حمامات الثلج تقلل من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وأمراض القلب

ينصح خبراء الصحة بحمامات الثلج نظرا لفوائدها العديدة والمتمثلة خصوصا في تقليل خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية وتحسين القدرة على تحمل التوتر. وفي ذات الحين، يحذر الخبراء المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية من حمامات الثلج وينصحونهم بالتخلي عنها تماما، كما من المحبذ استشارة الطبيب المختص قبل البدء في المحاولة الأولى للاستحمام بالماء المثلج.
فرايبورغ (ألمانيا) - أوضح البروفيسور مارتن بوسيه أن حمامات الثلج لها تأثيرات إيجابية على الصحة، على الرغم من عدم وجود إثباتات عملية على ذلك، ولكن هناك الكثير من الأدلة على هذه التأثيرات المفيدة.
وأكد أخصائي الطب الرياضي بمدينة لايبزيغ الألمانية أن حمامات الثلج يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية وتحسين القدرة على تحمل التوتر، وتظهر هذه التأثيرات في حالة الاستحمام المنتظم بالماء البارد، وليس مجرد الاستحمام لمرة واحدة في المناسبات.
وأضاف كونستاتين فالكويانو، من بوابة “آيسبادن.دي” الألمانية المتخصصة في حمامات الثلج، أن هناك تأثيرين متعارضين يحدثان في الجسم عند الاستحمام بالماء المثلج، حيث ينخفض معدل نبضات القلب ويرتفع ضغط الدم.
ولكن البروفيسور مارتن بوسيه أوضح قائلا “تزيد هذه الاستجابات المتعارضة من خطر الإصابة بأمراض القلب في بعض الأحيان”، نظرا لأنه قد يحدث عدم انتظام نبضات القلب لدى الأشخاص غير المدربين، وهو ما يستوجب استشارة الطبيب المختص قبل البدء في المحاولة الأولى للاستحمام بالماء المثلج، كما يتعين على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية التخلي عن حمامات الثلج تماما.
◙ حمامات الثلج يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية وتحسين القدرة على تحمل التوتر
ويحرص العديد من المشاهير على استخدام “حمام الثلج” في عملية الاستشفاء، وهي عملية تعيد الجسم إلى كامل لياقته البدنية. ولعل منهم عصام الحضري حارس المنتخب المصري السابق، الذي نشر العام الماضي “ستوري”، عبر حسابه في إنستغرام، داخل حوض الثلج، وسط درجة حرارة تصل إلى 12 درجة مئوية.
وقد تدعم هذه الممارسة الصحة الجسدية والعقلية، لأنها تقلل الالتهاب والتورم وتخفف من آلام العضلات، كما تساعد على استعادة التمارين الرياضية. فعند الجلوس في حمام ثلج، تعمل درجة الحرارة الباردة على تضييق الأوعية الدموية، وهذا يقلل من تدفق الدم إلى العضلات، مما يحد من الالتهاب والتورم، وخصوصا بعد التمارين.
وقد يساعد الدخول إلى حمام بارد في تخفيف آلام العضلات وكذلك في إدراك الشخص الشعور به، وقد تخفف أيضا الألم الناتج عن الحالات المزمنة، ويشمل التهاب المفاصل الروماتويدي، والنقرس. وعند الخروج من حمام جليدي، تتوسع الأوعية الدموية، أو تنفتح من جديد، مما يزيد من الدورة الدموية، ويساعد تدفق الدم الغني بالمغذيات إلى العضلات في إزالة النفايات التي تتراكم أثناء التمارين، وهذا سبب آخر لاستخدام الأشخاص حمامات الثلج للتعافي بعد التمارين.
وربما تكون إحدى الفوائد الأكثر وضوحا هي أن حمامات الثلج يمكن أن تساعد الفرد على التبريد عند ارتفاع درجة حرارته، ويمكن أن يساعد النقع في الماء البارد لمدة تقل عن 10 دقائق من خفض درجة حرارة الجسم الأساسية بعد التمارين. كما يحسن الجلوس في الماء البارد على الأقل 20 دقيقة في اليوم من الجهاز المناعي، ويساعد على التنفس العميق والتأمل، وتنشيط الدورة الدموية، وبالتالي تقل أعراض العدوى البكتيرية أقل من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
ويجب الجلوس في حمام الثلج مدة لا تزيد عن 20 دقيقة. وقد يكون أخذ حمام ثلج محفوفا بالمخاطر، خاصة إذا كان الشخص يعاني من ظروف صحية معينة، لذا ينصح الخبراء بتجنب حمامات الثلج إذا كان لدى الشخص:
● ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
● مشكلات الدورة الدموية مثل مرض الشريان المحيطي.
● الحالات التي تزيد من حساسية البرد.
● جرح مفتوح.
ويمكن أن يؤدي البقاء في حمام مليء بالثلج لفترة طويلة أيضا إلى انخفاض حرارة الجسم، ولهذا السبب من المهم استخدامه بشكل مؤقت والحفاظ على حمامات الثلج القصيرة. ويجب الخروج من الحمام الثلجي على الفور إذا بدأ الشخص بالارتعاش بشكل لا يمكن السيطرة عليه أو لاحظ تغيرات في لون الجلد.
ووجدت أكبر دراسة تضم 3000 مشارك، أجريت في هولندا، أن الأشخاص الذين أخذوا حماما باردا يوميا (بعد الاستحمام الدافئ) لمدة 30 ثانية أو 60 ثانية أو 90 ثانية لمدة شهر واحد تغيبوا عن العمل بسبب المرض بنسبة أقل بلغت 29 في المئة مقارنة بأولئك الذين أخذوا حماما دافئا فقط، وتجدر الإشارة إلى أن مدة الاستحمام بالماء البارد لم تؤثر على الغياب المرضي.
وتبين أنه لا يزال السبب الذي يجعل من الحمام البارد وسيلة تمنع الأشخاص من الإصابة بالمرض غير واضح، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أنه يقوي جهاز المناعة، فقد أظهرت دراسة تشيكية أن البقاء في الماء البارد (14 درجة مئوية لمدة ساعة واحدة) ثلاث مرات في الأسبوع، لمدة 6 أسابيع، يقوي جهاز المناعة لدى “الشباب الرياضيين” بشكل طفيف. ومع ذلك، هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم تأثير الحمام البارد على جهاز المناعة.
ويشير الخبراء إلى أن الماء البارد يساعد على تعزيز نشاط نظام القلب والأوعية الدموية، ويقولون “نذهب إلى صالة الألعاب الرياضية لتمرين عضلاتنا، لكن داخل أجسامنا لدينا الملايين من العضلات الصغيرة في نظام القلب والأوعية الدموية، والتي يمكننا تنشيطها بمجرد الاستحمام بالماء البارد".
ويضيفون أن عندما يأخذ الشخص حماما باردا، يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، كما أن هناك بعض الأدلة على أن الماء البارد ينشط الجهاز العصبي الودي، وهو الجزء الذي يتحكم في استجابة “الكر أو الفر” الذي يعد رد فعل الجسم التلقائي عند التعرض لحدث خطير أو مرهق أو مخيف. ويلفتون إلى أن أثناء الاستحمام بالماء البارد، يطلق هرمون “النورأدرينالين” المسؤول عن زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، كما أثبتت بعض الأبحاث أن حمام الثلج يحسن الدورة الدموية، فعند التعرض للماء البارد تتقلص الأوعية الدموية بالجلد مما يقلل من تدفق الدم، وعندما يخرج الشخص من الماء البارد، يقوم الجسم بتسخين نفسه.
ويوصي الخبراء بزيادة مدة الاستحمام كل يوم. ومع ذلك، بحثت دراسة أجريت في هولندا أهمية المدة المستغرقة أثناء الحمام، ووجدت أن مدة الحمام البارد ليس لها تأثير على صحة الجسم. لهذا السبب، من شأن أخذ حمام بارد لمدة 15 ثانية عند 12 درجة مئوية أن يكون كافيا للجسم.
ونوهت الدراسة بأن الاستحمام بماء بارد قد يكون صادما بعض الشيء، وعندما يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، يمكن أن يكون له تأثير سلبي على المصابين بأمراض القلب لأنه قد يؤدي إلى نوبة قلبية أو عدم انتظام ضربات القلب، وإذا كانت لدى أي شخص رواسب دهنية في شرايينه، فمن المحتمل أن تؤدي الزيادة السريعة في معدل ضربات القلب إلى تحرر بعض الترسبات وانسداد بعض الشرايين مما يؤدي إلى نوبة قلبية.
وقال مايك تيبتون، الخبير في فسيولوجيا الإنسان بجامعة بورتسموث، إن الحمام البارد يمكن أن يرتبط بزيادة التنفس، حيث يساهم في تسريع عملية التنفس، وجراء "استجابة الغوص" التي تحدث عند غمر كامل الجسم في الماء البارد، ويقوم الجسم تلقائيا بخفض معدل ضربات القلب وغريزيا يتوقف عن التنفس (على خلاف استجابة الكر أو الفر).