حماس تعرض هدنة لخمس سنوات تشمل إطلاق جميع الرهائن

الحركة تأمل قبول رؤيتها لوقف شامل لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي كامل وصفقة تبادل جادة ومساعدات فورية وكافية.
السبت 2025/04/26
مفاوضات في القاهرة في ظل تصاعد العنف

القاهرة - أعلن مسؤول في حركة حماس السبت أن الحركة مستعدة لعقد "صفقة" لإنهاء الحرب في قطاع غزة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين دفعة واحدة وهدنة لمدة خمس سنوات.

وقال المسؤول، في تصريح خاص لوكالة فرانس برس مشترطًا عدم الكشف عن هويته، "حماس مستعدة لصفقة بتبادل الأسرى دفعة واحدة وهدنة لخمس سنوات".

ومن المقرر أن يلتقي وفد رفيع المستوى من حركة حماس، برئاسة خليل الحية، بمسؤولين مصريين في القاهرة بعد ظهر السبت، وذلك لمناقشة "بعض الأفكار ومقترح جديد لوقف النار وتبادل الأسرى".

وأوضح أنه حتى صباح السبت، "لم تتلق حماس رسميًا أي مقترح جديد حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن نوقشت العديد من الأفكار المهمة خلال المباحثات مع الوسطاء خلال الأيام القليلة الماضية".

وتابع "نأمل ان يتم قبول رؤية حماس بما يضمن وقف كلي لإطلاق النار والانسحاب الاسرائيلي الكامل وصفقة جادة لتبادل الاسرى وادخال المساعدات بشكل فوري وبكميات كافية"، فيما تمنع إسرائيل دخول المساعدات والسلع إلى القطاع الفلسطيني المدمر.

ويأتي هذا العرض الجديد من حركة حماس بعد أن رفضت الحركة في 17 أبريل اقتراحا إسرائيليا يتضمن هدنة مؤقتة لمدة 45 يوما مقابل الإفراج عن عشرة رهائن إسرائيليين أحياء.

وفي مقابل مطالبة حماس باتفاق شامل ينهي الحرب بشكل كامل، تصر إسرائيل على ضرورة إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين ونزع سلاح حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى كشرط أساسي لأي اتفاق، وهو المطلب الذي تصفه الحركة بأنه "خط أحمر" غير قابل للنقاش.

وتزامنا مع هذه الجهود الدبلوماسية المتواصلة، يستمر العنف على الأرض في قطاع غزة. فقد أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة السبت أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدينة غزة فجرًا أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، مع وجود مخاوف جدية من وجود "أكثر من 30" شخصًا آخرين تحت الأنقاض.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن "طواقمنا تمكنت من انتشال 4 شهداء و5 إصابات" إثر غارة استهدفت منزلًا جنوب مدينة غزة، مشيرًا إلى أن هناك "ما يزيد عن 30" شخصًا تحت الأنقاض "لم تتمكن طواقمنا من الوصول إليهم بسبب انعدام المعدات" اللازمة.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على هذه الأحداث، الذي استأنف قبل أكثر من شهر هجومه الواسع ضد حركة حماس في مختلف أنحاء قطاع غزة.

ووفقًا للأرقام التي نشرتها وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة، قُتل ما لا يقل عن 2062 فلسطينيًا منذ استئناف الهجمات الإسرائيلية، مما يرفع الحصيلة الإجمالية للقتلى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب إلى 51439 قتيلًا على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك وفقًا لبيانات تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

واندلعت الحرب الحالية في قطاع غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1218 شخصًا على الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، وذلك وفقًا لحصيلة تستند إلى بيانات رسمية.

ومن بين 251 شخصًا اختطفوا خلال ذلك الهجوم، لا يزال 58 محتجزين في قطاع غزة، بينهم 34 قتيلًا، وذلك بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي.

ويُذكر أن هدنة مؤقتة تم التوصل إليها واستمرت من 19 يناير إلى 17 مارس من العام الجاري قد سمحت بعودة 33 رهينة إسرائيلية إلى إسرائيل، من بينهم ثمانية قتلى، وذلك في مقابل إطلاق سراح نحو 1800 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

تسببت الحرب المستمرة في قطاع غزة في أزمة إنسانية كارثية، حيث يواجه السكان ظروفا معيشية قاسية ونقصا حادًا في الغذاء والماء والدواء. وقد أدت العمليات العسكرية المتواصلة إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية والمنازل، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص.

وفي ظل هذه الظروف المأساوية، تتزايد الضغوط على الأطراف المعنية للتوصل إلى حل سلمي يضع حدًا لهذه المعاناة. إلا أن الخلافات العميقة حول القضايا الرئيسية، مثل شروط وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لا تزال تعرقل جهود الوساطة وتجعل التوصل إلى اتفاق شامل أمرًا بالغ الصعوبة.

وبينما تتواصل الجهود الدبلوماسية، يظل مصير قطاع غزة معلقا على المحادثات الجارية ومدى استعداد الأطراف لتقديم تنازلات مؤلمة من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام المنشود.