حراك دبلوماسي أميركي لتحقيق اختراق بشأن مفاوضات السلام الأفغانية

المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان في تركيا لإجراء مباحثات بشأن مفاوضات أفغانستان السياسية.
الخميس 2020/12/03
مساع لإنهاء أقدم حرب بين واشنطن وطالبان

أنقرة - وصل المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد إلى تركيا لإجراء مباحثات بشأن مفاوضات السلام الأفغانية وقضايا إقليمية أخرى في جولة تشمل أيضا قطر التي رعت محادثات السلام بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية.

وتسعى إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب لتحقيق اختراق في هذا الملف قبل مغادرتها لإنهاء أقدم حرب تخوضها الولايات المتحدة التي اجتاحت أفغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لطرد حركة طالبان من السلطة بسبب إيوائها شبكة القاعدة.

وعبر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن خلال اجتماعه مع المبعوث الأميركي عن دعم بلاده للمفاوضات بين الأفغانيين في سبيل الحل السياسي للأزمة، واستعدادها لتقديم المساهمة اللازمة من أجل ذلك.

وأكد أن إحلال الاستقرار في أفغانستان من شأنه التأثير إيجابيا على السلام الإقليمي بالمنطقة، مشددا على استمرار تركيا في التعاون مع كافة الأطراف المعنية، بما فيها الولايات المتحدة، في سبيل ذلك.

وأظهرت تركيا في السنوات الأخيرة اهتماما بإيجاد موطئ قدم في هذه الساحة تحت يافطة الوساطة الدبلوماسية عن طريق السعي نحو ربط صلات مع حركة طالبان التي تسيطر على مناطق شاسعة في أفغانستان لتحصل على ورقة تساوم بها الولايات المتحدة وتعرقل مساعيها لإحلال السلام في البلاد.

وتوصل ممثلون عن الحكومة الأفغانية وحركة طالبان الأربعاء إلى اتفاق مبدئي للمضي قدما في محادثات السلام، وهو أول اتفاق مكتوب بينهما منذ اندلاع الحرب قبل 19 عاما وقوبل بترحيب من واشنطن باعتباره فرصة لوقف أعمال العنف.

وفي حين لا يتجاوز الاتفاق تحديد الإجراءات الكفيلة بإجراء المزيد من المناقشات، فإن مراقبين يعتبرونه خطوة كبيرة لأنه سيسمح للمفاوضين بالانتقال إلى قضايا أساسية، بما في ذلك المحادثات حول وقف إطلاق النار رغم أن هجمات طالبان على القوات الحكومية الأفغانية تواصلت دون هوادة.

للل

وفي 12 سبتمبر الماضي، انطلقت مفاوضات سلام تاريخية في العاصمة القطرية بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، بدعم من الولايات المتحدة.

وتأتي تلك المفاوضات بعد توقيع طالبان وواشنطن بالدوحة في 29 فبراير الماضي، اتفاقا تاريخيا لانسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

وتعاني أفغانستان حربا منذ أكتوبر 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه، في الولايات المتحدة.

وتستهدف مفاوضات الدوحة إنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة في أفغانستان، منذ الانقلاب العسكري عام 1978، ثم الغزو السوفيتي بين عامي 1979 و1989.

وقال خليل زاد إن الطرفين توصلا إلى "اتفاق من ثلاث صفحات يرتب القواعد والإجراءات لمفاوضاتهما بشأن خارطة طريق سياسية ووقف شامل لإطلاق النار".

وأضاف خليل زاد في تغريدة على تويتر "يبرهن الاتفاق على أن بمقدور طرفي التفاوض الاتفاق على مسائل معقدة".

ويثير انسحاب الولايات المتحدة، رغم أنه مشروط بامتثال طالبان للاتفاق، أسئلة ليست فقط حول استقرار البلاد ولكن أيضا عن احتمالات الاستمرار في مكافحة المتطرفين من غير طالبان مثل تنظيم القاعدة وداعش التابع له في أفغانستان.