حماس إلى القاهرة لبحث وقف إطلاق النار في غزة

إسرائيل تصعد عملياتها العسكرية وتقتل العشرات من الفلسطينيين في شمال غزة.
السبت 2024/11/30
وفد حماس يناقش مقترح القاهرة لصفقة التبادل

غزة (الاراضي الفلسطينية) - يتوجه وفد من حماس السبت إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن هدنة في قطاع غزة بعد نحو 14 شهرا من الحرب، وفق ما أعلن قيادي في الحركة الإسلامية الفلسطينية مساء الجمعة، وذلك  بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحزب الله اللبناني. 

وقال القيادي في حماس مشترطا عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس "سيتوجه وفد من حماس إلى القاهرة السبت لعقد لقاءات عدة مع المسؤولين المصريين، لمناقشة الأفكار المتعلقة بوقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة".

ويأتي الإعلان عن هذه الزيارة بعد أقل من 48 ساعة على دخول وقف لإطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ بين إسرائيل وحزب الله حليف حماس.

وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية قد ذكرت الخميس أن القاهرة أعدت "مقترحا متكاملا" حول وقف الحرب في قطاع غزة، و نقلت عن مصادر مصرية قولها إن المقترح المصري يحمل اختلافات طفيفة عن تفاصيل الصفقة التي أُبرمت في لبنان، من بينها أن يكون وقف إطلاق النار "مؤقتا" لبلورة تفاصيل "اليوم التالي".

وأعلن البيت الأبيض الأربعاء أن الولايات المتحدة تبذل جهودا دبلوماسية جديدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على إطلاق الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر.

والأربعاء الماضي أكد مصدر قيادي في حماس طلب عدم كشف اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحركة أبلغت "الوسطاء في مصر وقطر وتركيا أنها جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى، إذا التزم الاحتلال، لكن الاحتلال يعطل ويتهرب من الوصول لاتفاق ويواصل حرب الإبادة."

وقالت حركة حماس، الأربعاء، إنها ملتزمة بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث تخوض قتالاً مع القوات الإسرائيلية منذ أكثر من عام.

وأضافت حماس في بيان صدر بعد موافقة إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية على وقف إطلاق النار في لبنان "نعرب عن التزامنا بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في غزة، ومعنيون بوقف العدوان على شعبنا، ضمن محددات وقف العدوان على غزة التي توافقنا عليها وطنياً؛ وهي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقية وكاملة".

وتابعت "ندعو الدول العربية والإسلامية الشقيقة وقوى العالم الحر إلى حراك جاد وضاغط على واشنطن والاحتلال الصهيوني لوقف عدوانه الوحشي على شعبنا الفلسطيني، وإنهاء حرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في لبنان، عدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسبابه للمصادقة على الاتفاق، وهي الحاجة إلى التركيز على التهديد الإيراني، وإراحة الجنود وتجديد مخزون الذخيرة، وعزل حماس بطريقة تساعد على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى.

وقبل أيام قال القائم بأعمال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)  في قطاع غزة خليل الحية إنه "بدون وقف الحرب لن تكون هناك صفقة أسرى".

وأضح الحية في مقابلة مع قناة الأقصى أن المشكلة تكمن في "رفض نتنياهو التوصل إلى اتفاق".

وكشف عن وجود اتصالات جارية مع الدول والوسطاء لتحريك مفاوضات وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرقل أي تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار لأسباب سياسية.

وأكد القيادي بحماس على "جاهزية الحركة لجهود وقف إطلاق النار، لكن الأهم هو وجود إرادة حقيقية لدى الاحتلال".

بدأت الحرب في غزة بعدما شنت حركة حماس هجوما على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن 1207 قتلى معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي الانتقامي إلى مقتل 44330 شخصا في غزة غالبيتهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس وتعتبرها الأمم المتحدة ذات صدقية.

ومنذ أن تم التوصل إلى هدنة وحيدة في الحرب في غزة في نوفمبر 2023، قادت الولايات المتحدة مع قطر ومصر وساطة بين الدولة العبرية وحماس، لكن هذه الجهود لم تثمر.

واستمرت تلك الهدنة أسبوعا وأتاحت إطلاق رهائن كانوا محتجزين في القطاع مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.

وميدانيا قال مسعفون إن ما لا يقل عن 40 فلسطينيا لقوا حتفهم في ضربات للجيش الإسرائيلي مساء الخميس والجمعة في غزة.

وذكروا أنهم انتشلوا 19 جثة لفلسطينيين قتلوا في المناطق الشمالية من النصيرات، أحد مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في القطاع.

كما قالوا إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة 10 فلسطينيين على الأقل في منزل ببيت لاهيا بشمال القطاع في وقت لاحق الجمعة.

وأوضحوا أن الباقين قتلوا في المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي بيان جديد الجمعة لكنه قال الخميس إن قواته تواصل "ضرب أهداف إرهابية في إطار العمليات في قطاع غزة".

واقتحمت دبابات إسرائيلية شمال مخيم النصيرات وغربه الخميس. وانسحبت الدبابات من المناطق الشمالية الجمعة لكنها ظلت في المنطقة الغربية من المخيم. وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن فرقه لم تتمكن من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من سكان محاصرين داخل منازلهم.

وعاد عشرات الفلسطينيين الجمعة إلى المناطق التي انسحب منها الجيش لتفقد الأضرار التي لحقت بمنازلهم. وغطى مسعفون وأقارب جثثا، بعضها لنساء، كانت ملقاة على الطريق بالبطانيات أو بأكفان بيضاء وحملوها على محفات.

وقال رجل وهو يبكي بجانب جثة زوجته المسجاة على محفة على الأرض "سامحيني يا مرتي، سامحيني يا ابتسام، سامحيني يا غالية".

وقال مسعفون إن طائرة إسرائيلية مسيرة قتلت في وقت لاحق من الجمعة أحمد الكحلوت رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا في أقصى شمال قطاع غزة، حيث ينفذ الجيش عمليات منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول.

وأفاد الجيش الإسرائيلي إنه ليس لديه علم بحدوث هجوم على المستشفى في هذا الوقت.

ومستشفى كمال عدوان واحد من ثلاثة مرافق طبية تقع في أقصى شمال قطاع غزة تعمل بالكاد الآن في ظل نقص الإمدادات الطبية والوقود والغذاء. وقال مسؤولون صحيون إن معظم أفراد الطاقم الطبي في المستشفى إما اعتقلهم الجيش الإسرائيلي أو طردهم.

وذكر الدفاع المدني الفلسطيني وحماس ووكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن عدد الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم في غارتين إسرائيليتين في بيت لاهيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية يبلغ 70 قتيلا. ولم تؤكد وزارة الصحة الفلسطينية حتى الآن سقوط هذا العدد من القتلى.

وفي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة واتهم إسرائيل "باستخدام سلاح التجويع ضد المواطنين (في شمال غزة) بهدف تهجيرهم عن أرضهم ومنازلهم".

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته التي تنفذ عمليات في بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون منذ الخامس من أكتوبر تستهدف منع مسلحي حركة حماس من معاودة تنظيم صفوفهم وشن هجمات من تلك المناطق. وقال سكان إن الجيش ينفذ عمليات إخلاء في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا للاجئين.