حرب غزة تغذي معارك إسرائيل السياسية

تفاصيل الحرب الأخيرة قد لا تحقق ما أراد بنيامين نتنياهو حسمه بشأن تشكيل حكومة جديدة.
الخميس 2021/05/27
فرص نجاح نتنياهو تتضاءل

القدس - أدى التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وقطاع غزة والمواجهات العنيفة بين اليهود والعرب في بلدات مختلطة إلى تعقيد الجهود لتشكيل حكومة إسرائيلية، وعلى العكس زاد النزاع من حدة المعارك السياسية في إسرائيل، فيما تعمق مأزق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السياسي أكثر.

وفيما أراد نتنياهو من الحرب على غزة قطع الطريق على تشكيل حكومة بديلة، إلا أن تفاصيل انتهاء هذه الحرب قد لا تحقق له ما أراد.

ويُنظر إلى الفترة حتى الثاني من يونيو المقبل على أنها حاسمة باتجاه تحديد مسار الساحة السياسية الإسرائيلية، فإما أن تتشكل حكومة بديلة أو يتحدد موعد لانتخابات خامسة.

ففي ذلك اليوم تنتهي المهلة التي كلف فيها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين زعيم حزب “هناك مستقبل” الوسطي المعارض يائير لابيد لتشكيل حكومة بعد أن فشل نتنياهو في المهمة.

ويقول يوني بن مناحيم المحلل السياسي الإسرائيلي في تصريحات صحافية “أمامنا فترة أسبوع سيتضح في نهايتها ما إذا كان لابيد سينجح في تشكيل حكومة بديلة، أو أنه سيتحدد موعد لانتخابات خامسة”.

وأضاف “لا أعتقد أن نتنياهو سينجح في تشكيل حكومة بعد إعادة الرئيس الإسرائيلي التفويض إلى الكنيست، فهو بكل الأحوال بحاجة إلى القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، ولكن حزب الليكود وأحزاب اليمين الأخرى ترفض حكومة بدعم من نواب عرب”.

وكان ريفلين قد كلّف لابيد بتشكيل الحكومة في الخامس من مايو الجاري خلال فترة 28 يوما.

يوني بن مناحيم: نتنياهو كان يدفع باتجاه تفجير الأمور لمنع تشكيل حكومة بديلة
يوني بن مناحيم: نتنياهو كان يدفع باتجاه تفجير الأمور لمنع تشكيل حكومة بديلة

ولكن تفجر الأحداث في باب العامود بمدينة القدس الشرقية في السابع من مايو، أي بعد يومين من التكليف، أثار علامات استفهام حول ما إذا كان تفجرها مقصودًا.

ففي حينه أغلقت الشرطة الإسرائيلية مدرج باب العامود أحد بوابات البلدة القديمة أمام الفلسطينيين ما أثار حفيظتهم مع بداية شهر رمضان.

وتبادل الفلسطينيون والإسرائيليون الاتهامات حول المسؤولية عن تفجر الأحداث التي بدأت في باب العامود ثم انتقلت إلى قرارات إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح، وتلتها اقتحامات المسجد الأقصى، وصولا إلى إطلاق عملية عسكرية على قطاع غزة.

وقبيل إطلاق الحرب على غزة كان زعيم حزب “يمينا” اليميني نفتالي بينيت ولابيد يوشكان على الإعلان عن حكومة بديلة تكسر سلسلة رئاسة نتنياهو للحكومة منذ العام 2009.

وللمرة الأولى شعر نتنياهو بأن المعارضين له يوشكون على تشكيل حكومة تضعه على رأس المعارضة.

ويعتقد مناحيم أن “نتنياهو كان يدفع باتجاه تفجير الأمور لمنع تشكيل حكومة بديلة، ولكن هذا أيضًا لا يعفي حركة حماس، فهي أطلقت صواريخ على القدس وتل أبيب”، وفق تعبيره.

وأضاف “مجرى الأمور في بداية العملية ضد غزة كان يميل لصالح نتنياهو، إذ أعلن بينيت عن وقف مفاوضاته مع لابيد حول تشكيل الحكومة، وهو ما كان يعني فعليا ألا أمل بتشكيل حكومة بديلة”.

لكن العملية العسكرية في قطاع غزة انتهت إلى ما لم يرضِ بينيت الذي وجّه انتقادات إلى نتنياهو، ويتردد الآن أنه سيستأنف مفاوضاته مع لابيد لتشكيل حكومة بديلة.

ويتضح من نتائج استطلاع للرأي العام في إسرائيل أن الحرب على غزة عادت بالفائدة على لابيد وحزب “أزرق أبيض” برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس دون أن تعود بالفائدة على نتنياهو.

ووفقا للاستطلاع الذي نشرته القناة الإخبارية الإسرائيلية 12 مساء الأحد، فإن حزب الليكود برئاسة نتنياهو حافظ على مكانته بحصوله على 30 مقعدًا من مقاعد الكنيست الـ120.

ولكن حزب “هناك مستقبل” برئاسة لابيد ازداد بـ4 مقاعد ليحصل على 21، في حين أن “أزرق أبيض” ضاعف قوّته من 5 إلى 10 مقاعد.

واقتربت شعبية لابيد من نتنياهو بحصوله على تأييد 35 في المئة من الإسرائيليين لرئاسة الحكومة، مقابل 40 في المئة لنتنياهو و25 في المئة لم يبدوا رأيا محددا.

وقال 47 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعارضون وقف إطلاق النار في غزة، مقابل 35 في المئة أيدوا الاتفاق و18 في المئة لم يبدوا رأيا محددا.

وحسب مناحيم تشير نتائج الاستطلاع إلى أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين غير راضين عن نتنياهو بسبب النتيجة التي آلت إليها الحرب، في المقابل هناك ارتفاع في شعبية لابيد وغانتس، وحتى وإن كان نتنياهو هو المفضل لتشكيل الحكومة إلا أن لابيد يقترب منه بشكل كبير.رة بين أبريل 2019 وحتى مارس الماضي.

Thumbnail

وتعكس هذه النتائج حجم المأزق السياسي الذي ترزح تحت وطأته إسرائيل، ولكنها قد تمثل دفعة للابيد من أجل تشكيل حكومة.

وقد أعلن حزب “هناك مستقبل” عن تكثيف المفاوضات مع الأحزاب المعارضة لرئاسة نتنياهو للحكومة في محاولة للتوصل إلى اتفاق، حيث يدور الحديث عن أحزاب يمينية مثل “أمل جديد” برئاسة جدعون ساعر، و”إسرائيل بيتنا” برئاسة أفيغدور ليبرمان، و”أزرق أبيض” برئاسة بيني غانتس، وأحزاب وسطية مثل “العمل” برئاسة ميراف ميخائيلي.

كما سيجري مفاوضات مع حزب “ميرتس” اليساري، ومع نواب عرب في القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة، والقائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس.

ولكن هذه الأحزاب ما تزال بحاجة إلى حزب “يمينا” اليميني برئاسة بينيت لتجاوز الـ61 صوتا المطلوبة لنيل الحكومة ثقة الكنيست.

وكان لابيد سبق وأن عرض على بينيت التناوب على رئاسة الحكومة على أن يكون بينيت الأول في رئاستها. غير أن هذه الأحزاب غير متجانسة، وأحيانا متنافرة سياسيا خاصة في ما يتعلق بالملف الفلسطيني ما يدفع محللين للتوقع بأنها لن تدوم طويلا.

ويرى المحلل الإسرائيلي أن ما يجمع هذه الأحزاب غير المتجانسة هو “الرغبة في إنهاء حكم نتنياهو، هم يريدون إخراجه من الحكومة، هذا هو ما يهمهم”.

ولطالما صارع نتنياهو من أجل البقاء في رئاسة الحكومة خاصة مع نظر المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس الشرقية في لائحة اتهام ضده تتضمن تهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة.

ويخشى نتنياهو من أن خسارته لمنصب رئاسة الحكومة ستعمل لغير صالحه في مداولات المحكمة. وكان نتنياهو يأمل في تشكيل حكومة تدفع باتجاه سن قانون بالكنيست لمنع محاكمته طالما بقي في رئاسة الحكومة.

واستنتج بن مناحيم “لا أعلم مدى تأثير تشكيل حكومة بديلة على مجريات المحكمة، ولكن بالتأكيد فإنه سيضعف سياسيا في حال إخراجه من الحكومة”.

وفي حال فشل لابيد في تشكيل الحكومة فإن الرئيس سيعيد التكليف إلى الكنيست الذي عليه إما أن يجد عضوًا قادرًا على تشكيل حكومة تحظى بثقة 61 نائبا على الأقل، أو حل الكنيست والعودة إلى صناديق الاقتراع.

ويقول معارضون لنتنياهو إنه يسعى لإجراء انتخابات جديدة بعد أن شهدت إسرائيل 4 عمليات انتخابية في الفت

7