9 أشهر في انتظار القابلة الأميركية المأذونة وكيفية تقديمها المساعدة لميلاد عالم سيستمر في حظر الحقيقة، وسيقف حجر عثرة في طريق أمتنا العربية وفي العراق وسوريا وأماكن أخرى انتشرت فيها خلايا الإرهاب ومنتوجاتها الإيرانية المسرطنة.

حاضرنا مكبل بعدم البراءة وما يشاع عن أخطاء أو قصور في المعلومات المرتبطة بمفردة "الاستخبارية" وما استخدم منها كذرائع روجها الإعلام، ثم انسلت إلى جلسات مجلس الأمن وبموجبها تم إيداع العراق إلى المجهول.

13 أبريل جولة جديدة لاستئناف محادثات جنيف 3، والحديث عن مفاوضات مباشرة بين وفد المعارضة ووفد الحاكم السوري، يعني في الحقيقة مفاوضات بين المعارضة ووفدي روسيا وإيران.

عدم لجم إيران وغطرستها القومية الفارسية، سيقذف بكل سياسات التخاذل أو التواطؤ أو الغرور بحقيقة أنهم لم ينزعوا فتيل الإرهاب من قنابل نووية متعددة، أخطرها قنبلة في عقل جنة المرشد النووي.

ما يزال هناك من شعبنا من يؤمن بأن أحزاب المخابرات الأجنبية أو دعاة ولي الفقيه الإيراني، ستصنع التغيير وتعيد للعراق صورته الأولى الملونة الزاهية.

كلفة الحرب في سوريا لا تسمح لروسيا بالاستمرار، لذلك كان التراجع الجزئي خطوة تبرر اندفاع موسكو إلى توفير أرضية مفاوضات يتوقف عليها إيجاد حل للمعضلة السورية.

أن تكون بغداد أسوأ مدينة للعيش وللسنة الرابعة على التوالي، فذلك يعني حتما "تنمية الفشل" أي السعي الحثيث للهاوية دون الاعتراف والتوقف لرفع أقنعة الغباء السياسي المقصود والدوران كالثور في بقعة واحدة.

على أرض العراق اليوم، تواطؤ غرامي وعناق حقيقي بين القوى الشريرة، والخشية أن يكون السد ذريعة لغرق الموصل وبغداد لإطفاء حرائق العراق.

بدلا من تخفيف التوترات والحد منها، تسارعت الخطى في انهيار ليبيا وتدخل الناتو وارتدادات تسونامي المتغيرات الدموية في عالمنا العربي وإطلاق الشعوذات الإيرانية وكوابيسها الطائفية من سراديب المصالح الدولية.

سد الموصل أصبح ورقة احتياط في لعبة قمار دامية ربما تستخدم عند الهزيمة، واليوم رسالة أخرى، تتعلق بسرقة 10 غرامات، يمكن تداولها تحت طاولة معينة لا تخضع للكاميرات أو الرقابة أو الاتهام المباشر.

مثالب احتلال العراق وانهيار المنطقة ودخولها في الحروب الأهلية متعددة الأسباب، ألقى بظلاله على سياسة الرئيس الأميركي الذي قرر السير عكس اتجاه سلفه، والالتفات لمعالجة أزماته الداخلية والنأي بالنفس عن التدخلات العسكرية، المباشرة الكلفة.

ما يحدث في جنيف، عمليات تجميل روسية وإيرانية مع بعض المستحضرات الأميركية لوجه النظام الحاكم المشوه، لإعادة تأهيله وتمديد صلاحيته وسيطرته، والحقائق ستصل إلى طريق مغلق.

الذهاب إلى مفاوضات لإيقاف حرب أهلية بحجم النزاعات في سوريا وتعقيدها، لا يمكن إنجاحه دون إلزام وإجماع دولي وإرادة موحدة تساعد الطرفين ليتفهما استحالة استمرار الحال على ما هو عليه.

ولي الفقيه الفارسي يريد كل شيء، العرب، أمتهم، دينهم، تاريخهم، حياتهم، كعبتهم، بغدادهم.

الجاليات الطائفية، هي الأنفاق المظلمة التي سعت ولاية الفقيه الفارسي إلى استغلالها وتجنيدها وتوريطها ضد أوطانها، رغم فشلها في أوساط واسعة من أبناء الطائفة.

واقع العراق يؤكد اعتقال الفكر الإنساني وتحجيمه في العقل السياسي الطائفي، وهو مشروع ضيق الأفق يلغي، تماما، تطبيق القوانين الراعية للمواطنة وأيضا إلغاء القيم التي تشكل الدرع الواقي لحماية الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

ترحيل القرارات الحاسمة إلى مفاوضات سلام لن يكون حاسما أبدا وسيصطدم بعقدة من يمثل النظام.

هل بإمكان جيل الشباب العراقي أن يلتفت إلى تجارب الآخرين وينزوي بنفسه معيداً التفكير في صياغة دروب خاصة تمثل إرادته بعيداً عن أحزاب استهلكت نفسها في اجترار الأخطاء والانتقام.