حزمة عقوبات أميركية لمعاقبة كيانات ساندت البرنامج الصاروخي الإيراني

واشنطن تفرض عقوبات على 13 كيانا وشخصا أجنبيا في كل من الصين والعراق وروسيا وتركيا لدعمهم برنامج الصواريخ الإيراني.
الخميس 2020/02/27
تهديد للأمن الدولي

في خطوة جديدة تهدف إلى الحد من محاولات إيران تطوير برنامجها الصاروخي فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 13 كيانا أجنبيا عملت على مساعدة طهران في تطوير برنامجها المذكور محذرة من أن هذا الأخير ما زال يثير التوجس.

واشنطن – أعلنت الولايات المتحدة، مساء الثلاثاء، فرض عقوبات على 13 كيانا وشخصا أجنبيا في كل من الصين والعراق وروسيا وتركيا لدعمهم برنامج الصواريخ الإيراني.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن هذا الإجراء تضمن فرض عقوبات جديدة على ثلاث شركات صينية ومواطن صيني وشركة تركية.

وأضافت الوزارة في بيان أن الصيني يدعى لو دينغ وين، وأنه شارك أيضا في تزويد برنامج الأسلحة الباكستاني بمواد حساسة.

وقالت إن العقوبات ستتضمن فرض قيود على المشتريات الخاصة بالحكومة الأميركية وعلى المساعدات الحكومية الأميركية والصادرات.

وذكر البيان أن ”فرض هذه الإجراءات يؤكد أن برنامج الصواريخ الإيراني ما زال مثار قلق كبير”.

وقال إن “فرض العقوبات على تلك الكيانات الأجنبية يتوافق مع جهودنا لاستخدام كل الإجراءات المتاحة لمنع إيران من تعزيز قدراتها الصاروخية”.

ولم يذكر البيان تفاصيل عن الأهداف الأخرى للعقوبات ولكنه قال إن هذه الإجراءات جاءت نتيجة مراجعة دورية تجرى بموجب قانون حظر الانتشار النووي الخاص بإيران وكوريا الشمالية وسوريا.

وتأتي هذه المستجدات في وقت كانت فيه طهران قد قامت بإطلاق قمر اصطناعي هذا الشهر، ما أثار انتقادات دولية واسعة حول حقائق ربما تخفيها إيران بشأن تطوير تجاربها الباليستية.

وفشلت إيران بداية هذا الشهر في وضع القمر الاصطناعي ’’ظفر’’ في المدار، ما يعد بمثابة النكسة لجهودها الرامية إلى تطوير برنامجها الفضائي، والذي تواجه بسببه اتهامات متزايدة بشأن تطوير برنامجها الباليستي وهو ما تنفيه طهران.

وغداة هذه المحاولة سارعت باريس إلى التنديد بالتجربة التي أجرتها طهران مؤكدة أنها تذكر بتكنولوجيات “باليستية” مماثلة لتلك المستخدمة لحمل أسلحة نووية، داعية طهران إلى احترام “تعهداتها” الدولية.

واشنطن تؤكد أن العقوبات الجديدة تتوافق مع جهودها لاستخدام الإجراءات المتاحة لمنع إيران من تعزيز قدراتها الصاروخية

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، أنييس فون در مول، إن “فرنسا تدين هذا الأمر الذي يذكر بتكنولوجيات مستخدمة للصواريخ الباليستية، وخصوصا الصواريخ العابرة للقارات”.

وأضافت المتحدثة أن “إيران كشفت من جهة أخرى صاروخا باليستيا جديدا قالت إن مداه يمكن أن يتجاوز 500 كلم”.

وتابعت “بموجب تعهداتها الواردة في القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، لا يمكن لإيران القيام بهذه الأنشطة وبينها عمليات إطلاق مرتبطة بصواريخ باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية”.

ويدعو القرار المذكور إيران إلى “عدم القيام بأي نشاط يتصل بصواريخ باليستية يتم تصنيعها لحمل شحنات نووية، بما فيها عمليات إطلاق تستخدم فيها تكنولوجيا الصواريخ الباليستية”.

وتعيش إيران عزلة إقليمية ودولية بسبب خفض التزاماتها حيال الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 وتوعدها بالقيام بالمزيد.

وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي سنة 2018 وأعاد فرض العقوبات على النفط الإيراني والعديد من القطاعات الأخرى بغية محاصرة إيران اقتصاديا وإرغامها على اتخاذ خطوات تحد من طموحاتها النووية.

وبالرغم من محاولة العديد من الوسطاء تنقية الأجواء بينها وبين الولايات المتحدة إلا أن إيران تزيد بهذه الممارسات من توتير علاقاتها مع الأميركيين.

وكانت فرنسا قد عرضت وساطة من أجل تنظيم لقاء في العام 2019 بين الرئيس حسن روحاني ونظيره دونالد ترامب، وبعد فشل هذه الوساطة هاجم مسؤولون إيرانيون الرئيس الفرنسي مقللين من شأن محاولته.

ويرى مراقبون أن هذه التصرفات تزيد من أعداء إيران وتكتلهم عليها في الوقت الذي ترزح فيه طهران تحت وطأة أزمة اقتصادية حادة.

وفجر تدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران احتجاجات في نوفمبر الماضي قابلتها السلطات بالقمع، وأسفرت الحملة الصارمة التي قامت بها السلطات الأمنية في إيران عن مقتل المئات حسب تقارير منظمات حقوقية دولية.

وفي فبراير الجاري تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة “حملة الضغوط القصوى” الموجهة ضد إيران لإجبارها على تغيير “سلوكياتها”.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل زيارته التي أجراها إلى السعودية إن واشنطن مستعدة لإجراء حوار مع إيران “في أي وقت” لكن على طهران أن تغير تصرفاتها بشكل “جوهري” وإن حملة الضغوط القصوى عليها ستستمر.

وأضاف بومبيو آنذاك “لسنا متعجلين، حملة الضغوط مستمرة. إنها ليست حملة ضغوط اقتصادية فقط… وإنما فرض عزلة من خلال الدبلوماسية أيضا”.

وكاد البلدان يصلان إلى مواجهة مباشرة في يناير الماضي بعد أن أمر الرئيس الأميركي بقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة صاروخية في العاصمة العراقية. وردت طهران على التحرك الأميركي بتوجيهها ضربات صاروخية استهدفت قواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات أميركية.

وفي معرض ردها أسقطت طهران طائرة مدنية أوكرانية “على وجه الخطأ” وعلى متنها 176 شخصا لقوا حتفهم جميعا وهو ما لاقى تنديدا دوليا وغضبا شعبيا واسعا.

واشنطن تؤكد أن العقوبات الجديدة تتوافق مع جهودها لاستخدام الإجراءات المتاحة لمنع إيران من تعزيز قدراتها الصاروخية

5