حضانة في دبي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتنمية الطفولة المبكرة

دبي ـ يقف كلب آلي في استقبال أطفال إحدى دور الحضانة في دبي في إطار نهج مبتكر للتعليم المبكر يجمع بين التكنولوجيا المتقدمة وأساليب التعلم التقليدية.
وبعد بدء يومهم مع رفيق مرح مدعوم بالذكاء الاصطناعي في (مركز فريندلي للطفولة المبكرة)، يمارس الأطفال الأنشطة ويحضرون الفصول الدراسية التي يعتمد الكثير منها على استخدام تكنولوجيا متقدمة لتحفيز عقول الصغار.
تشدد المديرة التنفيذية للمركز إيكاترينا البكري على ضرورة الحفاظ على التوازن بين التعليم التقليدي ودمج التكنولوجيا المتقدمة.
وقالت إيكاترينا لتلفزيون رويترز “نعتقد بأن الذكاء الاصطناعي ليس هو الأساس للتعلم والمعرفة لكنه يعزز الإبداع ويحفز عقل الطفل على التفكير غير التقليدي وتطبيق ما يحصل عليه من معرفة في العالم الأوسع (من حوله)”.
تستخدم دار الحضانة ألواح الكتابة التفاعلية وصناديق وأرضيات رملية، وهو ما يكبدها تكلفة باهظة، ولذلك تصل الرسوم الدراسية السنوية فيها إلى 80 ألف درهم إماراتي (21780 دولارا).
الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع ويحفز عقل الطفل على التفكير غير التقليدي وتطبيق ما يحصل عليه من معرفة في العالم الأوسع
وأضافت إيكاترينا “كنا مدركين أن الاستثمار في إنشاء مثل هذه الحضانة سيكون كبيرا، لكننا مضينا قدما لأننا أردنا أن نُظهر، ليس فقط لدولة الإمارات العربية المتحدة حيث أول فرع دولي لنا، بل للعالم أن مثل هذه الحضانة موجودة بالفعل. نعم، رسومنا مرتفعة، ربما تكون أعلى قليلا من المعتاد، لكن وزارة (التعليم) وافقت عليها”.
وقالت رينوكا نياياديش، المحاضرة في مجال هندسة البرمجيات بجامعة بولتون، إن مع بدء المزيد من المؤسسات التعليمية في تطوير مستقبل التعليم لديها وفي توفير لمحة عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في تطوير التعليم للجيل القادم، يحتاج الآباء والمعلمون والطلبة إلى العمل معا لإنجاح هذا النهج الجديد.
وأضافت “لدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي… سيكون على أولياء الأمور والمعلمين والطلاب العمل معا كفريق… حتى يتم دمج الذكاء الاصطناعي بشكل فعال (في العملية التعليمية)”.
ولبعض الوقت، كان الذكاء الاصطناعي بعيدا عن تكنولوجيا التعليم، ولكنه يكتسب مؤخرا اعتمادا على نطاق واسع. ويتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانية إحداث ثورة في طريقة التدريس والتعلم، مما يجعل التعليم أكثر كفاءة وفعالية.. من التعلم المخصص إلى أتمتة المهام الإدارية، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من الطرق في التعليم.
يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير عملية إنشاء الدورة وخطة الدروس في التعليم، مما يجعله أسرع وأكثر كفاءة من أي وقت مضى. ويمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تساعد المعلمين في إنشاء دورات وخطط دروس مخصصة عالية الجودة تتماشى مع احتياجات طلابهم واهتماماتهم.
ويساعد تعليم الذكاء الاصطناعي الأطفال على فهم العالم الذي يعيشون فيه بشكل أفضل ويحسن قدرتهم على التفكير النقدي وحل المشكلات، إذ تتطلب التقنية من المستخدمين التفكير بشكل منهجي ومنظم والعمل على حل المشكلات بطريقة منطقية وفعالة. وهذا يساعد الأطفال على تطوير قدراتهم العقلية. كما أنه يساعدهم على التفاعل مع التقنية بشكل أفضل. إذ تتطلب التقنية من المستخدمين فهم كيفية استخدامها بشكل آمن وفعال والحفاظ على خصوصيتهم. وتعلم هذه المهارات التعليمية والاجتماعية مهم بشكل خاص في هذا العصر الرقمي الحديث، حيث تتعدد وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات التي يستخدمها الأطفال بشكل يومي. فيمكن للتقنية أن تساعد الأطفال على تعلم اللغات الأجنبية وتحسين قدراتهم اللغوية بشكل عام، كما يمكن استخدام التقنية لتعزيز التعليم الذاتي والتفاعل مع زملائهم في الفصل وحول العالم.

ويشير الخبراء إلى أن التقنية الحديثة تتطور بشكل سريع في هذا العالم الرقمي المتغير باستمرار، فتحتاج إلى رقابة من الآباء والمعلمين لدعم تعليم الأطفال حول مخاطر التقنية وكيفية الحفاظ على سلامتهم على الإنترنت لضمان التفاعل الآمن والمسؤول مع هذه التقنية، ويمكن القيام بذلك من خلال الخطوات التالية:
- تعليم الأساسيات: يجب أن تكون لدى الآباء والمعلمين معرفة بسيطة بالذكاء الاصطناعي وكيف يعمل، حتى يتمكنوا من تعليم الأساسيات للأطفال وشرح الأفكار والمفاهيم الأساسية بشكل سلس.
- تشجيع الأطفال على التفاعل الآمن: يجب على الآباء والمعلمين تشجيع الأطفال على التفاعل الآمن والمسؤول مع التقنية، عن طريق إبقائهم على اتصال بالعائلة والأصدقاء فقط، وعدم الإفصاح عن المعلومات الشخصية على الإنترنت، والتأكد من استخدام برامج الحماية الأساسية لجهاز الكمبيوتر.
- تحديد الأنشطة المناسبة: يجب على الآباء والمعلمين تحديد الأنشطة المناسبة للأطفال، مثل تحميل الألعاب التعليمية والتفاعلية التي تعزز المهارات العقلية والاجتماعية للأطفال.
- الإشراف والمراقبة: يجب على الآباء والمعلمين المراقبة والإشراف على استخدام الأطفال للتقنية والتأكد من أنهم يستخدمونها بطريقة صحيحة ومسؤولة، وتوجيههم في حال احتياجهم إلى ذلك.
- التعاون مع المدارس: يمكن للآباء التعاون مع المدارس لتعزيز تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال، عن طريق العمل مع المدرسين لتحديد الأنشطة المناسبة وتقديم التدريب والدعم اللازم.
- الاطلاع المستمر: ينبغي على الآباء والمعلمين الاطلاع على آخر مستجدات التقنية وتحديث معرفتهم بشكل مستمر، حتى يتمكنوا من توجيه الأطفال بشكل أفضل.
ويجزم الخبراء أن تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال سيكون تحديا مهما في عصر التكنولوجيا الحديثة، ولكن باستخدام الخطوات المناسبة والمنهجية الصحيحة يمكن تحقيق هذا الهدف بنجاح على أن يكون التعليم في إطار شيق وممتع ومحفز، وأن يتم بتعاون بين الآباء والمعلمين والأطفال، وذلك لتحسين تعليم الأطفال وتطوير مهاراتهم العقلية والاجتماعية.