حماس تنفي اعتزامها الانتقال من قطر إلى العراق

وسائل إعلام تقول إن الحكومة العراقية وافقت على هذه الخطوة وإن إيران ستكون مسؤولة عن حماية قيادات حماس ومكاتبها وأفرادها في بغداد.
الثلاثاء 2024/06/25
حماس تتعرض لضغوط من واشنطن والدوحة بشأن وقف إطلاق النار

الدوحة – نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، التقارير الإعلامية التي تتحدث عن أن الحركة تخطط لمغادرة قطر والتوجه إلى العراق.

وقال الرشق عبر قناته على "تلغرام" ردا على التقارير إن هذه الأنباء مفبركة تماما مضيفا أن دولة قطر لم تناقش مع الحركة أي توجه لإغلاق مكاتبها ومسالة العراق محض تكهن ولم تطرح مع أي جهة.

وكانت صحيفة ذا ناشيونال الاثنين قد أفادت بأن القيادة السياسية لحماس تعتزم الانتقال من مقرها الحالي بقطر إلى العراق، مع تزايد الضغوط من الدوحة والولايات المتحدة على القادة السياسيين للجماعة لإظهار قدر أكبر من المرونة في المحادثات من أجل وقف إطلاق النار في غزة.  

 ونقلت الصحيفة عن مصادر –لم تسمها- بأن الحكومة العراقية وافقت على هذه الخطوة الشهر الماضي، مضيفة أن إيران ستكون مسؤولة عن حماية قيادات حماس ومكاتبها وأفرادها في بغداد.

ووفق الصحيفة، فقد تمت مناقشة هذه الخطوة الشهر الماضي من قبل الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وممثلين عن الحكومتين العراقية والإيرانية.

وقالت "ذا ناشيونال" إن تقارير المحادثات تم تأكيدها من قبل نائب عراقي كبير وزعيم حزب سياسي له علاقات وثيقة مع ميليشيا تدعمها إيران.

وأوضح النائب العراقي أن هذه الخطوة المحتملة تمت مراجعتها بشكل منفصل الشهر الماضي من قبل هنية ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اللذين تحدثا عبر الهاتف .

ونقلت الصحيفة عن النائب العراقي قوله "لا يوجد إجماع بين الجماعات السياسية العراقية حول انتقال حماس إلى بغداد". مضيفا "يخشى البعض، وخاصة الأكراد وبعض السنة، من أن يؤدي ذلك إلى تعميق الخلافات مع الولايات المتحدة. ولكن على الرغم من عدم وجود توافق في الآراء، فإن قرار الحكومة باستضافة حماس لن يتم التراجع عنه".  

ورغم أن العراق سيكون المضيف الرسمي لقيادة حماس، إلا أن التقارير تقول إن زعماء حماس وفرقهم ومكاتبهم سوف يتمتعون بحماية أفراد الأمن الإيرانيين، وبمشاركة الحرس الثوري الإسلامي على الأرجح.

وقال النائب إن "بغداد ترحب بفكرة احتفاظ حماس بحضور رفيع المستوى في العراق"، لافتا إلى أن قادة الحركة لم يحددوا بعد موعد هذه الخطوة.

وأشار إلى أن حماس افتتحت هذا الشهر مكتبا سياسيا برئاسة المسؤول الكبير محمد الحافي في بغداد، بينما يتم التخطيط لفتح مكتب إعلامي بالمدينة خلال أسابيع.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة العراقية لم تستجب لطلبات التعليق.

وتأتي هذه الخطوة المحتملة إلى العراق في الوقت الذي لا تزال فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر، في طريق مسدود.

وألقى مسؤولون أميركيون كبار باللوم على حماس في عدم إحراز تقدم، بعد أن قدم الرئيس الأميركي جو بايدن اقتراحا لإنهاء الحرب، التي قُتل فيها أكثر من 37500 فلسطيني منذ أكتوبر.

ولم يكن هناك اتصال مهم بين الوسطاء وحماس وإسرائيل منذ أن رفضت حماس فعليا مقترحات بايدن في وقت سابق من هذا الشهر.

وإذا انتقل زعماء حماس السياسيون إلى العراق، فإن ذلك سيخلق المزيد من التحديات أمام مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث من المحتمل أن يكون لقطر تأثير أقل على الجماعة المسلحة، التي تسيطر على غزة منذ عام 2007 والتي يعيش قادتها السياسيون في قطر منذ عام 2012.

ونقلت الصحيفة عن مصدر آخر قوله إن حماس تخطط للاحتفاظ بشكل ما من التمثيل في الدوحة للإشراف على العلاقات مع قطر. ومن المتوقع أن تكون البلاد من بين المساهمين الرئيسيين في جهود إعادة الإعمار في غزة بعد الحرب.

والدوحة، الحليف الوثيق لواشنطن وموطن أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، كانت لسنوات الداعم المالي الرئيسي للحكومة التي تقودها حماس في غزة. كما أن إيران، التي تحافظ على علاقات دافئة مع قطر، هي أيضا من الداعمين الرئيسيين لحماس.

وقالت المصادر للصحيفة إن الفرق الأمنية واللوجستية التابعة لحماس سافرت إلى بغداد للإشراف على الاستعدادات لهذه الخطوة.

وتأتي أنباء هذه الخطوة المحتملة بعد أسابيع من كشف المصادر أن قادة الجماعة يتعرضون لضغوط متزايدة من قطر لقبول المقترحات الأميركية لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين مع إسرائيل.

ورفضت حماس المقترحات، وكررت مطالبتها بأن أي اتفاق يجب أن ينص على وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار غزة، والعودة غير المشروطة للفلسطينيين الذين شردهم الصراع.

وأضافت المصادر أنه تم إبلاغ مسؤولي حماس بأنهم قد يواجهون الطرد من قطر وإجراءات عقابية، بما في ذلك تجميد أصولهم خارج غزة، إذا لم تظهر الحركة مرونة في المفاوضات.

وتم تسليم هذا التحذير إلى القيادة السياسية لحماس، بما في ذلك إسماعيل هنية، في اجتماع عقد في الدوحة هذا الشهر مع وسطاء قطريين ومصريين. وجرت المحادثات بعد زيارة قام بها مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز للدوحة، الذي يقوم بدور كبير وسطاء واشنطن لوقف إطلاق النار.

وتحاول الولايات المتحدة ومصر وقطر منذ أشهر التوسط لوقف إطلاق النار في غزة، حيث استمرت الهدنة الوحيدة لمدة أسبوع قبل أن تنتهي في الأول من ديسمبر.

وبدأت إسرائيل قصفها للقطاع بعد الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص. وقد شرد القتال معظم الفلسطينيين البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في غزة، ودمرت مناطق واسعة.