حسن المغربي يضحك الفرنسيين على كل شيء إلا السياسة

الفكاهي المغربي المقيم في موناكو يُكثر في عروضه من الحديث عن حياته وأصوله وعائلته وتقليد والده.
السبت 2018/10/27
ممرض سلاحه النكتة

عرفت فرنسا جيلا جديدا من الفكاهيين من أصول مغاربية، عرفوا بجرأتهم في نقد واقعهم كمهاجرين، كما عرفوا بالتندر على علاقاتهم مع عائلاتهم وهم الذين تربوا بثقافة فرنسية، في حين أن عائلاتهم تعاملهم بثقافة البلدان التي أتوا منها، الفكاهي المغربي حسن أحد هؤلاء الذين اعتلوا المسارح الفرنسية.

موناكو - يستقطب الفكاهي المغربي حسن المقيم في موناكو جمهورا عريضا يملأ مقاعد حفلاته بالكامل لمشاهدة عروض يسخر فيها من البذخ المفرط في الإمارة متطرقا خصوصا إلى محاولاته للاندماج كـ”عربي حقيقي” في هذا المجتمع.

وصل حسن إلى هذه الإمارة الأوروبية الصغيرة على ساحل البحر المتوسط وهو في سن ثلاثة أشهر، ويعمل الآن ممرض تخدير.

لكنه قرّر أن ينطلق في مهنة أخرى يحبها، وهي العروض الفكاهية، وفيها يتحدّث عن كل ما يحب في موناكو بعيدا عن السياسة وعن أخبار عائلة الأمراء.

يقول حسن، “الإمارة أشبه بعائلتي، أريد أن أتحدّث عنها في كلّ عروضي، الفكرة هي أن يفهم الناس أني محظوظ”.

وردا على سؤال حول ما إن كان يفكّر في تناول الأمير ألبير الثاني في أعماله الفكاهية، يقول، “إن التقيت به يوما ما، وتحدثنا ووجدت فيه شيئا يمكن أن يضحكني من دون أن أسيء إليه، سأفعل ذلك”.

شارك حسن أول مرة في مهرجان “فور دو رير” في مدينة نيس الفرنسية عام 2014، وفاز مع خمسة أشخاص آخرين في برنامج “بست دو لومور” في العام 2018.

وتتوالى عروضه في لندن وباريس وبلجيكا، لكنه لا يفكّر في ترك عمله في المستشفى الذي يشكل أحد مصادر إلهامه.

ويقول ستيفان فاليري رئيس برلمان موناكو، “هناك صورة شائعة عن موناكو تختصرها المراكب البحرية الفارهة… لكن في موناكو لا يعيش فقط أثرياء، حسن يعبّر عن هؤلاء الأشخاص العاديين الذين يعيشون في موناكو”.

وإذا كان حسن يعبّر بنمط حياته ومستواه الاجتماعي عن تلك الطبقة من غير الأغنياء في الإمارة الغنيّة، إلا أن ملامحه السمراء لا تشبههم في شيء، وكذلك وضعه القانوني كمهاجر حيث يحمل جوازا مغربيا مرفقا ببطاقة إقامة في موناكو.

ويقول حسن في عروضه المسرحية، إنه “من العرب القلائل في موناكو… عربي حقيقي وليس من الأثرياء” .

ويضيف “كان والدي يقول لي: أتمم دراسة الباكالوريا ومن بعد ذلك افعل ما يحلو لك”.

بعد ذلك صار والده يقول له، “احصل على مهنة ومن بعد ذلك افعل ما يحلو لك”، ثم صار يقول له “اشتر منزلا ومن بعد ذلك افعل ما يحلو لك”.

ويُكثر حسن في عروضه من الحديث عن حياته وأصوله وعائلته وتقليد والده.

وفي أحد المقاطع يتحدث عن ستيفاني أميرة موناكو وينهيه بالحديث عن والده، فقد تأثر الوالد لرؤية ابنه واقفا إلى جانب الأميرة في حفل توزيع شهادات، ونشر الصورة.

يقول ضاحكا، “في عائلتنا بالمغرب، الناس يظنّون أنني شخص مهم جدا في موناكو”.

ويستعد مهرجان الأعمال الفكاهية في بلدة دينار ببريتانيه في فرنسا لاستقبال عرض حسن في دورته المقبلة.

ويقول مدير المهرجان كزافييه لوبروتون، “هناك الكثير من العمل، من كتابة وإيقاع للعرض، هذا أمر عادي، لكنه ظريف وصادق”.

24