حفلات الراي ممنوعة في الجزائر بسبب "حُرُمة" رمضان

السلطات الجزائرية تخضع لضغوط وتلغي حفلات راي مقررة خلال شهر رمضان، ما تسبب في جدل واسع بين موافق ورافض. وكان "ملك الراي" الشاب خالد أبرز المتضررين من القرار.
الاثنين 2018/05/28
حتى الشاب خالد ممنوع في رمضان

الجزائر – أثار الإعلان عن إقامة حفلات غنائية خلال شهر رمضان في الجزائر موجة احتجاج وجدل في أوساط شعبية وسياسية، ما أدى إلى إلغاء بعضها.

وأعلنت مؤسسة “نيو لايف” (الحياة الجديدة) عن تنظيم حفل غنائي، في 26 مايو الجاري، في محافظة بجاية (شرق).

كما أعلنت مؤسسة أخرى عن إقامة حفلات فنية في تيزي وزو (شرق)، بداية من يونيو المقبل. لكن دار الثقافة في بجاية أعلنت إلغاء الحفل، بداعي عدم امتلاك منظميه لترخيص رسمي.

وقالت في بيان مقتضب “بسبب برمجة وكالة (شركة) خاصة حفلا غنائيا بدار الثقافة، السبت 26 مايو الجاري، دون الترخيص لها، تقرر إلغاء الحفل”.

كما ذكرت جريدة “الشروق” (خاصة)، في 17 مايو الجاري، أنه تم إلغاء حفل الفنان الجزائري ألجيرينو، وكان مقررا في 25 من الشهر نفسه، بملعب “أول نوفمبر” في تيزي وزو.

وذكرت الصحيفة أن الإلغاء جاء بعد احتجاج سكان تيزي وزو، برفع لافتات يرفضون فيها إقامة سهرات فنية في مدينتهم خلال شهر رمضان.

وفي الأسبوع الأول من رمضان عبّر نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي عن احتجاجهم ورفضهم لاحتضان تيزي وزو وبجاية حفلات لفناني راي في رمضان، وسط ردود فعل متباينة بين أحزاب سياسية. وبالمقابل سخر رضا بوذراع، نائب برلماني عن حزب “التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية” (علماني/ معارض)، من إلغاء حفل بجاية، مشيرا إلى معارضي الحفلات، وكتب بوذراع على فيسبوك، في 24 مايو الجاري “كلّما قلّ عددهم كلّما زاد انتشارهم”.

وتابع “نحن في شهر مايو وأردنا في بجاية الاحتفال بالذكرى الـ37 لأحداث 19 مايو 1981″، حين خرج سكان بجاية للمطالبة باعتبار الأمازيغية لغة رسمية.

وأوضح النائب أن الهدف هو “تكريم العملاق محمد هارون (مناضل أمازيغي) بإحياء سهرات غنائية ينشطها فنانو راي”.

فيما قال شافع بوعيش، نائب عن حزب “جبهة القوى الاشتراكية” (أقدم حزب معارض بالجزائر) إن الحزب ليس ضد تنظيم حفلات غنائية، سواء في رمضان أو في أوقات أخرى، بمحافظة بجاية أو تيزي وزو.

وأضاف بوعيش أن “الحزب تدخل لإلغاء الحفل احتراما لمشاعر الناس”. وأردف “مديرية الثقافة لبجاية ليس لها الحق في إعطاء ترخيص، وهذا رغم رفض مدير دار الثقافة لشركة خاصة بتنظيم حفل ينشطه فنانون لا علاقة لهم بالفن”. وأكد أن “بجاية بتاريخها وحضارتها وثقافتها تستحق أن تكون عاصمة الثقافة الأمازيغية”.

ودعا بوعيش وزارة الثقافة إلى “تعيين مسؤولين أكفاء على رأس القطاع، وليس أشخاصا يجنون المال من مؤسسات لا علاقة لها بالفن والثقافة”. واعتبر أن “تدخل الحزب لإلغاء حفل 26 مايو يأتي خوفا من حدوث أي انحراف”.

وفي واقعة مشابهة ألغت سلطات محافظة قسنطينة (شرق)، في 15 مايو الجاري، حفل “ملك الراي” الشاب خالد.

وكان هذا الحفل مقررا في رمضان من جانب إدارة نادي شباب قسنطينة لكرة القدم، بالتنسيق مع الديوان الجزائري للثقافة والإعلام (حكومي).

ووفق الصحافة المحلية فإن الشاب خالد كان سيغني في هذا الحفل بمناسبة تتويج شباب قسنطينة بلقب الدوري الجزائري لكرة القدم لموسم 2017-2018.

وجاء الإلغاء بطلب من جماهير الفريق، الذين طالبوا إدارة النادي والسلطات المحلية بإلغاء الحفل، لكونه لا يتناسب وحرمة الشهر الفضيل، وفق الإعلام المحلي.

ونفت المكلفة بالإعلام في الديوان الوطني للثقافة والإعلام، خديجة دحماني، أن يكون الديوان هو الذي رتب لحفل الشاب خالد.

وبموازاة إلغاء تلك الحفلات، تنظم مؤسسات ثقافية حكومية، مثل الديوان الوطني للثقافة والإعلام ومؤسسة فنون وثقافة، فعاليات في مختلف المحافظات.

وتقيم هذه المؤسسات سهرات فنية طربية، تتنوع بين حفلات الإنشاد الديني والفن الشعبي والموسيقى الأندلسية، إلى جانب إقامة عروض مسرحية ولقاءات فكرية وثقافية.

24