حملة أميركية لإضعاف تأييد القيادات الإيرانية

إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشن حملة هدفها إثارة الاضطرابات والمساعدة في الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي ودعمها لجماعات مسلحة في المنطقة.
الاثنين 2018/07/23
قيادات مهددة بالسقوط

واشنطن - ذكر مسؤولون أميركيون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تشن من خلال الخطب والرسائل الموجهة عبر الإنترنت حملة هدفها إثارة الاضطرابات والمساعدة في الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي ودعمها لجماعات مسلحة في المنطقة.

وقال أكثر من ستة من المسؤولين الحاليين والسابقين إن هذه الحملة التي يدعمها وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون تهدف إلى العمل بالتنسيق مع حملة ترامب لتضييق الخناق على إيران اقتصاديا من خلال إعادة فرض عقوبات صارمة عليها.

وقال المسؤولون الحاليون والسابقون إن هذه الحملة تسلط الضوء على عيوب الزعماء الإيرانيين مستخدمة أحيانا معلومات مبالغا فيها أو تتناقض مع تصريحات رسمية أخرى بما في ذلك تصريحات لإدارات سابقة.

وكشف استعراض لحساب وزارة الخارجية الأميركية باللغة الفارسية على تويتر وموقع شير أميركا التابع للوزارة، عن عدد من الرسائل التي تنتقد إيران على مدار الشهر الماضي، حيث يصف الموقع نفسه بأنه منصة لإطلاق النقاش حول الديمقراطية والقضايا الأخرى.

وإيران هي محور أربعة من الموضوعات الرئيسية الخمسة في قسم “التصدي للتطرف العنيف” في الموقع. ومن عناوين تلك الموضوعات “شركة الطيران الإيرانية تساهم في نشر العنف والإرهاب”.

وفي 21 يونيو الماضي، نشر بومبيو على تويتر صورا توضيحية تحت عنوان “الاحتجاجات في إيران تنتشر” و” الشعب الإيراني يستحق احترام حقوقه الإنسانية” و” الحرس الثوري الإيراني يثري بينما تكافح الأسر الإيرانية”، حيث ترجمت هذه التغريدات إلى اللغة الفارسية ونشرت على موقع شير أميركا.

رودولف جولياني: تغيير السلطة في إيران هو السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط
رودولف جولياني: تغيير السلطة في إيران هو السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط

وفي خطاب ألقاه بومبيو في 21 مايو، قال إن القادة الإيرانيين يرفضون أن ينفقوا على شعبهم الأموال التي تم الإفراج عنها بمقتضى الاتفاق النووي ويستخدمونها بدلا من ذلك في حروب بالوكالة وفي الفساد، متهما “فصائل شيعية وإرهابيين تدعمهم إيران” باختراق صفوف قوات الأمن العراقية وتعريض سيادة العراق للخطر طوال فترة الاتفاق النووي.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية ردا على سؤال بشأن وجود نوايا أميركية لإسقاط النظام الإيراني “ليكن واضحا أننا لا نسعى لتغيير النظام، بل نسعى لتغييرات في مسلك الحكومة الإيرانية”.

وقال المسؤول مشترطا إخفاء هويته “نحن ندرك أننا ندفع إيران إلى الأخذ ببعض الخيارات الصعبة، فإما أن يغيروا أساليبهم وإما أن يجدوا صعوبة متزايدة في مواصلة أنشطتهم الخبيثة، ونحن نعتقد أننا نعرض رؤية في غاية الإيجابية لما يمكن أن نحققه وما يمكن أن يتحقق للشعب الإيراني”.

وفي حين يتهم المعارضون فصائل عراقية تدعمها إيران بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في حق المدنيين، وهو اتهام تنفيه تلك الفصائل، فقد حاربت الفصائل تنظيم الدولة الإسلامية وساعدت في الحيلولة دون اجتياحه العراق في العام 2014 بعد انهيار الجيش العراقي. وسلم المسؤول بوزارة الخارجية بأن الفصائل المعروفة بقوات الحشد الشعبي تمثل من الناحية القانونية جزءا من قوات الأمن العراقية، إلا أن الكثير من عناصرها لا تلتزم بالانضباط وتربطها صلات بإيران.

وقال “ندرك أن بعضا من قوات الحشد الشعبي التي لا تلتزم بالانضباط تربطها صلات وثيقة جدا بإيران وتستجيب للتوجيهات الإيرانية ولها تاريخ في النشاط الإجرامي والإرهاب، وهذه الجماعات مسببة للعراق من المشاكل بنفس القدر الذي تسببه لنا”. وحذر بعض المسؤولين الأميركيين وخبراء آخرين من أن الإدارة الأميركية قد تدفع إلى قدر أكبر من الحكم الشمولي وسياسة خارجية أكثر عدوانية بإذكاء نار الاضطرابات في إيران، الأمر الذي يثير شبح حدوث مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.

ومنذ فترة طويلة تصف الولايات المتحدة إيران بأنها الدولة الرئيسية الراعية للإرهاب على مستوى العالم وذلك لقيام طهران بتسليح وتمويل جماعات متشددة تعمل لحسابها مثل جماعة حزب الله اللبنانية وجماعة الحوثي في اليمن. ويحث المسؤولون الإيرانيون على تدمير الولايات المتحدة، حيث قتلت الجماعات التي تعمل لحساب إيران مئات الجنود والدبلوماسيين الأميركيين منذ قيام الثورة.

وأتاح هذا السجل للإدارات السابقة مادة غزيرة لشن حملاتها على طهران بما في ذلك محاولة الاتصال بالشعب الإيراني مباشرة.

وأسست إدارة الرئيس جورج دبليو بوش راديو فردا الذي وجه بثه بتمويل أميركي إلى إيران بما يقول إنها “أخبار ومعلومات موضوعية ودقيقة لمواجهة الرقابة الرسمية والتغطية الإعلامية القائمة على الفكر العقائدي”، فيما أطلقت إدارة أوباما حسابا بالفارسية على تويتر في العام 2011.

ورغم نفي بومبيو سعي الولايات المتحدة للإطاحة بالنظام في طهران، إلا أن مقربين من دونالد ترامب أشاروا مرارا إلى وجود رغبة جامحة لدى الرئيس الأميركي في إسقاط النظام بطهران.

وكشف محامي ترامب وعمدة نيويورك السابق رودولف جولياني،علنا عن رغبة سيّد البيت الأبيض في تغيير النظام بإيران، وعدم الاكتفاء بالانسحاب من الاتفاق النووي.

ونقلت صحيفة “بوليتيكو” عن جولياني المعروف بمواقفه اليمينية قوله في مؤتمر جمعية المهاجرين الإيرانيين التي تدعو إلى تعزيز الديمقراطية في إيران “إن ترامب مهتم بنفس القدر بتغيير النظام في إيران، مثله مثل كل أولئك المجتمعين في هذا المؤتمر”.

وأكد رئيس بلدية نيويورك السابق، أن تغيير السلطة في الجمهورية الإسلامية هو “السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط”، مؤكدا أن “هذا أكثر أهمية من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

5