حصار المدن والرهان على الزمن ومفارقة المواقف الدولية وتراجع مناسيب الإنسانية لصالح الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية، منحت كلها الفرصة كاملة لممارسة إرهاب دولة اللادولة ضد المدنيين العزل.

في المثال العراقي كان حصادنا من ديمقراطية الاحتلال وتطبيقاتها، تلالا من جماجم شعبنا تحت أنقاض الطائفية والتمهيد لتحييد المدن ضمن كتلها المذهبية.

العراق بعد الاحتلال الأميركي أصبح بكل حدوده الجغرافية قاعدة عسكرية تنطلق منها أطماع ومخططات التقسيم ورسم سياسات المستقبل؛ وكانت لخروج المحتل بالاتفاقية الأمنية مع حكومة المالكي نتائج مروعة لتعدد الولاءات وتقاسمها بين أميركا وإيران.

ما نفتقده اليوم في العراق هو غياب أي برنامج لبناء نظام سياسي يخدم المشروع الوطني الديمقراطي القائم على احترام الإنسان دون تفريق في المواطنة لأسباب تتعلق بالانتماءات المختلفة.

سبق لحكومة نوري المالكي أن سمحت بتشييد المدارس الإيرانية، وهي بادرة استغلتها إيران لمعرفتها بتردي نسبة بناء المدارس وحاجة العراق المتزايدة إليها، وبالذات في الأرياف، واعتبرتها "هدايا" للشعب العراقي.

ماذا سيكون الإجراء المناسب بحق من باع الموصل، والمحافظات الأخرى، مع مواطنيها وأسلحة الجيش المتطورة في السوق السوداء حالكة الظلام والمآرب.

الدولة الكردية حطت رحالها الموضوعية خارج سياقات تداعيات الكفاح المسلح لأكراد تركيا وسوريا أو أكراد إيران الذين تتصاعد ثورتهم بعد يأس وانتظار بين تيار متشدد وتيار إصلاحي.

المناخ في العراق مثلا، ألا يستدعي إعلانا عالميا لاعتباره بلدا منكوبا وفق كل معايير القوانين الدولية وتطبيق الإجراءات لانتشاله من الكارثة التي انحدر إليها.

في بريطانيا ودول أوروبية أخرى، بدت تطفو كلمة {بريكست} لتصل إلى أسماع اللاجئين والمهاجرين، كمختصر للرغبة في إبعادهم وخروجهم من بلدان المأوى والإقامة والمخاوف قائمة من اتساع الأقلية ودورها المناهض للسلم داخل أوروبا.

استباق ثورة الشعوب الإيرانية، جاء ساذجا ومبرهنا على الصراع القادم، ليس في مجريات الانتخابات القادمة، لكن في بقاء خامنئي على قيد الحياة.

مؤيدو هيلاري يتخوفون من تشدد ترامب تجاه الوافدين واندفاعه في مواقفه التجارية وتهديداته غير المحسوبة باستخدام السلاح النووي، وتقييماته لتعاملات أميركا وعلاقاتها الدولية حتى مع أعضاء حلف الناتو على مقياس "البزنس".

بعد أشهر قليلة من الاحتلال، اطلعت على خارطة موزعة على أرتالهم الأميركية المتجولة، فيها الحدود الإدارية للمناطق السكنية، ملونة بلونين "معزولين" عندما استفسرت، قيل لي "إنها خارطة بغداد الطائفية".

الاحتلالات صنعت من شعوبنا، طوابير فقراء ونازحين ولاجئين، إنهم يستثمرون في اللاجدوى، وفي إذلالنا بالمساعدات والهبات، وفي ذات الوقت يستمرون بالسيطرة على مصائرنا ودعم الحكومات الفاشلة.

إرهاب يشبه إلى حد بعيد تنفيذ تبليغات أو طلبات توصيل الوجبات السريعة؛ جريمة نيس، رسالة، من رسائل متتابعة لفرنسا، خوفا من تكرار سيناريو معارضة إيرانية، ما قبل 12 فبراير 1979.

بعد عملية نيس هل ستكتفي أميركا بدفع طائرات دون طيار، وهل ستظل روسيا على عنادها في حماية عنف النظام السوري وتشريد الشعوب من أوطانها، وهل ستظل ولاية الفقيه الفوضوي بمنأى عن الحساب.

مؤتمر باريس للمعارضة الإيرانية، وجه آخر للأمل بزوال نظام الملالي في طهران، وجولة أكثر وضوحا لإصرار شعوب المنطقة على العمل مع جميع الشعوب الإيرانية لإعادة السلام والأمن والتعاون المشترك.

تقرير تشيلكوت لئن كان بريطانيا في ملابسات الحرب، فإنه يعيد حماقة القرار الأميركي بالحرب ضد العراق إلى الواجهة، واحتلاله دون غطاء قانوني من مجلس الأمن.

العداء الإيراني لإسرائيل توج بمطالبة أتباع ولاية الفقيه بتغيير اسم بابل إلى اسم الحسن بن علي بن أبي طالب؛ وتفحص حجم كمية السم في العسل أو العكس كاف للتعرف على أسرار التقارب بين إسرائيل وإيران.