حماس تراهن على الضغط الدولي لتحسين موقفها التفاوضي ونتنياهو يرد: هذا لن يجدي

تعنّت رئيس الوزراء الإسرائيلي أدى إلى تفكك الدعم الدولي لإسرائيل حتى من أقرب حلفائها وهو ما تعتبره حماس مؤشرا إيجابيا يمكن توظيفه في المعركة التفاوضية.
الخميس 2024/03/28
موقف متصلب

غزة - تراهن حركة حماس على زيادة الضغط الدولي على إسرائيل من أجل تحسين موقفها في المفاوضات الجارية حول هدنة في قطاع غزة، وهو ما رد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأربعاء بالقول “إنه لن يجدي".

وتضاعفت الضغوط على إسرائيل في الفترة الأخيرة من أجل الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار على أن يستتبعه إنهاء للحرب المستمرة منذ نحو ستة أشهر، وكانت آخر الجهود المبذولة في هذا السياق القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي لم تستخدم فيه الولايات المتحدة الفيتو لإجهاضه في تحول في الموقف الأميركي.

ويرى مراقبون أن تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي أدى إلى تفكك الدعم الدولي لإسرائيل حتى من أقرب حلفائها أي الولايات المتحدة، وهذا ما تعتبره حماس مؤشرا إيجابيا يمكن توظيفه في المعركة التفاوضية، التي تجري بالتوازي مع القتال على الميدان.

خالد مشعل: لن نفرج عن أسرى إسرائيل إلا عندما نحقق أهدافنا
خالد مشعل: لن نفرج عن أسرى إسرائيل إلا عندما نحقق أهدافنا

وأعلن رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل عن رفض الحركة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين إلا بعد وقف الحرب والانسحاب من غزة، وعودة المهجرين إلى أماكنهم. ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) الأربعاء عن مشعل قوله، في كلمة خلال فعالية نسائية في الأردن، “لن نفرج عن أسراهم عندنا إلا عندما نحقق هذه الأهداف وندير المعركة التفاوضية بصلابة وبحسن المناورة السياسية كما نفعل في الميدان”.

وأضاف أن “قيادة الحركة تدير معركة تفاوضية لا تقل شراسة عن معركة الميدان وسنهزمهم في الميدان وسنهزمهم في هذه المعركة التفاوضية”، متابعا “نصرّ في المفاوضات على وقف العدوان والانسحاب من غزة، وعودة المهجرين إلى أماكنهم خاصة في شمال غزة، وتقديم كل ما يلزم من الإغاثة والإيواء والإعمار وانتهاء الحصار”.

ولفت إلى أن “هذه ليست معركة كبقية المعارك، هذه معركة فاصلة في تاريخ الصراع بيننا وبين هذا العدو وفي محطات تحرير فلسطين”، موضحا أن “هذه المعركة كشفت الوجه القبيح للعدو على الساحة الدولية. لم يكن هناك تغيير في الساحة الدولية وفي الرأي العام الدولي كما جرى في ظلال هذه المعركة”.

وأشار رئيس حركة حماس إلى أن “قيادة الحركة منذ بداية المعركة تعمل في مسارات أهمها مسار إسناد المعركة عسكريا من الداخل ومن الخارج بكل جهود ونحن ما زلنا نحث الأمة على أن تنخرط في المعركة”. ويرى مراقبون أن محاولة حماس توظيف الضغط الدولي من أجل تعزيز موقفها التفاوضي قد تنقلب زيادة تشدد من قبل إسرائيل، المسكونة بهاجس عدم تمكين حماس من أي انتصار جزئي، وهذا سيعني إطالة أمد الصراع الذي كلف حتى الآن عشرات الآلاف من القتلى المدنيين فضلا عن دمار غير مسبوق للجيب الفلسطيني.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأربعاء إن إلغاءه زيارة كان من المقرر أن يقوم بها كبار مساعديه لواشنطن هذا الأسبوع يهدف إلى توجيه رسالة لحماس بأن إسرائيل لن ترضخ للضغوط الدولية المتزايدة لوقف الحرب في غزة. وأوضح نتنياهو في تصريحات مصورة خلال اجتماع مع السيناتور الأميركي ريك سكوت الذي يزور إسرائيل “لقد كانت رسالة أولا وقبل كل شيء إلى حماس: لا تراهنوا على هذا الضغط، فهو لن يجدي”.

ويرى نتنياهو أن عدم تصدي الإدارة الأميركية لمشروع قرار في مجلس الأمن يقضي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، أضر بالمفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن. ونشر مكتب نتنياهو بيانا الثلاثاء قال فيه إن “موقف حماس يظهر بوضوح عدم اهتمامها المطلق باتفاق تفاوضي ويشهد على الضرر الذي أحدثه قرار مجلس الأمن الدولي”.

ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر على تصريحات مكتب نتنياهو بأنها “غير دقيقة من جميع النواحي تقريبا وهي غير عادلة للرهائن وعائلاتهم”.وأضاف ميلر في مؤتمر صحفي في واشنطن “أستطيع أن أقول لكم إن هذا الرد تم إعداده قبل تصويت مجلس الأمن الدولي، وليس بعده”، مضيفا أن رواية رد حماس المتداولة في المجال العام غير صحيحة.

وقال ميلر إن الحكومة الأميركية لن “تنخرط في الانحرافات الخطابية حول هذه القضية”، لكنها ستواصل جهودها لتأمين إطلاق سراح الرهائن. وفي قرار ملزم بموجب القانون الدولي، دعا مجلس الأمن إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في قطاع غزة الاثنين للمرة الأولى منذ بدء الحرب. وبالإضافة إلى ذلك، تطالب أقوى هيئة في الأمم المتحدة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وقررت الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل، عدم استخدام حق النقض (فيتو)، مما سمح بتمرير القرار. وجاء القرار على خلفية الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة والمخاوف من هجوم إسرائيلي مرتقب في مدينة رفح على الحدود مع مصر.

ورد نتنياهو بغضب على سلوك التصويت الأميركي وألغى على الفور زيارة وفد إلى واشنطن طلبته الحكومة الأميركية. وقال ميلر إن الحكومة الأميركية لا تتخذ قرارات “بناء على خلافات بسيطة أو ما إذا كان شخص ما قد ألغى اجتماعا أم لا”، مضيفا أن مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة وشركائها في المنطقة تحتل دائما مركز الصدارة.

2