حان الوقت لتلقي جرعات معززة من لقاحات كورونا

دعوات لتقديم جرعة لقاح ثالثة لمواجهة المتحور دلتا.
الثلاثاء 2021/08/17
الجرعة الثالثة مفيدة لمن يعانون نقصا في المناعة

أصبحت مسألة الجرعات الإضافية أو المعززة أكثر إلحاحا، وسط تفشي سلالة دلتا المتحورة لفايروس كورونا، وفيما بدأت دول في التحرك بسرعة لتقديم جرعة لقاح ثالثة لمن يعانون نقصا في المناعة، ترى منظمة الصحة العالمية أن الأولوية في الوقت الحالي هي توفير اللقاحات للدول الفقيرة وتطعيم المزيد من الناس في أنحاء العالم.

واشنطن - انضمت الولايات المتحدة إلى دول عديدة مؤيدة لاستخدام جرعات معززة من لقاحات كورونا لمن يعانون نقصا في المناعة، وذلك في ظل الانتشار الخطير للمتحور دلتا، فيما حثت منظمة الصحة العالمية على ضرورة تأجيل هذه الخطوة حتى يتسنى توفير اللقاحات للدول الفقيرة.

وسمحت واشنطن في الآونة الأخيرة، بإعطاء جرعة إضافية من اللقاح المضاد لكوفيد للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بينما تكافح البلاد للحد من انتشار المتحور دلتا.

وقالت مفوضة إدارة الغذاء والدواء بالوكالة جانيت وودكوك في بيان إن “البلاد دخلت موجة أخرى من جائحة كوفيد – 19 وإدارة الغذاء والدواء تدرك أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بأمراض خطيرة”.

وأوضحت أن “الآخرين الذين استكملوا برنامج تطعيمهم يتمتعون بالمناعة اللازمة ولا يحتاجون إلى جرعة إضافية من لقاح كوفيد حتى الآن”.

أنتوني فاوتشي: الولايات المتحدة مستعدة تماما لإعطاء جرعة ثالثة من اللقاح

ويتعلّق الأمر تحديداً بالأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة ناجم عن زرع أعضاء أو عن أمراض على غرار الإيدز والسرطان. وغالباً ما تكون الاستجابة المناعية بعد تلقيهم اللقاح أضعف مما هي لدى الأصحاء، ما يؤثر على فعاليته.

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الوكالة الفيدرالية الرئيسية للصحة العامة في البلاد، يعاني أقل من ثلاثة في المئة من الأميركيين من ضعف في جهاز المناعة.وقد ينجم ضعف المناعة عن مشكلات صحية لدى المرضى، ولكن أيضاً عن أدوية قد يتناولونها للعلاج، كما هي الحال على سبيل المثال لدى متلقي الزرع، الذين يتبعون علاجات تهدف إلى خفض دفاعات المناعة لتجنب رفض العضو المزروع.

وأوضح أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأميركي جو بايدن، إن الولايات المتحدة ستكون “مستعدة تماما” لإعطاء جرعة ثالثة من لقاح فايروس كورونا بسرعة لعدد أكبر من السكان إذا لزم الأمر.

ولم يحدد فاوتشي جدولا زمنيا، لكنه قال إن مسؤولي الصحة يقومون بتقييم مجموعات مختلفة “يوميا وأسبوعيا”، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.

وقال فاوتشي في برنامج “واجه الأمة” الذي تبثه شبكة سي.بي.أس “إذا تبين أنه مع ورود البيانات، أننا بحاجة إلى إعطاء جرعة إضافية للأشخاص في دور رعاية المسنين أو الأشخاص المسنين، سنكون مستعدين تماما للقيام بذلك بسرعة كبيرة”.

وحسب دراسة نقلتها صحيفة وول ستريت جورنال، فإن الجرعة المعززة تكون جرعة ثالثة من لقاحات فايزر ومودرنا وجرعة ثانية في حالة لقاح جونسون، فيما يرجح العديد من الخبراء والباحثين أن المناعة التي توفرها لقاحات كورونا سوف تتضاءل بمرور الوقت.

وذكرت الدراسة أن الجرعة الإضافية تعمل على تعبئة دفاعات الجهاز المناعي لجسمك بشكل أكبر للحماية من كورونا، وخاصة المتحورات مثل دلتا، التي تستطيع الهروب من الأجسام المضادة في الجسم.

وسبق أن أوضحت شركة فايزر إلى أن مستويات الأجسام المضادة تبدأ في الانخفاض من ذروتها السابقة بعد حوالي ثمانية أشهر من الجرعة الثانية. لكن بعد الجرعة الثالثة، ارتفعت مستويات الأجسام المضادة بأكثر من خمس مرات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا، وأكثر من 11 مرة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و85 عامًا، مقارنة بجرعتين.

وأشارت بيانات الشركة، مؤخرا، أن جرعة ثالثة من لقاح فايزر ضد كوفيد – 19 يمكن أن تعزز بقوة الحماية ضد المتحور دلتا، بخلاف الحماية التي توفرها الجرعتان الأساسيتان.

وفيما يقر الباحثون بأن اللقاحات الحالية تعمل بشكل جيد ضد المتحورات المثيرة للقلق التي ظهرت حتى الآن، لكن مع ذلك قد لا تعمل بقوة في حالة ظهور متحورات جديدة. لهذا السبب، قد يرغب الأشخاص في الحصول على جرعات معززة لضمان حصولهم على أقصى مستوى ممكن من الحماية ضد الفايروس.

واشنطن سمحت بإعطاء جرعة إضافية من اللقاح المضاد لكوفيد للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بينما تكافح البلاد للحد من انتشار المتحور دلتا

وكانت دول مثل إسرائيل وألمانيا أعلنت عن خطط لإعطاء جرعة ثالثة من اللقاحات لفئات حصلت بالفعل على جرعتين، لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن ذلك سوف يؤدي إلى حرمان الدول الفقيرة من اللقاحات.

وأثار موقف منظمة الصحة العالمية الداعي إلى تعليق تقديم جرعات معززة من اللقاحات المضادة لفايروس كورونا لتوفير جرعات يمكنها تطعيم 10 في المئة على الأقل من السكان في كل بلد حول العالم، ردود فعل رافضة لذلك باعتباره تدخلا في قرارات دول ذات سيادة لتحصين مواطنيها.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم في تصريحات صحافية “لا يمكننا ولا يجب أن نقبل أن تقوم الدول التي استخدمت بالفعل معظم الإمدادات العالمية من اللقاحات باستخدام المزيد منها في حين أن أكثر الأشخاص احتياجا في العالم لا يزالون غير محميين”.

وتتخذ الصحة العالمية أيضا موقفا يتسم بالحذر من موضوع نقص البيانات حول الجرعات المعززة، حيث مازال الخبراء يتساءلون ما إذا كانت هناك حاجة لجرعة معززة وكيف أو متى يمكن إعطاؤها.

ويتسق موقف المنظمة مع موقف هيئة تنظيم الدواء في الاتحاد الأوروبي التي أوضحت، بأنها لا تملك بيانات كافية للتوصية بإعطاء جرعات معززة من لقاح كوفيد – 19 رغم إعلان دول كبرى في الاتحاد أنها ستطرح جرعة ثالثة للفئات الأشد ضعفا والمعرضة للخطر اعتبارا من سبتمبر.

17