حميات العصائر تؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي

الحميات الغذائية القائمة على تناول العصائر فقط تؤدي إلى زيادة في البكتيريا المسببة للالتهابات.
الأربعاء 2025/02/26
تأثير سلبي على توازن الميكربيوم

سان فرانسيسكو ( الولايات المتحدة) - كشفت دراسة أميركية أن الحميات الغذائية التي تقتصر على تناول العصائر يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على توازن الميكروبيوم، أي البكتيريا والميكروبات والفايروسات التي تعيش بشكل طبيعي داخل الجهاز الهضمي وكذلك على الإدراك المعرفي للشخص، وأن هذه التغيرات يمكن أن تحدث في غضون ثلاثة أيام فقط.

وفي إطار الدراسة التي قام بها فريق بحثي من جامعة نورث ويسترن الأميركية، قام الباحثون بتقسيم المتطوعين إلى ثلاث فئات، حيث كان أفراد المجموعة الأولى يتناولون العصائر الباردة فقط، وكان أفراد المجموعة الثانية يتناولون خليطا من العصائر والمأكولات، فيما كان أفراد المجموعة الثالثة يتناولون أغذية مشتقة من أصول نباتية. وجمع الباحثون عيّنات من لعاب وبراز المتطوعين وحصلوا على مسحات من داخل أفواههم حتى يتسنى لهم تقييم التغيرات البكتيرية التي تحدث لهم قبل التجربة وأثناءها وبعدها.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اقتصرت على تناول العصائر الباردة حدث لها أكبر زيادة في كمية البكتيريا التي تسبب الالتهابات واضطرابات الجهاز الهضمي، في حين أن الأفراد الذين جمعوا بين العصائر والمأكولات حدثت لديهم تغيرات في بكتيريا الجهاز الهضمي ولكن بدرجة أقل حدة. أما المتطوعون الذين كانوا يتناولون المأكولات ذات الأصول النباتية، فقد تحقق لديهم أفضل توازن على المستوى البكتيري والميكروبي.

◙ المجموعة التي اقتصرت على تناول العصائر الباردة حدث لها أكبر زيادة في كمية البكتيريا التي تسبب الالتهابات

ووجد الباحثون أن الحميات الغذائية القائمة على تناول العصائر فقط أو التي تمزج بين العصائر والمأكولات تؤدي إلى زيادة في البكتيريا المسببة للالتهابات سواء في اللعاب أو داخل الفم، وأرجعوا أسباب هذه التغيرات إلى زيادة نسبة السكريات وانخفاض مستوى الألياف في العصائر بشكل عام.

ونقل الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث العلمية عن رئيسة فريق الدراسة قولها إن استهلاك كميات كبيرة من العصائر التي تفتقر إلى الألياف الطبيعية ربما يؤدي إلى اختلال توازن الميكروبيوم، وهو ما ينطوي بدوره على آثار سلبية مثل زيادة الالتهابات واضطرابات الجهاز الهضمي.

بدوره نقل موقع “نيوز أطلس” عن الدراسة، التي نُشرت في دورية “نيترنتس”، أن استهلاك العصائر بكميات كبيرة قد يؤدي إلى اختلال توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء والفم. وأظهرت النتائج أن ثلاثة أيام فقط من الاعتماد على العصائر يمكن أن تسبب زيادة في البكتيريا المرتبطة بالالتهابات والأمراض، مثل سرطان القولون وأمراض القلب والتهابات اللثة.

وأكدت الدكتورة ميليندا رينغ، الباحثة المشاركة في الدراسة ومديرة مركز أوشر للصحة التكاملية بجامعة نورث وسترن، أن الكثيرين يعتقدون أن العصائر تساهم في تطهير الجسم وتحسين الصحة، إلا أن الدراسة تكشف عن تأثيرات سلبية محتملة. وأضافت أن الاستهلاك المفرط للعصائر مع انخفاض الألياف يمكن أن يخلّ بتوازن الميكروبيوم، مما يؤدي إلى التهابات واضطرابات في صحة الأمعاء.

كما كشفت الدراسة عن استجابة سريعة لميكروبيوم الفم نتيجة اتباع نظام العصائر، حيث لوحظ تكاثر لبعض أنواع البكتيريا التي ترتبط بمشكلات صحية خطيرة مثل أمراض القلب والسرطانات والتهابات اللثة. وعلى الرغم من أن تأثير العصائر على ميكروبيوم الأمعاء كان أقل وضوحًا، إلا أن الباحثين لاحظوا انخفاضًا في البكتيريا المفيدة وزيادة في البكتيريا الضارة.

16