حسن يوسف: "دنيا جديدة" يعيد الإخوان إلى صحيح الدين

الممثل المصري حسن يوسف الذي بدأ حياته مشرفا مسرحيا بإحدى المدارس الحكومية حتى قدمه المخرج صلاح أبوسيف، ليبدأ مشواره الفني من خلال فيلم “أنا حرة” عام 1959، قال لـ”العرب” إنه حاول من خلال مسلسل “دنيا جديدة” تقديم نصائح إلى الإخوان والجماعات المتطرفة بالعودة إلى صحيح الدين، وبالتالي لفت نظر الشباب إلى عدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة.

وقال: لم أكن خائفا من ردة الفعل، سواء من المتطرفين أو من غيرهم، ويوميا وبمحض الصدفة كانت كل حلقة تعبر عن الحالة التي تمر بها مصر وقت إذاعة المسلسل.

ورصد المسلسل الصراع بين الإسلام الوسطي المعتدل، وبين المتأسلمين، الذين يسعون إلى المتاجرة بالدين، من أجل تحقيق مكاسب سياسية، كما يتناول الأوضاع الحالية بشكل مقارب للواقع.

وعن رأيه في تقبل مثل هذه الجماعات للمسلسل قال “إما أنهم شاهدوه واقتنعوا، أو أنهم قالوا هذا كلام فارغ”، لافتا إلى أنه يتوقع أن الرسالة التي يحملها المسلسل قد وصلت إلى العديد من الشباب المنتمين إلى هذه الجماعات، واقتنعوا بها دون الإعلان عن ذلك.

لا للإسفاف

كشف حسن يوسف أنه لا يتابع أي عمل فني في رمضان عموما، حتى وإن كان مسلسله، لذلك لا يستطيع تقييم الأعمال الدرامية التي يشاهد بعض حلقاتها خلال الفترة الراهنة، مشيرا إلى أنه رأى اهتمام النقاد بالفنانة نيللي كريم في مسلسلها “تحت السيطرة”، والفنان أحمد السقا في مسلسل “ذهاب وعودة” وهما يستحقان ذلك.

في ما يتعلق باختياراته المقبلة في عالم الدراما، أكد حسن يوسف لن يقبل بأي مسلسل يحتوي على إسفاف ولا يحترم عقلية المشاهد أو يخدش الحياء، مشددا على رغبته في تقديم عمل يستفيد منه الناس بتقديم نصيحة في المنزل أو العمل بشكل غير مباشر، حيث أن الشكل المباشر دائما غير مقبول في الفن.

ومع ذلك فيوسف الذي واجه انتقادات حادة بعد مشاركته في مسلسل “زهرة وأزواجها الخمسة” مع الفنانة غادة عبدالرازق قبل أعوام، برر قبوله المشاركة في ذلك العمل بأن شخصية فرج أبواليسر التي جسدها، كانت مغرية دراميا لأي فنان.

وأضاف: “كنت أريد من خلالها إلقاء الضوء على مثل هذه النوعيات من رجال الأعمال، وتقديم نصيحة لهم بضرورة توظيف أموالهم في خدمة الناس بدلا من البحث عن الملذات وتعدد الزوجات”.

ومن التلفزيون إلى السينما التي شهدت ذروة نجوميته، أكد حسن يوسف أن الحالة التي تمر بها السينما خصوصا، ومعها المسرح أيضا في السنوات الماضية تشبه “لمبة تضيء وتنطفئ”، لافتا إلى أن ذلك يتضح في المسرح أكثر من السينما، حيث أن نشاطه تراجع كثيرا خاصة بعد غياب المسرح الخاص كليا.

وقال “المسرح بيتي الأساسي وتم تكريمي في عيد المسرح القومي العام الماضي، وفي حال عودتي سيكون من خلال المسرح القومي، وأفضل أن تكون في رواية كوميدية”.

أما بالنسبة إلى السينما فقد عادت إلى نشاطها خلال العامين الأخيرين بعد مرحلة ركود أثناء حكم الإخوان لمصر، مضيفا أنه يختلف مع من يهاجمون المنتج محمد السبكي تاجر اللحوم الذي أصبح شبه محتكر لصناعة السينما في السنوات الأخيرة.

ونوه بأن “من يملك المال ينتج ونشكره على ذلك، خاصة في الوقت الراهن، ولا ننسى أن السينما منذ ثورة يناير 2011 في تراجع مخيف وإحجام من كل المنتجين إلاّ السبكي الذي ينتج 4 أفلام في العام، وهذا ما جعلنا نشعر أن هناك سينما ما زالت موجودة”.

عن أسباب ابتعاده عن الإنتاج الفني بعد أن قطع فيه مشوارا خلال ثمانينات القرن الماضي، قال يوسف “كنت أنتج لتقديم أفلام جيدة، لكن عقب موجة أفلام المقاولات توقفت عن الإنتاج أنا والفنان الراحل نور الشريف والفنان محمود ياسين في وقت واحد تقريبا”، لافتا إلى أنه بعد أن استقرت الأحوال كان عدد كبير من المنتجين قد دخلوا إلى السوق، ولم نكن نستطيع منافستهم بقدراتنا المالية الضعيفة.

سيرة مجد

أوضح يوسف (80 عاما) أنه سيعود إلى السينما بشرط أن يتناسب الدور مع سنه وتاريخه وقال “إن كان من الصعب العثور على عمل يضيف إلى رصيدي الفني المشرف، فسوف أرفض في المقابل أي عمل ينال من هذا الرصيد”، مشيرا إلى أنه خلال الفترة الماضية عرض عليه الظهور كضيف شرف في فيلمين، لكنه رفض.

ما لا يعرفه الكثيرون أن حسن يوسف يعكف منذ فترة على كتابة سيرته الفنية وعلاقاته بكبار النجوم في تاريخ السينما والمسرح المصريين، الكتاب يحمل “نصف قرن في عالم الفن”، وسوف يكشف الكثير من التفاصيل التي لا يعرفها الناس عن القامات الفنية الشهيرة أمثال يوسف وهبي وحسين رياض وسعاد حسني وعبدالحليم حافظ وغيرهم. ومع ذلك يؤكد يوسف أنه لن يضمّن الكتاب أسرارا شخصية لأي نجم، لأن الهدف من صدوره كما يقول “منح خبرتي وتجاربي لجيل جديد من الفنانين وأيضا المشاهدين، وليس هتك الأسرار وفضح الخصوصيات”.

وبشأن أعماله الجديدة قال يوسف لـ”العرب”: إن الفنان الشاب تامر عبدالمنعم تحدث معه بخصوص مسلسل يكتبه حاليا، ليكون جاهزا للتصوير ثم العرض في رمضان المقبل، لكنه لم يحسم أمره للمشاركة فيه من عدمها حتى الآن، إذ يقول: “أنتظر حتى ينتهي من كتابة الحلقات كلها، ثم أبدي رأيي بالموافقة من عدمها”.