حميدتي في خطاب التصميم: باقون في الخرطوم والقصر الجمهوري

قائد قوات الدعم السريع يتوعد بأن يكون 17 رمضان يوم "حسرة وندامة" على الجيش وحلفائه، ويلوح باجتياح مدن بورتسودان في البحر الأحمر.
الأحد 2025/03/16
رسائل عدة للداخل والخارج

الخرطوم - أكد قائد قوات الدعم السريع في السودان الجنرال محمد حمدان دقلو "حميدتي" أن قواته لن تخرج من العاصمة الخرطوم أو من القصر الجمهوري، الذي تسيطر عليه منذ اندلاع الحرب مع الجيش في 15 أبريل 2023، وتوعد بتصعيد جديد في المعارك الجارية مع الجيش، ما يعكس تصميمه على مواصلة القتال وعدم الاستسلام، وذلك مع  وصول وفد من تحالف "تأسيس" إلى نيالا تمهيدا لإعلان الحكومة الموازية.

ويشكل هذا الموقف رغبة قوات الدعم السريع في فرض سيطرتها على العاصمة، وهو هدف استراتيجي رئيسي في الصراع، فيما يشير التهديد بتصعيد المعارك إلى استعداد قواته لتكثيف القتال، بعد أن أحرز الجيش بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان تقدما عسكريا في بعض الولايات وإعلانه السبت تطويق القصر الجمهوري وتقدمه نحو بسط السيطرة على كامل وسط الخرطوم.

وقال حميدتي في خطاب مسجل بثته قوات الدعم السريع على قناتها بتلغرام السبت، إن الوضع الآن مختلف جدا، والحرب الآن داخل الخرطوم "ولن نخرج من القصر الجمهوري ومن منطقة المقرن".

وتوعد الجيش السوداني بأن يكون 17 رمضان الجاري الذي قال إنه يصادف ذكرى معركة بدر الكبرى وذكرى تأسيس قوات الدعم السريع "يوم حسرة وندامة" على الجيش وحلفائه، مؤكدا أن قواته ستنتصر في نهاية المطاف.

ووجّه حميدتي- الذي ظهر مرتديا "الكدمول"- بجعل الاثنين يوما خاصا، وأكد أنه قواته الآن تغيرت تماما، وأصبح لديها تحالفات سياسية وعسكرية، ولوّح بأن القتال في الفترة المقبلة سيكون مختلفا "من كل فج عميق".

وتأتي تصريحات حميدتي وسط احتدام المعارك بين قواته والقوات المسلحة السودانية في محيط القصر الجمهوري مع إعلان الجيش عن تقدمه في وسط العاصمة الخرطوم.

وفي 25 يناير الماضي أعلن الجيش إكمال المرحلة الثانية من العمليات الحربية في الخرطوم بربط قواته القادمة من أم درمان وشمال بحري بجنوده الموجودين في مقر سلاح الإشارة أقصى جنوب مدينة بحري وهي خطوة أنهت رسميا حصار القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم، كما بسط الجيش سيطرته على كامل محليتي بحري وشرق النيل.

وأكد حميدتي في خطابه السبت أن الدعم السريع يتمتع الآن بـ"أكبر تحالف سياسي وعسكري"، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة تماما بالنسبة لقواته، متوعدا الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش بـ"السحق" والهزيمة في إقليم دارفور غربي البلاد.

وقال إن قواته ترصد عن كثب تحركات الحركات المسلحة نحو إقليم دارفور وإنها في انتظارها لإلحاق الهزيمة بها، وأضاف "نحن سننتصر بالتأكيد ونعد الشعب السوداني أن تكون هذه آخر الحروب".

كما توعد حميدتي الدول التي دعمت الجيش، بما فيها تلك التي تقدّم الوجبات الجاهزة، بدفع الثمن، وشدد على عدم السماح بأن يصبح السودان بؤرة للإرهاب.

ولوّح حميدتي باجتياح مدن بورتسودان في البحر الأحمر وعطبرة وشندي بولاية نهر النيل، ومروي والدبة ودنقلا بالولاية الشمالية، وأكد أن قواته ليست ضد سكان هذه المناطق، وإنما تستهدف "المجرمين".

ويحمل خطاب حميدتي العديد من الرسائل الموجهة إلى عدة أطراف، بما في ذلك الجيش السوداني، والأطراف الإقليمية والدولية، والشعب السوداني، حيث بدا أنه يسعى من خلاله إلى إيصال رسائل مختلفة، مثل رسالة القوة والتصميم، والتحذير والتهديد، وأيضا التعبئة.

وأعلن حميدتي ترحيبه بـ"الدستور الجديد" الذي وقعته قوات الدعم السريع وحلفائها في فبراير الماضي بالعاصمة الكينية نيروبي، ودعا التحالف الجديد إلى تحقيق مصالح السودان وعدم تقسيمه.

وفي 5 مارس وقعت قوات الدعم السريع، وجماعات متحالفة معها دستورا انتقاليا، ما يمهد لإنشاء حكومة موازية، على أن يحل محل الدستور الذي تم توقيعه بعد أن أطاح الجيش وقوات الدعم السريع بالرئيس السابق عمر البشير خلال انتفاضة عام 2019.

ومن بين الموقعين على الوثيقة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي حركة نافذة ذات توجه علماني تسيطر على مناطق شاسعة من ولاية جنوب كردفان السودانية، وتنشط تحت مظلتها جماعات أخرى أصغر حجما.

وتوجه حميدتي بالشكر لكينيا على استضافتها لتوقيع الميثاق، وأشار إلى أنها دولة ديمقراطية نموذجية ظلت أبوابها مفتوحة لكل المهمشين، ولفت إلى أن التاريخ سيسجل مواقف نيروبي تجاه السودانيين.

واعتبر أن "الدستور الجديد" عالج قضايا كانت تصنف ضمن المسكوت عنه منذ استقلال السودان، مشيرا إلى أنهم في قوات الدعم السريع كانوا "مخدوعين" حول مفهوم "العلمانية" لكنهم الآن أصبحوا حلفاء للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو ذات التوجه العلماني، معلنا عن ترحيبه بالتحالف مع الحلو.

ويأتي خطاب حميدتي تزامنا مع وصول وفد من تحالف السودان التأسيسي "تأسيس" إلى مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، تمهيدا لإعلان الحكومة الموازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع. وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.

ونقل موقع "دارفور24″ عن مسؤول الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع في جنوب دارفور قوله إن الاستعدادات اكتملت لإعلان الحكومة من داخل نيالا واستضافتها.

وأشار إلى أن الإدارة المدنية قامت بصيانة مباني أمانة الحكومة وبيت الضيافة وسط المدينة استعدادا لاستقبال أعضاء الحكومة والترتيب لتسيير دولاب العمل في نيالا.

وأوضح أن بعض المباني في حي المطار شرق المدينة جرى تجهيزها لاستضافة الحكومة، منها فندق الضمان الاجتماعي ومقرات حيوية أخرى.

وكان موقع "دارفور 24" قد أفاد في وقت سابق بأن وفد من تحالف "تأسيس" يضم عددا من القادة على رأسهم عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي قد وصل إلى مدينة نيالا قادما من العاصمة الكينية نيروبي نهاية الأسبوع الماضي، متوقعا أن تُعلن الحكومة الموازية خلال شهر مارس الجاري.

وأقام حزب الأمة القومي بولاية جنوب دارفور، السبت، ورشة لتحالف السودان التأسيسي حول الدستور الانتقالي 2025.

وقال سكرتير حزب الأمة القومي بولاية جنوب دارفور حافظ عمر إن حزب الأمة ظل يعمل من أجل السلام والاستقرار، وتحقيق الممارسة الديمقراطية والشفافية، وسيادة حكم القانون.

وأوضح حافظ أن ولاية جنوب دارفور ستشهد عملا كبيًا في الأيام المقبلة، مشددًا على أنها مستعدة لاستقبال الوفود القادمة إلى نيالا من الداخل والخارج بما يليق بصناع السلام والتغيير.

وأثار مشاركة رئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر في ترتيبات الميثاق السياسي والدستور الانتقالي جدلا واسعا في السودان وداخل أروقة التنظيم.