حرب غزة ببعد سوري

الميليشيات المدعومة من إيران تكثف هجماتها على القواعد الأميركية في سوريا والعراق.
السبت 2023/11/18
واشنطن تفعل سياسة الردع

دمشق - تتوسع حرب غزة إلى جبهات محتملة أخرى، وهو السيناريو الذي يسعى الإسرائيليون والأميركيون إلى كبح جماحه في سوريا.

ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل في التاسع من نوفمبر أخبار شن غارات جوية ضد من أسمتهم “الجماعات المدعومة من إيران”.

واعتمدت المرصد السوري لحقوق الإنسان كمصدر لقولها إن 12 مقاتلا “غير سوريين” قتلوا.

وكان مقتل ثلاثة منهم نتيجة لغارة إسرائيلية على مواقع حزب الله بالقرب من العاصمة دمشق والباقون في غارة أميركية على ما قال مسؤولون أميركيون إنه منشأة لتخزين الأسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني في محافظة دير الزور بشرق سوريا.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الضربة كانت ردا على ما وصفته بالعدد المتزايد من الهجمات على القواعد الأميركية التي تجمع 900 جندي أميركي في سوريا و2500 في العراق.

توسع حرب غزة إلى جبهات محتملة أخرى هو السيناريو الذي يسعى الإسرائيليون والأميركيون إلى كبح جماحه في سوريا

واستخدم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اللغة التي اعتمدها الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وغيرهما من الزعماء الغربيين لدعم حرب إسرائيل في غزة.

ووصف أوستن القصف بأنه “ضربة دقيقة للدفاع عن النفس ردا على سلسلة من الهجمات التي شنها أتباع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ضد أفراد أميركيين في العراق وسوريا”.

وحرص الأميركيون والإسرائيليون على عدم ذكر أن الإيرانيين قتلوا في الغارات الجوية. وتتّبع إيران نفسها لعبة حذرة تشمل استخدام فروعها الإقليمية لزعزعة الاستقرار دون إثارة رد عسكري كبير من إسرائيل بما قد يجر واشنطن إلى حرب إقليمية أكبر.

ويشير تحليل أجرته مجموعة الأزمات الدولية لتقييم خطر التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران مع استمرار حرب غزة إلى عدد هجمات الميليشيات المدعومة من إيران المتزايد على القواعد الأميركية في سوريا والعراق.

وتساءلت المجموعة عما إذا كان وجود القوات الأميركية قد يوفر هدفا مفيدا لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ التي أدت حتى الآن إلى إصابة 50 فردا، كان معظمهم في قاعدة التنف في جنوب شرق سوريا. وتُعتمد القاعدة لتدريب القوات الكردية والعربية التي تقاتل فلول داعش التي لا تزال نشطة.

وتشير مجموعة الأزمات الدولية إلى أن اقتراب الانتخابات الأميركية يعني فوات أوان إعادة تقييم مدى فائدة ترك القوات الأميركية للمنطقة.

وقالت “ينبغي أن يحسم هذا التقييم ما إذا كان وجود القوات يشكل أداة لكبح التصعيد وعدم تحوله إلى صراع أوسع نطاقا وكيفية الموازنة بين المخاطر المصاحبة والفائدة المقصودة من عمليات النشر هذه من حيث صلتها بتعزيز جهود مكافحة داعش. وربما تكون الحاجة إلى مثل هذا التقييم أكثر إلحاحا في ما يتعلق بحماية قاعدة التنف العسكرية”.

واقترحت المجموعة حلا مؤقتا يشمل نقل إدارة بايدن للقوات بهدوء إلى قاعدة أخرى أثناء تقييم خياراتها.

وجاء في تحليل على موقع عرب دايجست أن اللاعبين الخارجيين الآخرين في المسرح السوري (وخاصة تركيا) سيراقبون الإشارات من البيت الأبيض.

هجمات محدودة
هجمات محدودة

ويشن الأتراك هجمات محدودة بطائرات دون طيار ضد حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في العراق وسوريا.

وقالت أسلي أيدينتاشباش، التي تحدثت لعرب دايجست من واشنطن في الثامن من نوفمبر، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيستفيد إذا سحبت الولايات المتحدة جنودها.

وأضافت أيدينتاشباش “أعتقد أن الولايات المتحدة من الواضح أنها ستبدأ في التخطيط للانسحاب من سوريا عاجلا أم آجلا، سواء كانت الإدارة تحت قيادة بايدن أو دونالد ترامب”.

وأشارت “ربما لم يعد من المنطقي الاحتفاظ بهذا العدد الكبير من القوات في سوريا والعراق وجعلها أهدافا سهلة لهجمات إيران ووكلائها. وتوجد لذلك هذه الحوارات حول الانسحاب المستقبلي. ويبدو لي أن لعبة تركيا تكمن في الانتظار حتى النهاية، والاستمرار في الضغط على القوات الكردية وانتظار مغادرة الأميركيين”.

وكثّفت روسيا في الأثناء قصفها الجوي لجيب إدلب الذي تسيطر عليه المعارضة في شمال غرب سوريا. ويرى الروس أن تركيز الاهتمام على غزة يعني المزيد من إضعاف المقاومة في إدلب.

وذكرت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس أن 34 متمردا قتلوا في غارات جوية يوم الحادي عشر من نوفمبر. وقال النظام السوري إن الضربات كانت في إطار الرد على قصف المتمردين للقوات الحكومية. وأكد عدم استهداف أي مدنيين، وهو ادعاء يستحيل التحقق منه ويصعب تصديقه لطبيعة الهجمات السابقة التي شنها الروس وقوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

6