنزل من السماء، ولا هي صنيعة إسرائيل ولا أميركا، بل هي من صلب ثقافتنا المعدلة بيد الإخوان.

لا حل للشعب الفلسطيني سوى التخلص من المحتفلين بالهزائم، الذين يعدونه بنصر زائف بينما يغرقونه في بؤس حقيقي.

الديمقراطية في تركيا تسير نحو النموذج الروسي، بمعنى أن هناك شبه استفتاء يغطي الطابع الاستبدادي لنظام لا يترك إلا القليل من المجال للمعارضة.

ما هو مقلق حقا أن تستمر بوكو حرام في تعزيز صفوفها في شمال نيجيريا وحتى في الكاميرون باستقطاب شبان يرتادون المساجد وبمساعدة بعض الأئمة أنفسهم!.

ما يحدث اليوم من مهازل انتخابية في الجزائر هو نتيجة لما اقترفه الإسلاميون من أخطاء قاتلة في حق التعددية السياسية في الجزائر.

أدرك السواد الأعظم من الجزائريين أن التصويت لصالح بوتفليقة يعني التصويت لصالح ما يسمى في الجزائر بـ"الغرفة السوداء"، بل إن تزكية بوتفليقة هي في حقيقة الأمر تزكية للتوريث.

ما معنى انتخابات توظف فيها كل إمكانيات الدولة لصالح مرشح مستتر يخاطب الجزائريين من وراء حجاب.