حماس تُظهر قبضتها الأمنية على غزة بإعدام أفراد عصابات

غزة – أعدمت حركة حماس عددا من أفراد عصابات قالت إنهم متورطون في سرقة المساعدات الإنسانية وترويع سكان قطاع غزة عبر سلبهم أموالهم وهواتفهم تحت التهديد، وفق ما ذكرت مصادر مقربة من الحركة الفلسطينية.
وجاء ذلك بعد عدة حوادث هاجمت فيها عصابات مدججة بالسلاح متاجر مواد غذائية ومطابخ شعبية في قطاع غزة هذا الأسبوع.
واتهم مسؤولو حماس بعض أفراد العصابات هؤلاء بالتعاون مع إسرائيل، التي منعت دخول المساعدات إلى غزة خلال الشهرين الماضيين. ولم تعلق إسرائيل على هذه المزاعم.
وفي إحدى الحوادث، أعلنت وزارة الداخلية التابعة للحركة الفلسطينية مقتل ضابط شرطة وإصابة آخرين عندما أطلقت طائرة إسرائيلية مسيرة صاروخا على وحدة شرطة كانت تطارد مجرمين في مدينة غزة.
وقالت الوزارة في بيان أمس السبت "سنضرب بيد من حديد كل هؤلاء المارقين وسنتخذ الإجراءات الكفيلة بردعهم مهما كلف ذلك من ثمن، ولن نسمح لهم بالاستمرار في ترويع المواطنين وتهديد حياتهم وسلب ممتلكاتهم".
وقال إسماعيل الثوابتة مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة التابع لحركة حماس، إن بعض أفراد العصابات عملوا تحت مظلة عشائرية، بينما عمل آخرون كمجموعات منظمة، أشار إلى أن بعضها تلقى دعما مباشرا من إسرائيل، مضيفا أنه تم تنفيذ عدد من "أحكام الإعدام الثورية ضد عدد من كبار المجرمين" الذين ثبت تورطهم في عمليات النهب.
وأفاد سكان في غزة ووسائل إعلام فلسطينية بأن جناح حماس العسكري فرض حظر تجول ابتداء من الساعة التاسعة مساء لتقييد حركة المدنيين وملاحقة المجرمين.
وحذر مسؤولون بالأمم المتحدة من تفاقم الوضع الإنساني في غزة الذي تضرر بشدة جراء الحملة الإسرائيلية التي شنتها عقب الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
ودافعت إسرائيل عن منعها دخول المساعدات إلى غزة، متهمة حماس بسرقة الإمدادات المخصصة للسكان المدنيين وتوزيعها على قواتها، وهو ما تنفيه الحركة.
لكن المشكلة زادت حدة مع استمرار الحصار، مما شكل تحديا لحماس التي تواجه احتجاجات متفرقة من سكان غزة الغاضبين من نقص الغذاء الذي يصل إلى القطاع.
وسلطت هذه الحوادث الضوء على الضغوط التي يواجهها سكان غزة الذين تكدسوا داخل مناطق في وسط القطاع وعلى امتداد الساحل، حيث أنشأت القوات الإسرائيلية مناطق عازلة واسعة في أنحاء القطاع الفلسطيني.
وذكرت وكالة صفا للأنباء المقربة من حماس أن وزارة الداخلية شكلت قوة جديدة قوامها خمسة آلاف فرد لمواجهة اللصوص والعصابات المسلحة، لكن قوات الشرطة المحلية تواجه عقبات بسبب الهجمات التي تشنها الطائرات المسيرة الإسرائيلية على أي فلسطيني مسلح تتعرف عليه.
ونشرت حماس آلافا من قوات الشرطة والأمن في أنحاء قطاع غزة بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في يناير، لكن انتشارها المسلح تراجع للغاية منذ أن استأنفت إسرائيل هجماتها على نطاق واسع في مارس.
في غضون ذلك، ذكرت وزارة الصحة في غزة أن الغارات التي يشنها الجيش الإسرائيلي تسببت في مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا في أنحاء القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.