حفلات نسائية في شوارع أفغانستان

ثريا حسيني مغنية أفغانية تحدت القيود الاجتماعية الصارمة في أفغانستان عندما قررت أن تغني في أول حفل تحييه امرأة في شوارع كابول.
الجمعة 2019/04/05
الأفغانيات يكسرن المحظور

إحياء مغنية لحفل في شوارع أفغانستان يعد انتصارا للمرأة في بلد يتعامل مع النساء وأمور الترفيه بنظرة محافظة جدا، كما أنه خطوة إيجابية نحو المزيد من تحرير المرأة الأفغانية من كل أشكال الضغوط المقصية لها في كافة المجالات.

كابول - لم تكن ثريا حسيني متأكدة مما سيحدث لها عندما قررت أن تغني في أول حفل تحييه امرأة في شوارع كابول في ما تعيه ذاكرة الأفغان الحديثة.

وخشيت حسيني (20 عاما)، التي فرت عائلتها من الحرب الأهلية إلى إيران خلال التسعينات، على سلامتها، لكن نحو 50 شخصا شاهدوا الحفل الذي لم يعلن عنه والذي أحيته فرقة الشابة العشرينية التي تعرف باسم “أزادي” في حي كارته تشار بكابول في مارس الماضي وغنوا وصفقوا مع الموسيقى.

وقالت حسيني “البعض كان يعارض هذا الحفل، لكننا لم نستسلم.. كلنا نخاف من التفجيرات الانتحارية والانفجارات والخطف وما شابه في هذا البلد”.

وكان الحفل حدثا غير معتاد سواء من حيث تنظيمه في الشارع أو من حيث رد الفعل الإيجابي الذي لقيه في بلد يتعامل مع النساء وأمور الترفيه بنظرة محافظة جدا.

وظهر في تناقض صارخ، تسجيل فيديو هذا الأسبوع وانتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي لرجال يجلدون امرأة، وتردد أن ذلك عقاب من طالبان على الغناء علنا. ولم يتضح متى تم تصوير الفيديو، لكنه أثار انتقادات شديدة على الإنترنت لطالبان.

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، إنه لا يمكنه تأكيد أن الفيديو يصور أعضاء في الجماعة وإنه يجري التحقيق في الواقعة.

وتناولت محادثات السلام المكثفة بين الولايات المتحدة وطالبان مكانة المرأة في المجتمع الأفغاني. ومنعت طالبان النساء من عزف الموسيقى أو الظهور دون نقاب في الأماكن العامة عندما سيطرت على أفغانستان من 1996 إلى 2001.

ومن بين مظاهر التغيير التي حدثت منذ الإطاحة بطالبان زهرة إلهام التي أصبحت الشهر الماضي أول امرأة تفوز بمسابقة “نجم أفغانستان” الغنائية منذ 14 عاما عندما بدأ تلفزيون “تولو” المحلي في عرض البرنامج الشهير وهو النسخة الأفغانية من برنامج أميركان أيدول.

وقالت إلهام (18 عاما) “أخيرا صوتوا لامرأة. في هذا اليوم أحسست بالعدالة.. لقد سمحوا لفتاة بالمضي قدما”. ومع ذلك تقول إن البعض لم يحتفل بنجاحها وتتذكر ليلة مخيفة سارت فيها كيلومترين من الأستديو التلفزيوني إلى منزلها في يناير الماضي عندما بدأت شهرتها تتنامى.

وأضافت إلهام المنتمية إلى أقلية الهزارة التي عانت من التمييز طويلا في أفغانستان “كان الجميع يسخرون مني في الطريق.. كانت هناك تعليقات حول الأصل العرقي لأنه في قبيلتنا لا يحبذ أن تكون الفتاة مغنية. الآن زاد خوفي”.

وحظيت الصحافية التلفزيونية فرح ناز فوروتان بدعم كبير حينما أطلقت الشهر الماضي حركة على وسائل التواصل الاجتماعي بوسم “خطي الأحمر” لتشجيع النساء والرجال على الإعلان عن الحقوق التي لن يتنازلوا عنها. وأطلقت فوروتان الحركة بالإعلان عن أن قلمها الذي يرمز لمهنتها هو خطها الأحمر.

وحظي فيديو فوروتان بالمشاهدة 12 ألف مرة تقريبا على فيسبوك. وهي تعتزم زيارة جميع الأقاليم الأفغانية وعددها 34 لتوسيع حملتها. وسجل أنصار الحملة فيديوهات بالهواتف الذكية يعلنون فيها عن خطوطهم الحمراء، وكانت من بينهم محامية تتحدث عن عملها في الدفاع عن حقوق النساء.

وأفادت فوروتان “نؤكد أننا لن نعود إلى الوراء”، مشيرة إلى عهد طالبان. وتعتزم حسيني الغناء في حفلين آخرين في شوارع أفغانستان، قائلة “أتوقع مستقبلا جيدا في أفغانستان”.

24