حضور المرأة في وسائل الإعلام لا يتناسب مع إمكانياتها

الرباط - أكد عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، أنَّ حضور النساء في وسائل الإعلام، في عدد كبير من دول العالم، لا يتناسب إطلاقاً مع القدرات التي يملكنها، ولا يتطابق مع الحقوق التي كفلتها لهن القوانين الدولية.
وأضاف التويجري في تصريح لـ”العرب” مباشرة بعد عودته من جنيف، والمشاركة في اجتماع عقد بالتعاون بين اليونيسكو والتحالف العالمي بشأن وسائل الإعلام والنوع الاجتماعي، الأسبوع الماضي، أن ضعف حضور المرأة في الإعلام ينعكس على الفرص التي تُتاح للنساء لممارسة المهام التي هن جديرات بها، وهو ما له الأثر القوي في تضاؤل آثار التنمية وانعكاساتها على مستويات تقدم تلك الدول.
وتحدث عن ضرورة النظر اليوم إلى مشاركة النساء في قيادة مجتمعاتهن وتمثيلهن في وسائل الإعلام والتكنولوجيا، مقارنة مع نظرائهن من الرجال، حيث أن هناك عوامل كثيـرة، عميقة ومتجذرة، تساهم في عدم إنصاف النساء بإتاحة الفرص لهن للقيـام بالأدوار المجتمعية، بما في ذلك الأدوار القيادية في المجالات كافة.
وأوضح المدير العام للإيسيسكو، أن النساء، وإن كن يمتلكن القدرات الكاملة والاستعدادات اللازمة، مثلهن مثل الرجال، إلاّ أن قوة الضغوط الاجتماعية الناتجة إما عن الخلفيات الثقافية، أو عن سوء الأوضاع الاقتصادية، تحول دون أن يمارسن دورهن في البناء الاقتصادي والنماء الاجتماعي والاستقرار السياسي على مختلف المستويات، وهو ما يحرم المجتمعات الإنسانية من الطاقات الكبيرة التي لدى النساء، وفي ذلك ظلم لهن، وظلم للمجتمعات التي ينتمين إليها، بل ذلك ظلم للإنسانية جمعاء.
وأوضح التويجري، اهتمام المجتمع الدولي ممثلاً في اليونيسكو، بتعزيز التعاون الإنمائي حول النوع الاجتماعي ووسائل الإعلام، من منطلق أن تفعيل مساهمة النساء في تطوير مجتمعاتهن، يمر عبر وسائل الإعلام باعتبار أنها تفتح الآفاق الواسعة أمامهن للنهوض بالمهام الموكلة إليهن، على الوجه الذي يحقق الأهداف الإنمائية، ويساهم في استقرار المجتمعات الإنسانية وترسيخ قواعد الأمن والسلم في العالم.
وبيَّن أن رسالة الإعلام ودوره الفاعل المؤثر المنوط به، يكمنان في الدور الذي لا يكتمل إلا بانخراط الحكومات والمجالس النيابية المنتخبة والمجتمع المدني بصورة عامة، في النهوض بدور المرأة، في إطار شراكة مجتمعية يتحمّل كل طرف فيها مسؤوليته في تحقيق الأهداف الإنمائية التي تعزز حضور النوع الاجتماعي، ليس في وسائل الإعلام فحسب، بل في جميع المرافق الحيوية في الدولة.
وخلص التويجري إلى أن مبدأ التعاون الدولي مستوعب لجميع الأمم والشعوب، وشامل لمختلف أوجه النشاط الإنساني الذي يهدف إلى ازدهار الحياة والرقيّ بالإنسان وتنمية المجتمعات والنهوض بها، مشيراً إلى أن التعاون الشامل أخذ في التنامي طوال العقود السبعة الأخيرة، بعد تأسيس الأمم المتحدة، حتى صار اليوم تعاوناً دولياً متعدد الأغراض، متنوّع المجالات، يصبّ في اتجاه واحد، ألا وهو إنماء الحياة الإنسانية.