حقن إنقاص الوزن تحمل فوائد بعيدة المدى

"سيماغلوتايد" يبطئ الشيخوخة البيولوجية ويساعد الناس على العيش لفترة أطول.
الاثنين 2024/09/09
فوائد تتجاوز ما توقعه الباحثون والخبراء

بعد ثبوت فاعليتها في علاج مرض السكري وخفض الوزن تبين أن لحقن “ويغوفي” و”أوزمبيك” فوائد كثيرة مثل منع قصور القلب والتقليل من وفيات كوفيد وعلاج أمراض الكلى وخفظ ضغط الدم. كما أنها تعمل على تقليل الالتهابات المرتبطة بالسرطان والخرف. ووجدت نتائج 11 دراسة أن حقن إنقاص الوزن تعمل مثل “منظم الحرارة” في خفض الالتهاب الأساسي للقلب.

لندن - أظهرت دراسات بارزة عُرضت في أكبر مؤتمر لأمراض القلب في العالم أن حقن إنقاص الوزن، مثل “ويغوفي” و”أوزمبيك”، لها فوائد بعيدة المدى تتجاوز ما تخيله الباحثون في البداية.

ويقول الأطباء إن هناك أدلة كبيرة على أن المكون الرئيسي في هذه العقاقير، “سيماغلوتايد”، يمكن أن يبطئ الشيخوخة البيولوجية ما يساعد الناس على العيش لفترة أطول.

وأظهرت مجموعة من الدراسات، التي عُرضت على 30 ألف مندوب، أن الحقن الأسبوعية يمكن أن تمنع قصور القلب وتقلل من وفيات “كوفيد” وتعكس أمراض الكلى وتقلل من ارتفاع ضغط الدم.

ويبدو أن النتائج تعني أن “أدوية إنقاص الوزن تستهدف عددا من الأمراض المزمنة أيضا”، وفقا للخبراء.

كما يزعم العلماء أنهم واثقون الآن من أنها تعمل عن طريق تقليل الالتهابات المرتبط بالسرطان والسكري والخرف وأمراض القلب.

وقال الدكتور هارلان كرومولز، الأستاذ في كلية الطب بجامعة ييل، إن هذه العقاقير يجب النظر إليها الآن باعتبارها علاجا متعدد الأغراض الطبية.

مضيفا في حديثه ضمن مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في لندن “هل هي ينبوع الشباب.. أود أن أقول إنك إذا كنت تعمل على تحسين صحة القلب والأيض لدى شخص ما بشكل كبير، فإنك تضعه في وضع يسمح له بالعيش لفترة أطول وأفضل. لن يفاجئني أن تحسين صحة الناس بهذه الطريقة يؤدي في الواقع إلى إبطاء عملية الشيخوخة”.

الحقن يمكن أن تمنع قصور القلب وتقلل من وفيات كوفيد وتعالج أمراض الكلى وتقلل من ارتفاع ضغط الدم

وفي أكبر عرض للأبحاث العالمية حول تأثير حقن إنقاص الوزن على صحة القلب، وجدت نتائج 11 دراسة أنها تعمل مثل “منظم الحرارة” في خفض الالتهاب الأساسي.

وقال البروفيسور سوبود فيرما، المعد الرئيسي لإحدى الدراسات من جامعة تورنتو، إن هذا مهم لأنه لا توجد أدوية مضادة للالتهابات لعلاج قصور القلب.

وأظهرت دراسة أخرى أن “سيماغلوتايد” أدى إلى انخفاض ضغط الدم المقاوم للعلاج، ما ساعد ثلث المرضى المشاركين في الدراسة ممن فشلت الأدوية معهم سابقا.

كما وجدت تجربة أجريت على 17 ألف شخص، بدأت قبل تفشي فايروس كورونا، أن أولئك الذين يتناولون عقار “سيماغلوتايد” كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 34 في المئة عند الإصابة بفايروس كوفيد – 19 مقارنة بمن لم يتناولوا العقار.

وقال الدكتور جيريمي صموئيل فاوست، قائد الدراسة من كلية الطب بجامعة هارفارد، إن التأثير كان أشبه باللقاح ويمكن أن ينطبق على العديد من الالتهابات الأخرى.

يذكر أن مجموعة من المشاهير، بما في ذلك إيلون ماسك، روجت لحقن إنقاص الوزن، التي تحاكي عمل هرمون يسمى “جي.أل.بي ـ 1” لتقليل الشهية.

وتم إثبات أن “سيماغلوتايد” يقلل الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية بمقدار الخمس.

تشير الأبحاث إلى أن حقن إنقاص الوزن “المعجزة” يمكن أن تساعد في تعزيز صحة الدماغ وحتى تقليل اعتماد الناس على النيكوتين.

وتمت الإشادة بعقار “سيماغلوتايد” والذي يباع تحت الأسماء التجارية “أوزمبيك” و”ويغوفي” و”رويبلسيس”، باعتباره إنجازا رائدا في الحرب على السمنة.

ووفقا لخبراء بريطانيين، يمكن لهذه الحقن أيضا أن تقلل من خطر التدهور المعرفي، وتعاطي المخدرات، وحتى التهاب الدماغ، مقارنة بأدوية السكري الأخرى.

أدوية إنقاص الوزن تستهدف عددا من الأمراض المزمنة

ولم يحدد الباحثون لماذا قد تساعد الأدوية التي تنتمي إلى فئة من الأدوية تسمى منبهات “جي.أل.بي - 1”، بهذه الطريقة.

وبدلا من ذلك، وصفوا النتائج بأنها مهمة وقالوا إنها يمكن أن تمهد الطريق لعلاجات جديدة، لكنهم حذروا من أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.

وقال الدكتور ريكاردو دي جيورجي، خبير الطب النفسي للبالغين في جامعة أكسفورد والمؤلف الرئيسي للدراسة، “تشير نتائجنا إلى أن استخدام سيماغلوتايد يمكن أن يمتد إلى ما هو أبعد من إدارة مرض السكري، ما قد يقدم فوائد غير متوقعة في العلاج والوقاية من التدهور المعرفي وإساءة استخدام المواد. وبالتالي فإن نتائج دراستنا لا تساعد فقط في طمأنة الملايين من المرضى الذين يعتمدون على سيماغلوتايد لإدارة مرض السكري، ولكن إذا تم تأكيدها، فقد تكون لها أيضا آثار كبيرة على الصحة العامة من حيث تقليل العجز المعرفي ومعدلات التدخين بين مرضى السكري”.

وأضاف الدكتور ماكس تاكيه، المؤلف المشارك في الدراسة والخبير في علاج الاضطرابات النفسية في جامعة أكسفورد، “دراستنا قائمة على الملاحظة، وبالتالي يجب تكرار هذه النتائج في تجربة عشوائية لتأكيد وتوسيع نطاق النتائج التي توصلنا إليها. ومع ذلك، فهي أخبار جيدة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية، والذين هم في خطر متزايد للإصابة بمرض السكري”.

وفي الدراسة، تتبع الباحثون أكثر من 120 ألف أميركي مصابين بمرض السكري من النوع الثاني بين عامي 2017 و2021.

وعلى مدى عام من المتابعة، قاموا بمقارنة مخاطر 22 حالة عصبية ونفسية بين المرضى الذين يتناولون عقار “سيماغلوتايد” مع أولئك الذين يتناولون دواء “سيتاغليبتين” لمرض السكري من النوع الثاني.

وتم تحليل مجموعة ثانية من مستخدمي “سيماغلوتايد” مقارنة بمن يتناولون “إمباغليفلوزين” و“غليبيزيد”، وكلاهما أيضا من أدوية مرض السكري من النوع الثاني.

وتشمل الحالات الـ22 التي تم تقييمها التهاب الدماغ، ومرض باركنسون، والعجز المعرفي، والخرف، والصرع، والصداع النصفي، والأرق، واضطرابات الأعصاب، وأمراض العضلات، والنزيف داخل الجمجمة.

في أكبر عرض للأبحاث العالمية حول تأثير حقن إنقاص الوزن على صحة القلب، وجدت نتائج 11 دراسة أنها تعمل مثل “منظم الحرارة” في خفض الالتهاب الأساسي

ومن بين الأمراض الأخرى السكتات الدماغية، وإساءة استخدام الكحول، وإساءة استخدام المواد الأفيونية، وإساءة استخدام القنب، وإساءة استخدام المنشطات، وإساءة استخدام النيكوتين، والذهان، والاضطراب الثنائي القطب، والاكتئاب، والقلق، واضطراب الوسواس القهري، والانتحار.

وكتب العلماء في مجلة “إي كلينيكل ميدسين”، “لم يرتبط سيماغلوتايد بزيادة خطر حدوث نتائج عصبية ونفسية. بدلا من ذلك، بعد تصحيح الاختبارات المتعددة، ارتبط سيماغلوتايد بانخفاض خطر العديد من هذه النتائج”.

ولوحظ أكبر انخفاض في المخاطر في التهاب الدماغ، حيث كان لدى المرضى الذين يتناولون “سيماغلوتايد” احتمال أقل بنسبة 74 في المئة للإصابة بالحالة مقارنة بمن يتناولون “غليبيزيد” وأقل بنسبة 65 في المئة من مرضى “سيتاغليبتين”.

كما كان لدى مستخدمي “سيماغلوتايد” احتمال أقل بنسبة 28 في المئة للإصابة بالتدهور المعرفي مقارنة بمن يتناولون أدوية السكري الأخرى.

ولوحظت انخفاضات كبيرة أخرى في الإصابة بالخرف، حيث كانت هناك احتمالات أقل بنسبة 48 في المئة مقارنة بـ“سيتاغليبتين” و37 في المئة لـ“غليبيزيد”.

وبلغت نسبة إساءة استخدام النيكوتين أقل من 28 في المئة مقارنة بـ“غليبيزيد” و23 في المئة مقارنة بعقار “إمباغليفلوزين”.

ومع ذلك، أقر الباحثون بأن الدراسة بها “العديد من القيود” بما في ذلك عدم التحكم في المتغيرات مثل ما إذا كان المريض ملتزما بتناول أدويته بانتظام، فضلا عن أن الدراسة قائمة على الملاحظة.

16