حمية البحر المتوسط تحرق الدهون الحشوية بكفاءة عالية

تل أبيب - توصلت دراسة إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نظام “البحر المتوسط الأخضر” يحرقون نوعا خطيرا من دهون الجسم بمعدل أربعة أضعاف معدل معظم الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا عاديا.
وشهد أولئك الذين تناولوا النظام الغذائي النباتي لمدة 18 شهرا انخفاضا في مستويات الدهون الحشوية لديهم بنسبة 14 في المئة، مقارنة بـ4.5 في المئة فقط في مجموعة التحكم التي تناولت نظاما غذائيا صحيا قياسيا ما يعني أن النظام الغذائي النباتي فعال في القضاء على الدهون.
وتلتف الدهون الحشوية حول الأعضاء الحيوية وداخل البطن، وهذا النوع هو الأخطر لأنه يُعتقد أنه يطلق مواد كيميائية وهرمونات في الدم تؤدي إلى حدوث الالتهابات المرتبطة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب وأمراض الكبد الدهنية. وأصبح نظام البحر المتوسط الغذائي، الغني بالدهون والبروتينات ولكنه منخفض الكربوهيدرات، شائعا للغاية في السنوات الأخيرة مع ثروة من الدراسات التي تروّج لفوائده في إطالة العمر، وتقليل الضعف ودرء السرطان.
ولا تزال حمية البحر المتوسط “الخضراء” تحتوي على الكثير من الفاصوليا والبقوليات والحبوب الكاملة والخضراوات الورقية وزيت الزيتون والمكسرات والأسماك، ولكنها تركز أكثر على الخضار. ويعتقد الباحثون أن مادة البوليفينول، وهي مركبات نباتية تحمي أنسجة الجسم من الإجهاد، تساعد في حرق الدهون، وهو ما لوحظ في دراسات سابقة.
الدهون الحشوية تلتف حول الأعضاء الحيوية وداخل البطن، وتطلق مواد كيميائية في الدم تؤدي إلى حدوث التهابات
وقالت الدكتورة هيلا زليشا، خبيرة السمنة في جامعة بن غوريون في إسرائيل، والتي شاركت في الدراسة، “إن خفض الدهون الحشوية بنسبة 14 في المئة هو إنجاز كبير لإجراء تغييرات بسيطة على نظامك الغذائي ونمط حياتك”.
ويعتبر العديد من الخبراء أن الدهون الحشوية هي الهدف الحقيقي لفقدان الوزن، ومؤشر أفضل لصحة الشخص من حجم الخصر.
وتتراكم الدهون الحشوية مع مرور الوقت بين الأعضاء، وتنتج هرمونات وسموما تسبب أمراض القلب والسكري والخرف والوفاة المبكرة.
ونظرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “بي.أم.سي ميدسين” إلى 294 بالغا كانوا يبلغون من العمر 50 عاما في المتوسط، وكان مؤشر كتلة الجسم لديهم 31، ما يضعهم في فئة السمنة.
وأثناء الدراسة، تلقت كل مجموعة دروسا في التغذية لمدة 90 دقيقة كل أسبوع للشهر الأول، ثم مرة واحدة في الشهر للأشهر الخمسة التالية، ثم تم إعطاؤهم الدروس كل شهرين حتى نهاية الدراسة.
وطُلب من الجميع القيام بتمارين هوائية ومقاومة ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع لمدة 45 إلى 60 دقيقة.
وتم إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي في بداية ونهاية التجربة لقياس الدهون الحشوية. كما أخذت قياسات وزن الجسم ومحيط الخصر للمشاركين.
وانخفضت هذه التدابير في كلتا المجموعتين خلال الدراسة، على الرغم من عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين التخفيضات.
وفي مجموعة النظام الغذائي “الأخضر”، فقد المشاركون 3.9 في المئة من وزن أجسامهم و5.7 في المئة من محيط الخصر في المتوسط.
وخسر أولئك الذين يتبعون حمية البحر المتوسط القياسية 2.7 في المئة و4.7 في المئة على التوالي.
وخسر أولئك الذين يتبعون نظاما غذائيا صحيا 0.4 في المئة و3.6 في المئة.
وكان اختلاف الدهون الحشوية ملحوظا، وقالت البروفيسورة إيريس شاي، أخصائية التغذية التي قادت البحث، “تعلمنا من نتائج تجربتنا أن جودة الطعام لا تقل أهمية عن عدد السعرات الحرارية المستهلكة. الهدف هو فهم آليات العناصر الغذائية المختلفة”.
ويعرّف خبراء “مايو كلينيك” النظام الغذائي المتوسطي على أنه برنامج غذائي صحي يركز على الأطعمة النباتية ويجمع بين النكهات التقليدية وطرق الطبخ الشائعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
الأطعمة النباتية مثل الحبوب الكاملة والخضروات والبقوليات والفواكه والمكسرات والبذور والأعشاب والتوابل تمثل أساسًا للحمية الغذائية
وبدأ الاهتمام بالنظام الغذائي في الخمسينات من القرن العشرين عندما لوحظ أن مرض القلب غير منتشر في الدول المطلة على البحر المتوسط مقارنة بما كان سائدًا حينذاك في الولايات المتحدة، كما أكدت عدة دراسات أن النظام الغذائي المتوسطي يساعد في الوقاية من الإصابة بمرض القلب والسكتة الدماغية.
والنظام الغذائي المتوسطي هو طريقة للأكل تستند إلى الطعام التقليدي لليونان وإيطاليا والبلاد الأخرى التي يَحدُّها البحر الأبيض المتوسّط.
كما تمثل الأطعمة النباتية مثل الحبوب الكاملة والخضروات والبقوليات والفواكه والمكسرات والبذور والأعشاب والتوابل أساسًا للحمية الغذائية. كما تتم إضافة السمك والمأكولات البحرية والحليب ومشتقاته والدواجن بدرجة معتدلة. في المقابل، تؤكل اللحوم الحمراء والحلويات في بعض الأحيان فقط.
وزيت الزيتون هو المصدر الرئيسي للدهون المضافة في النظام الغذائي المتوسطي. ويوفر زيت الزيتون دهونًا غير مشبعة أحادية، والتي تعمل على تخفيض مستويات الكوليسترول الكلِّي والبروتين الدهني منخفض الكثافة (أو الكوليسترول الضار). وتحتوي المكسرات والبذور أيضًا على الدهون غير المشبعة الأحادية.
والأسماك الدهنية، مثل سمك الماكريل والسلمون المرقَّط الذي يعيش في البحيرات والرنجة والسردين وتونة الألباكور والسلمون، هي مصادر غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية. وتساعد هذه الدهون المتعددة غير المشبعة في الحد من التهابات الجسم.
وتُساعد أحماض أوميغا 3 الدهنية أيضًا على تقليل الدهون الثلاثية وتقليل تجلُّط الدم وتقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب.