حمية بيسكاتاريان تخفض دهون الجسم وتزيد من لياقته

واشنطن - يؤكد الرياضيون المحترفون أن السر في إعادة جسدهم إلى أفضل مستوى بدني، وجعل معظم وزنهم يأتي من العضلات بدلا من الدهون يرجع إلى اتباعهم نظاما غذائيا غنيا بالبروتين، ويركز على تناول الأسماك.
وعلى عكس اللحوم، التي قد تحدث خللا في مستويات الكوليسترول والجلوكوز ووزن الجسم، تعتبر المأكولات البحرية والأسماك، خاصة الأسماك الزيتية، مصدرا كبيرا لأحماض أوميجا 3 الدهنية المتعددة غير المشبعة مثل (دي.إيتش.أي) و(إي.بي.آي)، وهما اثنتان من الدهون الثلاثة الجيدة التي تلعب دورا أساسيا في تعزيز الصحة والوقاية من مجموعة من الأمراض.
وقبل خوض أي محاولات لاتباع برنامج حمية غذائية، ينبه اختصاصيو التغذية واللياقة البدنية، إلى أهمية استشارة مقدم الرعاية الصحية أو اختصاصي تغذية معتمد، قبل الشروع في الالتزام بنظام غذائي صحي جديد، خاصة لمن يعانون من أمراض كالقلب أو السكري أو اضطرابات الجهاز الهضمي؛ لأنه لا يوجد نمط تغذية واحد يمكن أن يناسب الجميع، وأفضل نظام غذائي النظام المتوازن الذي يناسب أسلوب حياة الفرد.
وفي ما يتعلق بحمية السمك “بيسكاتاريان” فهي نظام يُعرف به “نباتيّو البيسكو”، أوالنباتيون الذين لا يأكلون اللحوم، لكنهم يضيفون الأسماك والمأكولات البحرية (وربما البيض ومنتجات الألبان أيضا) إلى غذائهم النباتي، من حين إلى آخر، أو في كل وجبة. وتشير الأبحاث إلى أن النباتيين البيسكو يُصنفون ضمن من يتبعون نظاما غذائيا أفضل من الأشخاص الذين يستهلكون اللحوم، من حيث جودة المغذيات.
☚ الأسماك من أكثر الأطعمة غنى بالفوائد الصحية، فالدهون المشبعة فيها منخفضة، وتعدّ غنية بالعناصر الغذائية المهمة، مثل البروتين عالي الجودة واليود وفيتامين "د"
ويأتي مصطلح بيسكاتاريان من المزج بين كلمة “Pesce” التي تعني الأسماك باللغة الإيطالية، وكلمة نباتي للدلالة على نظام غذائي نباتي يتضمن الحصول على البروتين وأحماض أوميغا 3 الدهنية، من الأسماك والمأكولات البحرية، بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات والمعادن، من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات والأطعمة الغنية بالألياف.
وغالبا ما تقارن حمية السمك بحمية البحر الأبيض المتوسط، باعتبار أن الأسماك تُعدّ مصدرا أساسيا للبروتين في كلا النظامين، ولكونهما يركزان على الأغذية الخالية من الدهون. لكن يبقى هناك فرق رئيسي واحد، حيث يُسمح بقدر معتدل من اللحوم الحمراء في النظام الغذائي المتوسطي.
ويشير خبراء اللياقة البدنية إلى أن حمية السمك ليست برنامجا لخسارة الوزن، بل أسلوب حياة يناسب أولئك الذين يفضلون نظاما غذائيا أقل صرامة، يتميز بمرونة خطة الأكل لتشمل مجموعة واسعة من الأطعمة المتوافقة، من دون قيود محددة على الكميات والسعرات الحرارية؛ فيمكن للراغب في اتباعها أن يأكل وجبات رئيسة، ووجبات خفيفة، متى شاء، وبالقدر الذي يفضله. ففي هذا النظام، يختلف عدد السعرات الحرارية التي يحتاج إليها بناء على أهدافه، سواء كان يريد فقدان الوزن، أو الحفاظ على الوزن، أو زيادة الوزن.
وإذا كان الشخص يتطلع إلى إنقاص الوزن، فسوف يتعين عليه التحكم في حصص طعامه، لكي تحتوي على نسبة منخفضة من السعرات الحرارية والدهون، إلى جانب ممارسة التمارين المنتظمة وتجنب الإفراط في الأكل، لكي يستطيع الاحتفاظ بوزنه على المدى الطويل.
وهو ما يمكن أن يحدث عندما يستبدل الوجبات القائمة على اللحوم بوجبات تعتمد على الأسماك، مما يخفض السعرات الحرارية والدهون من نظامه الغذائي، ويجعل من الأسهل الحصول على ما يكفي من البروتين بسبب إضافة المأكولات البحرية، ويساعده على الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه.
أما الحامل والمُرضع فمن المستحسن لهما تجنب الأسماك النيئة (مثل السوشي)، والتثبت من مستويات الزئبق في الأسماك التي يتناولانها، خصوصا سمك والماكريل والتونة.
وتعد الأسماك من أكثر الأطعمة غنى بالفوائد الصحية، فالدهون المشبعة فيها منخفضة، وتعدّ غنية بالعناصر الغذائية المهمة، مثل البروتين عالي الجودة واليود وفيتامين “د”، وأحماض أوميغا 3 الدهنية المهمة جدا للجسم والعقل، وفقا للأبحاث.
فبينما يأخذ الآخرون مكملا غذائيا في شكل كبسولات للحصول على القدر اليومي الموصى به من أوميغا 3، لا يحتاج الأمر من الفرد أكثر من إضافة السمك إلى الأطعمة الصحية الأخرى في وجباته، لتسهم في التقليل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهما السببان الأكثر شيوعا للوفاة المبكرة في العالم.